الثلاثاء 28 يوليو / تموز 2015
تتشابه بعض الوسائل التي يلجأ إليها تنظيم "الدولة الإسلامية" لضبط الأمن والخشية من أية أعمال ضده، مع الإجراءات التي كان يتخذها نظام الأسد وما زال في مناطق سيطرته، والتي تهدف جميعها إلى مراقبة جميع تحركات المواطن واعتقاله عند الضرورة.
في مناطق "تنظيم الدولة" في سورية، أصدرت المكاتب التابعة لجهاز الحسبة في عموم ولايات الشام – كما يسميها التنظيم – الرقة، والحسكة، ودير الزور، والفرات، قبل أيام، تعميماً لأصحاب محال الإنترنت لتنظيم عمل هذه المحال "حسب الشريعية الإسلامية، وما يقتضيه واقع الحال في ولايات الخلافة".
ويتضمن التعميم بحسب مراسل "السورية نت" في دير الزور، معتز الصالح، مجموعة من الإجراءات، أهمها:
- إجبار أصحاب مقاهي الإنترنت على وضع برامج مراقبة، وهي في الأصل برامج تجسس في كافة الأجهزة الموجودة في صالات المقاهي، والتي يمكن من خلالها لأصحاب الصالة معرفة كافة البيانات التي يقوم الزائر بتصفحها على الشبكة، أو مقاطع الفيديو التي يشاهدها.
وتتضمن المراقبة أيضاً تبادل الرسائل النصية عبر متصفحات الانترنت، وهي ذات البرامج التي كان نظام الأسد يجبر أصحاب مقاهي الإنترنت على وضعها في أجهزة الصالات لمراقبة المستخدمين.
وأفاد مراسلنا أن جهاز الحسبة أبلغ أيضاً أصحاب المحال بضرورة تسجيل البيانات الشخصية لكل من يرتاد المقهى، حيث يدون اسمه ومكان إقامته وذلك كي يسهل اعتقال الشخص إذا ما أراد التنظيم ملاحقته.
"نايف" صاحب أحد مقاهي الانترنت في ريف دير الزور الغربي، يقول لـ"السورية نت" إن "جهاز الحسبة بهذا الشكل سيقطع أرزاقنا، إذ لن يجرؤ الناس على ارتياد مقاهي الانترنت أيا كانت الأسباب، خشية أن تسجل محادثاته من أقرابه أو أصدقائه الذي يعيشون خارج البلاد، و الذي ينتقدون تنظيم الدولة ويتهمونه بتخريب مسيرة الثورة، وهو الأمر الذي سيؤدي بهم إلى التهلكة إن اطلع التنظيم على مثل هذه المحادثات"، حسب قوله.
ولفت مراسلنا الصالح إلى أن تعميمات الحسبة أجبرت أيضاً أصحاب مقاهي الانترنت على إنشاء غرف خاصة للنساء اللاتي يردن استخدام الانترنت، وعزلهن تماماً عن بقية المرتادين من الرجال.
واعتبر "نايف" أن هذا التعميم يأتي في إطار "المزايدة على أخلاق الناس" في دير الزور، وأضاف أن هذا الإجراء كان متبعاً من قبل أصحاب مقاهي الانترنت قبل الثورة.
وكان التنظيم قد أصدر مؤخراً تعليمات بحظر أصحاب مقاهي الانترنت من وضع نواشر الإنترنت التي تتيح للناس الدخول إلى الشبكة وهم في منازلهم، وتحديداً من خلال الهواتف المحمولة، حيث كانت المحال تتيح هذا الأمر عبر ما يسمى بالباقات، التي تمكن الناس من تصفح الإنترنت حتى وهم في الشوارع.
ويقول مراسلنا إن هذه "الإجراءات منعت مرتادي مقاهي الانترنت من الوصول إلى الشبكة التي تعد نافذتهم الوحيدة إلى العالم"، ونقل المراسل عن سكان في مناطق التنظيم أن هذه التعميمات يهدف التنظيم منها إلى فرض تعتيم على ما يدور في مناطق سيطرته، عبر تقييد اتصالات السكان مع منهم في الخارج.
ويذكر أن "تنظيم الدولة" سبق وأن أغلق محال الإنترنت في مدينة دير الزور على وجه الخصوص بدعوة أنها منطقة عسكرية وأجبر من يريد التواصل مع أقربائه من سكانها إلى الذهاب إلى المحال الموجودة في القرى والأرياف القريبة.
المصدر: 
خاص - السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top