بشار.. خطاب يلوح "المحرقة"، ويكرر "الإحباط" ويقر بـ"التعب"

في أوضح تصريح على أن سوريا لم تعد للسوريين، قال بشار الأسد إن "الوطن ليس لمن يسكن فيه أو يحمل جواز سفره. الوطن لمن يدافع عنه ويحميه"، مضيفا: "الشعب الذي لا يدافع عن وطنه لا وطن له".

وفي كلمة له بثها تلفزيون النظام، وألقاها أمام "رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية"، قال بشار إن "إيران قدمت الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي" لنظامه، باعتبار أن "المعركة هي معركة محور متكامل لا يمثل دولاً بل منهجاً من الاستقلالية والكرامة ومصلحة الشعوب".

وتابع: " لأكون واضحا، إيران قدمت الدعم الاقتصادي والخبرات العسكرية، أما أخوتنا بالمقاومة اللبنانية، فقدموا أقصى ما يستطيعون، وصولا للشهداء... أخوتنا الأوفياء في المقاومة اللبنانية كان لهم دورهم الهام وأداؤهم الفعال والنوعي مع الجيش في تحقيق إنجازات في أكثر من مكان".

وردد "بشار" مفردة الإحباط عدة مرات وهو يتكلم عن جيشه، فأقر بإحباط الناس من خسائر هذا الجيش، لكنه فسره على أنه "دليل اندفاع وثقة كبيرة بالجيش، لا لتشكيك بقدرته ولا لتراجع عن دعمه واحتضانه بل على العكس".

وعقب: "كلما تفهمنا طبيعة ومتطلبات الحرب نكون أكثر قدرة على مواجهة الشائعات وتجنب الإحباط والوقوف بجانب قواتنا المسلحة وتقديم الدعم لها، مضيفا: "سيطرة الإرهابيين على بعض المناطق خلقت نوعاً من الإحباط".

كما أقر بـ"تعب" الجيش، وعدم قدرته على تحقيق "إنجاز" بل الاكتفاء بـ"الصمود"، قائلا: "ليس هناك جيش بالعالم يقاتل لأربع سنوات ونيف أكثر من مئة دولة ولا يتعب، لكن تعب الجيش لا يعني أبدا أن الانهزام مفردةٌ في قاموسه... الجيش موجود في حلب ودير الزور وصمد، ولكن الصمود شيء وتحقيق الإنجازات شيء آخر".

وفي كلام موجه لمواليه بالذات، الذين بات تذمرهم من النظام وجيشه واضحا، ولم يعودوا يلقون بالا لانتقادهما بعدما عايشوه من هزائم ونكسات متوالية، وصاروا أقرب في تعاطيهم مع النظام إلى الوقائع بدل الاستعانة بالشعارات، قال بشار: "علينا كسوريين أن نكون واعين لما نفعل ونقول، فمن غير الممكن إظهار الولاء والانتماء للوطن بتعابير مغلفة بالواقعية ومضمونها الانهزامية".

ولوّح "بشار" بما سماه "المحرقة" في وجه مواليه، معتبرا أنها "قادمة عبر مشروع التقسيم وحروبه"، وأن تجنبها غير ممكن سوى عبر "النصر"، الذي أقر بأنه ثمنه سيكون "غاليا بالتأكيد"، وأن "الحرب حرب وجود، نكون أو لا نكون".

لكن المفردة التي لم تكد تغادر لسان بشار خلال كلمته المطولة، كانت تتعلق بـ"الإرهاب" و"الإرهابيين"، مقدما نفسه بوصفه رأس حربة في مكافحة "الإرهاب"، وتحذير الشرق والغرب من عواقبه، وإعطائهم دروسا في محاصرته.

وبدت كلمة بشار الأسد -إجمالا- انعكاسا صريحا لحالة التراجع غير المسبوق في صفوف النظام، لاسيما ضمن حاضنته الطائفية، وهي حالة جسدها ارتفاع النبرة المنتقدة وتزايد حالات الفرار من الجيش، وهروب الموالين خارج سوريا، تجنبا لزجهم في ساحات المعارك، وترك مصيرهم رهنا بفساد النظام وضباطه.

وجاء الخطاب في كثير من فقراته؛ ليفسر فحوى "مرسوم العفو" الذي أصدره بشار يوم أمس، وشمل فيه "الفارين داخليا وخارجيا"، واعدا بالصفح عنهم إن سلموا أنفسهم ضمن مهلة محددة، عسى أن يتمكن من تدارك النقص الكبير الذي تعانيه قواته ومليشياته على مستوى العنصر البشري.


المصدر : زمان الوصل 

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top