الكاتب جمال خاشقجي ـ أرشيف
الأحد 09 أغسطس / آب 2015
نشرت صحيفة "الحياة" اللندنية مقالاً للكاتب جمال خاشقجي، المقرب من دوائر صنع القرار في السعودية أمس بعنوان: "بشار الأسد وأحمد القطان والعظام الرميم".
وجاء في المقال الذي تناول فيه خاشقجي الأخبار التي راحت تروج لتغير في موقف المملكة العربية السعودية من الثورة السورية، وقبولها بدور سياسي لبشار الأسد قوله: "ما المفيد الذي انفرد بقوله السفير السعودي في القاهرة أحمد القطان خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المصرية الثلاثاء الماضي، (...) إنه نفيه وبشكل قاطع حصول أي زيارة لمسؤول سوري للمملكة، وقوله الصريح أجزم بأن (بشار الأسد) لن يكون له دور في أي حل مستقبلي" في سورية.
وأضاف خاشقجي: "أهمية هذا التصريح تأتي، وخصوصاً في القاهرة، بعدما روّج إعلامها أن المملكة غيرت سياستها نحو الأزمة السورية، وأنها باتت مستعدة للقبول بدور مرحلي للأسد ووقف المساعدات عن المعارضة، وذلك لمواجهة داعش والإسلاميين".
وأكد خاشقجي أن السفير السعودي في القاهرة حسم الأمر. من خلال تأكيده ألا "مستقبل لبشار الأسد في أي مشروع سعودي لإنقاذ سورية، وإن المملكة تفضل الحل السلمي، واستئناف عملية جنيف، وإنها ترى أن الجيش السوري عقائدي يقتل شعبه، وليس كالجيش المصري الذي يستحق التقدير لكونه جيشاً حراً يحمي شعبه".
ولفت خاشقجي إلى أن "الموقف السعودي تعرض للتشويش خلال الأسبوع الماضي، بين تسريب أن الاستخبارات الروسية رتبت لاجتماع بين مسؤولين سعوديين وسوريين بارزين للمرة الأولى منذ حلت القطيعة بين البلدين نهاية 2011، فبنى عليها محللون سيناريوات مفادها أن المملكة ستتخلى عن الشعب السوري في معركته من أجل الحرية، إلى قائل إنها بصدد عقد صفقة مع إيران بوساطة روسية وقبول أميركي مقتضاها سورية مقابل اليمن، وقد نفى السفير كل ذلك".
وأشار المقال إلى أن إعلام "حزب الله" وإيران، وكذلك الإعلام المصري، روّج لمبادرة روسية تفيد بوجود تحالف بين الدول الكبرى في المنطقة، المملكة ومعها دول الخليج، وتركيا ومصر، وتعود ببشار الأسد بهدف محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" معلقاً على هذه الأخبار بقوله: "لو صبرنا طويلاً لانضمت إيران والحشد الشعبي العراقي إلى هذا التحالف المستحيل".
وقال خاشقجي إنه في ليلة الدوحة نشرت صحيفة "العرب" عن مصادر من داخل الاجتماع "أن دول الخليج وعلى رأسها السعودية رفضت مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الداعية إلى تشكيل حلف إقليمي يجمع دول الخليج وتركيا مع نظام الأسد في مواجهة المجموعات المتشددة وعلى رأسها تنظيم الدولة".
مشيراً إلى أن هذا النفي هو "نفي منطقي لفكرة غير منطقية، كان من غير المنطقي ترويجها ابتداءً، إذ تعني أن دولة كالمملكة لن تتخلى فقط عن موقف أخلاقي بالوقوف مع الشعب السوري، وإنما تتخلى أيضاً عن أمنها القومي بالتنازل عن سورية لمصلحة إيران، فأي نظام يخرج منتصراً في دمشق بعد تنازل كهذا لن يكون حليفاً لإيران فقط كما كان منذ عهد الأسد الأب، بل سيكون نظاماً تابعاً تماماً لإيران، وفي ذلك اختراق خطير لأمن كامل المنطقة وليس السعودية فقط وإنما مصر والأردن وتركيا".
من الجيد أن السفير قطان أكد أن الخلافات التي كانت بين البلدين حول الملف السوري قد زالت، إذ قال في مؤتمره الصحافي: «ربما كان هناك في الماضي خلاف حول سبل الوصول إلى الحل، وليس (حول) جوهره، والآن صار هناك اتفاق على الوسائل والطريق» بحسب ما نقلت عنه صحيفة «الشروق».
وأضاف خاشقجي: " حتى لو تجرعت المملكة السم (وهي لن تفعل) وقبلت ببشار، فإنه أعجز من أن يقوم بالمهمة. لقد انهار من مقام رئيس الدولة إلى مجرد زعيم ميليشيا طائفية، لا يختلف عن زعيم النصرة أبو محمد الجولاني أو ممثل الخليفة البغدادي في سورية والذي لا نعرفه، إلا أنه يمتلك سلاح طيران، وعلاقات خارجية معلنة مع حفنة من الدول" واصفاً إياه بـ"إنه رميم نظام ومن ذا الذي يحيي العظام وهي رميم غير الله. لا أحد يستطيع أن ينفخ حياة في نظام بشار الأسد".
وختم خاشقجي مقاله بالقول: "انتهى بشار كان الخبر المهم الذي أتى به السفير السعودي في القاهرة، وحسناً فعل".
المصدر:
صحيفة الحياة ـ السورية نت
الكاتب جمال خاشقجي ـ أرشيف
الأحد 09 أغسطس / آب 2015
نشرت صحيفة "الحياة" اللندنية مقالاً للكاتب جمال خاشقجي، المقرب من دوائر صنع القرار في السعودية أمس بعنوان: "بشار الأسد وأحمد القطان والعظام الرميم".
وجاء في المقال الذي تناول فيه خاشقجي الأخبار التي راحت تروج لتغير في موقف المملكة العربية السعودية من الثورة السورية، وقبولها بدور سياسي لبشار الأسد قوله: "ما المفيد الذي انفرد بقوله السفير السعودي في القاهرة أحمد القطان خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المصرية الثلاثاء الماضي، (...) إنه نفيه وبشكل قاطع حصول أي زيارة لمسؤول سوري للمملكة، وقوله الصريح أجزم بأن (بشار الأسد) لن يكون له دور في أي حل مستقبلي" في سورية.
وأضاف خاشقجي: "أهمية هذا التصريح تأتي، وخصوصاً في القاهرة، بعدما روّج إعلامها أن المملكة غيرت سياستها نحو الأزمة السورية، وأنها باتت مستعدة للقبول بدور مرحلي للأسد ووقف المساعدات عن المعارضة، وذلك لمواجهة داعش والإسلاميين".
وأكد خاشقجي أن السفير السعودي في القاهرة حسم الأمر. من خلال تأكيده ألا "مستقبل لبشار الأسد في أي مشروع سعودي لإنقاذ سورية، وإن المملكة تفضل الحل السلمي، واستئناف عملية جنيف، وإنها ترى أن الجيش السوري عقائدي يقتل شعبه، وليس كالجيش المصري الذي يستحق التقدير لكونه جيشاً حراً يحمي شعبه".
ولفت خاشقجي إلى أن "الموقف السعودي تعرض للتشويش خلال الأسبوع الماضي، بين تسريب أن الاستخبارات الروسية رتبت لاجتماع بين مسؤولين سعوديين وسوريين بارزين للمرة الأولى منذ حلت القطيعة بين البلدين نهاية 2011، فبنى عليها محللون سيناريوات مفادها أن المملكة ستتخلى عن الشعب السوري في معركته من أجل الحرية، إلى قائل إنها بصدد عقد صفقة مع إيران بوساطة روسية وقبول أميركي مقتضاها سورية مقابل اليمن، وقد نفى السفير كل ذلك".
وأشار المقال إلى أن إعلام "حزب الله" وإيران، وكذلك الإعلام المصري، روّج لمبادرة روسية تفيد بوجود تحالف بين الدول الكبرى في المنطقة، المملكة ومعها دول الخليج، وتركيا ومصر، وتعود ببشار الأسد بهدف محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" معلقاً على هذه الأخبار بقوله: "لو صبرنا طويلاً لانضمت إيران والحشد الشعبي العراقي إلى هذا التحالف المستحيل".
وقال خاشقجي إنه في ليلة الدوحة نشرت صحيفة "العرب" عن مصادر من داخل الاجتماع "أن دول الخليج وعلى رأسها السعودية رفضت مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الداعية إلى تشكيل حلف إقليمي يجمع دول الخليج وتركيا مع نظام الأسد في مواجهة المجموعات المتشددة وعلى رأسها تنظيم الدولة".
مشيراً إلى أن هذا النفي هو "نفي منطقي لفكرة غير منطقية، كان من غير المنطقي ترويجها ابتداءً، إذ تعني أن دولة كالمملكة لن تتخلى فقط عن موقف أخلاقي بالوقوف مع الشعب السوري، وإنما تتخلى أيضاً عن أمنها القومي بالتنازل عن سورية لمصلحة إيران، فأي نظام يخرج منتصراً في دمشق بعد تنازل كهذا لن يكون حليفاً لإيران فقط كما كان منذ عهد الأسد الأب، بل سيكون نظاماً تابعاً تماماً لإيران، وفي ذلك اختراق خطير لأمن كامل المنطقة وليس السعودية فقط وإنما مصر والأردن وتركيا".
من الجيد أن السفير قطان أكد أن الخلافات التي كانت بين البلدين حول الملف السوري قد زالت، إذ قال في مؤتمره الصحافي: «ربما كان هناك في الماضي خلاف حول سبل الوصول إلى الحل، وليس (حول) جوهره، والآن صار هناك اتفاق على الوسائل والطريق» بحسب ما نقلت عنه صحيفة «الشروق».
وأضاف خاشقجي: " حتى لو تجرعت المملكة السم (وهي لن تفعل) وقبلت ببشار، فإنه أعجز من أن يقوم بالمهمة. لقد انهار من مقام رئيس الدولة إلى مجرد زعيم ميليشيا طائفية، لا يختلف عن زعيم النصرة أبو محمد الجولاني أو ممثل الخليفة البغدادي في سورية والذي لا نعرفه، إلا أنه يمتلك سلاح طيران، وعلاقات خارجية معلنة مع حفنة من الدول" واصفاً إياه بـ"إنه رميم نظام ومن ذا الذي يحيي العظام وهي رميم غير الله. لا أحد يستطيع أن ينفخ حياة في نظام بشار الأسد".
وختم خاشقجي مقاله بالقول: "انتهى بشار كان الخبر المهم الذي أتى به السفير السعودي في القاهرة، وحسناً فعل".
المصدر:
صحيفة الحياة ـ السورية نت
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.