تقرير: هكذا فشلت خطة روسيا العسكرية في الغوطة الشرقية
أفادت تقارير إعلامية بفشل خطة روسيا العسكرية في الغوطة الشرقية، وأصبحت العملية  أكثر تعقيدًا بالنسبة لقوات النظام مما كان متوقعًا بعد الانتقال إلى مرحلة الاجتياح البري.
وقال تقريرٌ نشرته وكالة "رويترز" مؤخرًا من إعداد "مركز دراسات الشرق الأوسط" عن تطورات الوضع في الغوطة الشرقية "كان الرهان على حسم المعركة  من خلال المرحلة الأولى (مرحلة الصدمة المفاجئة) والتي استخدمت فيها راجمات الصواريخ (سميرتش Smerch)، إضافة للقنابل الضخمة المصنعة محليا (البراميل) ومئات الغارات التي قامت بها القوات الجوية الروسية بالاشتراك مع طيران النظام السوري". 
وأضاف: "كانت المناطق المدنية هدفًا لهذه النيران الكثيفة، بقصد إحداث الصدمة وإجبار مقاتلي الفصائل المقاتلة على الاستسلام، تحت التهديد بمزيد من الاستهداف للمدنيين في الغوطة الشرقية".
وأشار التقرير إلى أن روسيا وحليفها فشلت في تحقيق أهداف هذه المرحلة بسبب قدرة المجتمع المدنيّ في الغوطة على امتصاص واستيعاب هذه الصدمة والتي تسبب في سقوط أكثر من 700 قتيل مع آلاف الجرحى، مما استدعى مجلس الأمن لعقد جلسات تُوجت بالتوافق على القرار 2401 القاضي بوقف إطلاق النار لكن دون آلية تطبيق.
وبحسب التقرير كان استصدار هذا القرار بمثابة الحكم بالفشل على سياسة "الصدمة" التي اعتمدت لحسم معركة الغوطة الشرقية، وفي الوقت ذاته إيذانًا ببدء مرحلة ثانية من المعركة تمثّلت بالهجوم البري، والذي كان لا بد من الانتقال لها بعد الحرج الكبير الذي وقعت فيه روسيا في مجلس الأمن نظرًا للوضع الإنساني الصعب الذي نتج عن الصدمة "الفاشلة" والتي كان المعوّل عليها في حسم المعركة لصالح النظام.
وأوضح "أن فصائل الثوّار ألحقت كما كان متوقعًا خسائر فادحة بقوات النظام في المعركة البرية، مما دفع الخبراء العسكريين الروس إلى اتباع سياسة (الأرض المحروقة) للحد من الخسائر الكبيرة التي منيت بها، مما ساعد قوات الأخير للسيطرة على مساحة كبيرة من الغوطة الشرقية تقدر بـ 22% من إجمالي المساحة الكلية للمناطق التي يسيطر عليها الثوار.
ودفع ذلك فصائل الثوار إلى اتباع أساليب أخرى لوقف تقدم قوات النظام من خلال الكمائن المحكمة التي أوقعت حسب مصادر مؤكدة المئات من القوات المقتحمة والمساندة قتلى مع أعداد من الأسرى، إضافة لاسترجاع بعض المناطق التي تقدمت عليها مؤخرًا.
وتوقع التقرير في حال استمرار الخسائر البشرية لقوات النظام والاستعصاء عن إحراز تقدم نوعي لها على حساب فصائل الثوار ضمن فترة زمنية محدودة، أن تلجأ "قوات الأسد" والميليشيات المساندة إلى الانكفاء على تحصين المناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا لضمان عدم استرجاعها من قِبَل الثوار.
كما توقع أن يتراجع الدعم الجوي الروسي للمعركة، والذي كان السبب الرئيسي في إحراز التقدم بعد 18/3/2018 موعد الانتخابات الرئاسية الروسية.
ويُذكر أن "قوات الأسد" وميليشياته سيطرت مؤخرًا على بلدات الشيفونية، النشابية، حوش الضواهرة، أوتايا، عين الزريقية، حزرما، تل فرزات، بسبب استخدامه سياسة "الأرض المحروقة".
وكان قائد أركان "جيش الإسلام"، حمزة بيرقدار، أعلن أمس أن قتلى قوات النظام تراوحت بين 900 و1000 قتيل منذ بدء الحملة الأخيرة على الغوطة الشرقية.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top