بالوثيقة.. علاقة مخابرات بشار الأسد بعصابات إجرامية أسفرت عن تعويم "ساركوزي"

قالت وثيقة رسمية موقعة باسم وزير الخارجية السعودي "سعود الفيصل" إن سوريا دعمت وزير الداخلية الأسبق "نيكولا ساركوزي"، الذي غدا رئيسا لفرنسا لاحقا، عبر مساعدته على تهدئة أعمال شغب وعنف اندلعت في ضواحي العاصمة الفرنسية "باريس".

وقالت البرقية المرفوعة إلى الملك السعودي (عبدالله بن عبد العزيز –حينها-) إن مسؤولين في حزب الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" الذي كان ينافس "ساركوزي"، أرادوا حرمان الأخير من "الوصول إلى الرئاسة فأثاروا ضده أحداث ضواحي باريس التي قامت بها عصابات من المهاجرين".

ونقلت البرقية الرسمية عن مصادر بأن"سوريا (برئاسة بشار الأسد) تدخلت ودعمت ساركوزي في تهدئة الشغب عبر علاقاتها مع عصابات إجرامية في شمال إفريقيا، وأوعزت للقائمين بالشغب بإنهائها (بإنهائه)؛ الأمر الذي عزز موقف ساركوزي".

وأضافت البرقية أن "سوريا كانت تصرفت نكاية في الرئيس جاك شيراك، الذي كان على علاقة جيدة مع الرئيس رفيق الحريري آنذاك، وكان يعارض التمديد للرئيس أميل لحود، وأن ساركوزي منذ ذلك الوقت يشعر بالامتنان لسوريا، وأن أجهزته الأمنية ربما نقلت لسوريا ما كان يدور في لقاءات شيراك مع رفيق الحريري".

وتعد البرقية السعودية أول وثيقة رسمية منشورة من نوعها، تسلط الضوء على العلاقة المحتملة بين نظام بشار الأسد وأحداث العنف التي شهدتها ضواح في العاصمة الفرنسية، وتشير الوثيقة ضمنا إلى يد "أسدية" في تلك الأحداث عبر عصابات "إجرامية"، التزمت بالأوامر التي جاءتها من مخابرات بشار، وأوقفت أعمالها التخريبية.

"ساركوزي" يتقرب
وأواخر 2005، وبينما كان "ساركوزي" يعد نفسه لخوض انتخابات الرئاسة عام 2007، شهدت العاصمة الفرنسية موجة من العنف والشغب، استدعت لاحقا إعلان حالة الطوارئ.

واندلعت أحداث الشغب، بعد أشهر قليلة من جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق "رفيق الحريري"، حيث كان بشار الأسد ونظامه يواجهون اتهامات متزايدة بتورطهم في الجريمة.

وقد خلفت أعمال العنف نتائج كارثية، منها حرق حوالي 9 آلاف سيارة، وتضرر عدد من المباني العامة، كما أسفرت عن توقيف ما يقارب 2700 شخص، خلال 16 ليلة فقط من الأحداث، التي اندلعت بدءا من يوم 27 تشرين الأول/أكتوبر 2005.

وشهدت العلاقات الفرنسية مع نظام بشار تدهورا خطيرا، عقب اغتيال الحريري، لكن مجيء "ساركوزي" إلى سدة الرئاسة، أعاد الحرارة من جديد إلى تلك العلاقات، بل إن "ساركوزي" نفسه عمل على تعويم بشار وإعادة إدخاله إلى مجال السياسة الدولية من جديد عبر بوابة باريس، بعدما كان يعيش ما يشبه العزلة، على خلفية اتهامه باغتيال الحريري.

وخالف "ساركوزي" السياسة الفرنسية التي اختطها "شيراك" في نهاية عهده نحو "بشار الأسد"، والتي قامت على ضرورة عزل الأخير ومحاصرته، حيث عمد "ساركوزي" عقب انتخابه (عام 2007) للتقرب من بشار بخطوات متسارعة، بل ومفاجئة، فوجه الدعوة إلى بشار ثلاث مرات خلال أقل من عامين ونصف لزيارة فرنسا (بين شهر تموز 2008 وشهر كانون الأول 2010).

ولم يكتف "ساركوزي" بذلك، بل قام عام 2008 بزيارتين متلاحقتين لبشار الأسد في دمشق، لم تفصل بينهما سوى أشهر قليلة.

وما تزال القطات "الحميمية" التي طبعت استقبال "ساركوزي" لبشار الأسد في قصر "الإليزيه" بباريس.. ما تزال ماثلة في الأذهان.


المصدر . زمان الوصل

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top