ميليشيا حزب الله تنخرط بشكل كبير في المعارك بسورية إلى جانب نظام بشار الأسد
السبت 25 يوليو / تموز 2015
مع بدء الثورة السورية منتصف مارس/ آذار 2011 وما تبعها من انخراط ميليشيا "حزب الله" في المعارك بسورية إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، تغيرت صورة هذه الميليشيا في نظر الرأي العام العربي والغربي، كما تغير الدور الموكل لها، وتحول من التنافس على السلطة و"محاربة" إسرائيل، إلى لاعب فاعل في القضية السورية بتوجيه من إيران.
وسلطت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في تقرير لها نشرته اليوم الضوء على تحول ميليشيا "حزب الله" إلى طرف إقليمي يشارك في "صراعات" تتجاوز مناطق عملياته المعهودة، وذلك بالتعاون مع إيران. وتشير المجلة هنا إلى أن الميليشيا نقلت المقاتلين الرئيسين المتمركزين قرب الحدود الإسرائيلية اللبنانية إلى مركز قيادة جديدة في سورية ومواقع أمامية جديدة في العراق واليمن.
وتحدث تقرير المجلة عن مؤشرات قوية في تغير هيكلية ميليشيا "حزب الله" وانعكاسها على تعزيز تواجد الميليشيا في سورية وزيادة دورها في هذا البلد. وجاء في التقرير أنه "منذ عام 2013 أضاف التنظيم قيادتين جديدتين إلى قواعده الموجودة في جنوب وشرق لبنان: الأولى على الحدود اللبنانية السورية، والثانية داخل سوريا نفسها. وتشير عملية إعادة التنظيم المذهلة إلى التزام جاد تجاه الصراعات الأهلية التي تتجاوز حدود لبنان".
وتتابع "فورين أفيرز" في هذا السياق، أن ميليشيا "حزب الله" نقل المقاتلين الرئيسين من القيادة العليا في الجنوب، على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل إلى سورية. وتتحدث المجلة عن "مصطفى بدر الدين" وقالت إنه رئيس العمليات الإرهابية الأجنبية في "حزب الله".
وأضافت أن "بدر الدين" يقوم تنسيق أنشطة ميليشيا "حزب الله" العسكرية في سورية منذ عام 2012، ويرأس حالياً القيادة السورية للتنظيم. كما أنه أحد القادة المخضرمين داخل الميليشيا، وكان أحد المشاركين في تفجير الثكنات الأمريكية في بيروت عام 1983، وفي اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، والتفجيرات الإرهابية في الكويت.
وترى المجلة في تقريرها أن تعيين "بدر الدين" في سورية يعكس مدى التزام ميليشيا "حزب الله" بلعب دور في سورية.
ولفتت المجلة إلى تعينات مقاتلين آخرين، ومن بينهم "أبو علي الطبطبائي، والذي تم نقله من أحد المواقع بجنوب لبنان إلى قيادة ميليشيا "حزب الله" في سورية؛ حيث شغل منصب أحد كبار الضباط تحت قيادة "بدر الدين"، وأشرف على العديد من الجنود المدربين تدريباً عالياً تحت قيادته في لبنان.
وتعود المجلة الأمريكية إلى العام 2011، حيث وجه زعيم الميليشيا "حسن نصر الله" أنشطة قواته إلى سورية، وتشير إلى أن هذه الخطوة بدأت عندما ذكرت بعض التقارير أن "نصر الله" التقى الأسد في دمشق لتنسيق مساهمات الميليشيا في سورية. وبحسب المجلة فإن ما يقرب من 6 آلاف إلى 8 آلاف مقاتل من الميليشيا متواجدين في سورية.

مخاطر المشاركة

وفي المقابل، انطوت مشاركة ميليشيا "حزب الله" في سورية على مخاطر جمة، إذ عانت من الخسائر الفادحة التي لحقت بكوادرها الهامين، سواء الذين قتلوا في لبنان أو في سورية.
"حسن اللقيس"، رئيس قسم المشتريات العسكرية في ميليشيا "حزب الله"، اُغتيل في بيروت في ديسمبر/ تشرين الثاني عام 2013. وبالرغم من أن المشتبه بهم كانوا عملاء إسرائيليين؛ إلّا أنّه لم يتم استبعاد قتله من قبل السنة الذين يرغبون في الانتقام من الميليشيا لمساندتها للأسد.
وبالإضافة إلى "اللقيس" قتل العديد من الضباط ذوي الرتب العالية، من بينهم فوزي أيوب، عضو الجناح الإرهابي الخارجي في الحزب، وهؤلاء قُتلوا في سورية خلال المعارك. وفي النصف الأول من عام 2015، عانت ميليشيا "حزب الله" خسائر أسبوعية تتراوح بين ما بين 60 إلى 80 مقاتلًا في منطقة القلمون في سورية وحدها.
وتعتبر مجلة "فورين أفيرز" أن زج الميليشيا لقادة ذات أهمية في المعارك بسورية، يعكس رؤية الميليشيا في أن ما يجري في سورية معركة وجودية من شأنها أن تؤثر على مكانة "حزب الله" الداخلية في لبنان.
المصدر: 
السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top