أنقذوا حياة 25 ألف سوري خلال سنتين.. أصحاب الخوذ البيضاء يواجهون "ضربة مضاعفة"


يُعد الدفاع المدني الحر المنظمة المدنية الأكثر فعالية على الأرض السورية في ظل الحرب، أُنشىء في آذار من عام 2013 بهدف الاستجابة للهجمات العشوائية على المدنيين وبخاصة البراميل المتفجرة من خلال عمليات البحث والإنقاذ والإطفاء والإخلاء التي تنفذها طواقمه ليلاً ونهارياً، وفي أصعب الظروف.

 وخلال أكثر من سنتين من تأسيس الدفاع المدني الحر في سوريا فقد أصحاب الخوذ البيضاء 106 متطوعين من زملائهم أثناء تأديتهم لعملهم اثنان منهم من جرّاء غارات العدوان الروسي على الشعب السوري" -كما يقول مدير الدفاع المدني السوري "رائد الصالح".

هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 960x639px.

*خطورة الضربة المضاعفة
ويقول الصالح لـ"زمان الوصل" إن "أغلب حالات ارتقاء عناصر الدفاع المدني جاء أثناء عملهم الإنساني في إخلاء الجرحى والمصابين، ونتيجة لتكتيك مقصود اعتمده نظام الأسد والعدوان الروسي باستهداف نفس المكان بعد دقائق من الغارة الأولى، وهو ما يُعرف بـ"الضربة المضاعفة" بهدف ضرب أكبر عدد ممكن من المدنيين وعناصر فرق الإسعاف الذين يتجمعون للإنقاذ وتقديم المساعدة بعد الضربة الأولى. عدا عن استهداف سيارات الإسعاف والإطفاء التي تتعرض بدورها لاستهداف متعمد وتدمير جزئي أو كلي".

ولفت المدير إلى أن الدفاع المدني السوري أصدر بهذا الخصوص تحذيراً لكل السكان تم نشره على صفحات الواصل الاجتماعي وفي الطرقات، تضمن تنبيه جميع المواطنين والمسعفين بضرورة الانتباه وأخذ الحيطة والحذر من الطريقة الغادرة المتبعة من قبل الطيران الحربي بمعاودته لاستهداف مكان القصف مرة ثانية بعد تجمع المواطنين بفترة زمنية تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة، وكذلك باستهدافه للتجمعات البشرية سواء في وسط المدن أو المخيمات المتوزعة في أطراف القرى والبلدات.

وكشف الصالح أنهم وثقوا استخدام النظام والروس القنابل العنقودية المحرمة دولياً في ريف حُمُّص الشمالي وريف حلب.

ونفى الصالح توفر تدابير وقائية يتخذها أصحاب "الخوذ البيضاء" للتخفيف من إصابتهم المحتملة في أي وقت، مضيفاً أن "مثل هذه التدابير لو كانت موجودة لقدمناها لأهلنا".

وتابع محدثنا إن هناك نوعا من التوعية للتخفيف قدر الإمكان من الشهداء والجرحى المدنيين بإصدارات توعوية مثل "دليل حماية المدنيين" و"كيفية التعامل مع الكلور" وبعض أفلام الكرتونية عن الطريقة التصحيحية بالتصرف قبل القصف وأثناء القصف وبعده.

هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 960x640px.

*أكبر التحديات
وأشار الصالح إلى أن "أكبر التحديات التي تواجه الدفاع المدني هي عدم استقرار الدعم ونقص بالمعدات المتطورة للبحث والإنقاذ بسبب الاستهداف المستمر من قبل النظام لآلياتنا ومراكزنا".

وأشار إلى "عدم استقرار الدعم التمويلي"، موضحا أن للدفاع المدني مصاريف تشغيلية ومكافآت للعناصر بشكل شهري، غير منتظمة بسبب ضعف التمويل.

ولكن هذا الوضع كما يؤكد محدثنا "لم يؤثر على حماس طواقم الدفاع المدني واندفاعهم للعمل" منوّهاً إلى أن "الدفاع المدني لا يهتم أبداً لموضوع المكافآت، ولا يؤثر على حماس واندفاع أفراده بل على العكس تماما يزيدهم إصراراً على مواصلة العمل، ولكن عدم انتظام المصاريف التشغيلية –كما يقول– "يعيق حركة آلياتنا وقد يضطرنا إلى شراء المازوت بالدِّين ونقوم بالتسديد في وقت لاحق".

وعن العوائق التي تعترض عمل الدفاع المدني أثناء إخلاء وإنقاذ الجرحى والمصابين أكد الصالح أن من أهم هذه العوائق تجمع المدنيين بعد عمليات القصف وما يمثله ذلك من إعاقة لعمل الفرق وتنقل سيارات الإسعاف والإطفاء، ولذلك -كما يقول- "نتمنى من أهلنا بأن يتركوا المجال لفرق البحث والإنقاذ عندما يأتون لتأدية عملهم دون إعاقة"، لافتاً إلى أن "هناك أكثر من شهيد فُقد تحت الأنقاض بسبب صعود أشخاص مدنيين إلى فوق المباني المدمرة".

ويردف أن "هناك مبانٍ مدمرة بشكل جزئي ومهددة بالسقوط بأي لحظة ولذلك نطلب من الأهالي الابتعاد عنها فوراً كي لا يقع ما لا تُحمد عُقباه".

وحول صعوبة الوصول إلى ضحايا الاستهداف في كثير من الأحيان وكيفية التعامل مع هذه الحالات مع نقص المعدات المتطورة، أكد مدير الدفاع المدني السوري أن "هذه الحالات تتطلب عملاً دقيقاً قد يستغرق وقتاً طويلاً، فهناك عمليات إنقاذ تجاوزت ١٦ساعه وبعضها تجاوز 48 ساعة ولو توفرت أجهزة البحث المتطورة –كما يقول- لما عانينا هذه الفترة الطويلة".

وختم محدثنا موجهاً كلامه للسوريين الأحرار "نحن في الدفاع المدني باقون على عهدنا بأن نواصل عملنا رغم كل الصعوبات والمخاطر التي تواجهنا خدمتكم شرف لنا".

وتضم هذه المؤسسة الإنسانية ضمن صفوفها أكثر من 2700 متطوعاً يعملون في 110 مراكز على امتداد 8 محافظات سورية من الجنوب للشمال، بحيادية وإنسانية وعدم تمييز، تمكنوا خلال أكثر من سنتين من إنقاذ حياة أكثر من 25000 إنسان من تحت الأنقاض.
زمان الوصل

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top