حافظ بشار الأسد


عندما هدّد حافظ بشار الأسد أمريكا ! , ماذا قال ؟
قال: “أرغب بشدّة – وهو يعني الأمريكان-  أن يهاجمونا، ويبدؤون بخطأ كبير يعرفون بدايته ولا يعرفون نهايته. هم لا يعرفون معنى سوريّة إلى الأبد”
هكذا تربي أسماء الأسد ابنها الرّئيس المقبل. على التّهديد والوعيد، وعلى التّنمر على الشعب السّوري، وهي مؤمنة بأنّ الشعب السّوري هو من اختار زوجها وسيختار ابنها، وليس أسوأ من ذلك سوى ظهورها على صفحة الأينستجرام الخاصة بزوجها ، وهي تطبخ، وتقدم الطّعام وكان تعليق أحدهم. عيب عليك، وتعليق الأخر “إنّهم يعيشون في عالم من الوهم لا أستطيع أن أصدّق هذه الصّور”
هو العالم الخيالي الذي لا علاقة له بالواقع الذي عاشه الأب والأم، وأشاعوا عن أنفسهما موضوع الكفاءة العلميّة، وصدّقا تلك الكفاءة مع أنّ الملفات في الغرب لا تخفى على أحد بل يعرفون أدّق التفاصيل.
يرتجف أوباما اليوم من تهديد حافظ ابن أسماء، ولن يتجرّأ على الدّخول في حرب لا يعرف نهايتها على حدّ قول الصّبي، ولا يعرفون ماهي سوريّة إلى الأبد.
ظهرت روسية بمظهر المعتدية على الشّعب السّوري بينما دخلت من خلال حلف مقدّس أمريكي، وإذا كان مصير الدكتاتورية معروف، لكنّ بشار وزوجته محظوظان في دعم أمريكا، روسيا، إسرائيل ، في أن يبقى على كرسي الحكم.
لكنّ صلاحيّة الدكتاتوريين لا تنتهي فقط على يدّ الشّعوب. بل على يد داعميهم، وهذا ما حصل في جميع الدكتاتوريات العربية عندما تخلى الداعمين عنهم، وهذا ما سيحدث مع بشّار.
علينا أن لا نكون ساذجين، فلا زالت أمريكا هي الأقوى، والاحتكارات العالمية هي أمريكا، وهذا ما يفسّر التّعاون بين السّعودية وروسيا، وهو ليس قرار فردي تقوم به السّعودية، هو قرار أمريكي، وحتى مساعدات مصر السيسي هي قرار أمريكي بأموال عربية.
حتى تركيا لم تسلم فالضوء الأخضر لتفكيكها موجود . تجرّأت روسيا على تهديدها  و خرجت بطاريات صواريخ باتريوت الأمريكية من الأراضي التركية ومهما كانت الرّسائل الموّجهة إلى الإعلام متناقضة فإنّ أمريكا وإسرائيل تنسّقان مع روسيا.
الصّراع السّوري والفلسطيني متشابهان. حيث تقف الدكتاتوريات على رأس السلطة، ولو اعتبرنا أن المليشيات الأخرى هي دكتاتوريات صغيرة فإنّ رأس السّلطة مثل محمود عباس وبشار والحكام العرب هم أصحاب الكراسي، وهم يحرّكون اللعبة، بإشارة وإشراف احتكارات عالمية مقرّها أمريكا.
الآن سوف تبدو ملامح الحكم المقبل لسوريّة، فبعد أن ترضخ تركيا لشروط الغرب تكون المنطقة بأكملها أذعنت بدءا من الدول العربية وانتهاء بإيران. سوف يتمّ تسوية المسألة السّورية. لن يستمر الأسد طويلاً في الحكم، لأنّه على روسيا أن تفعل شيئاً في مقابل قيادتها المبادرة، وستكون حكومة جديدة على قياس رغبات أمريكا.

نادية خلوف

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top