نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تقريراً يقارن ما يحدث في سوريا من جحيم على الأرض، بمذبحة الهولوكوست التي ارتكبت بحق اليهود على أيدي النظام النازي لأدولف هتلر.
وقالت الصحيفة، في بداية تقريرها: "في متحف الهولوكوست بالولايات المتحدة الأمريكية، أقُيم معرض عن الأعمال الوحشية في سوريا حالياً، ويقول أمين المعرض، إن المتحف لا يحكي فقط قصة الموتى، ولكن أيضاً يُعطي دروساً للمستقبل"

وقائمة الأسماء المكتوبة بالعربية باستخدام مزيج من الدم والصدأ، تثير الأعصاب، ولكنها تجذب الانتباه، وتابعت الصحيفة، العبارة المكتوبة "لا يمكن مقارنتهم" على العمل الفنيّ، عبارة عن مقدمة زائدة عن الحاجة، فإذا كان يتم عرض هذا العمل في متحف الهولوكوست، يجب المقارنة بين مذبحة الهولوكوست وما تعيشه سوريا حالياً، وأُقيم هذا المعرض في قلب العاصمة الأمريكية بغرض المقارنة بين الاثنين.
يوجد في منتصف المعرض تقريباً خمس قطع من القماش، تحمل كلاً منها 10 أسماء على الأقل مع أرقام تليفونات أصحابها، والتي أصبحت غير واضحة الآن، فالحبر المصنوع من خليط من الدم والصدأ صعب القراءة، وحمل المعرض عنواناً كُتب بالعربية والإنجليزية يقول: "سوريا: من فضلكم لا تنسونا"
كان الصحفي، وناشط حقوق الإنسان السوري منصور العمري، هو صاحب فكرة المعرض، بعد أن تم حبسه في فبراير/شباط 2012، وبقي في زنازين سرية تابعة لنظام الأسد لمدة 18 شهراً، ويقول عن الفكرة: "في إحدى تلك الزنازين طورت فكرتي مع رفيق لي داخل الزنزانة لتوثيق ما يحدث، حيث كانوا يجرحون أنفسهم ليستطيعوا كتابة أسماء 82 سجيناً وتخليد ذكراهم باستخدام الدم، خاصة أن هؤلاء المساجين لم يكن معهم أي وثائق هوية"، واتفقا على أن من يخرج أولاً من السجن سيأخذ معه قطع القماش التي حملت أسماء المساجين ليخبر عائلاتهم عنهم، وكان العمري هذا الشخص، وبعد أن خرج من السجن غادر سوريا وأعطى قطعة القماش التي حملت أسماء الضحايا السوريين إلى متحف الهولوكوست في أغسطس/آب الماضي.
ويقول العمري، إن أغلب الذين كانوا معه في الزنازين استشهدوا الآن.
ويعرض المتحف أيضًا صوراً تم التقاطها بهاتف محمول، وتهريبها خارج سوريا عن طريق ضابط سوري سابق حمل اسم "قيصر"، وتمثل الصور البالغ عددها 55 ألف صورة، ضحايا الحرب الذين قتلوا على يد نظام بشار الأسد، وفي يوليو/ تموز 2014، أدلى "قيصر" بشهادته أمام الكونجرس حول الجرائم التي رآها بعينيه.
وتشبه صور الضحايا السوريين صور ضحايا مذبحة الهولوكوست في معسكرات الاعتقال: حيث تستلقى أجساد الضحايا في صفوف، وبجانب الصور هناك وصفاً تفصيلياً لها وخرائط توضح تطور الحرب في سوريا.
ويعيش العمري الآن في السويد خائفًا على حياته، بعد إنكار نظام الأسد لهذه الصور والشهادات التي أدلى بها، متهماً إياه بنشر الأكاذيب.
ويقول "كاميرون هدسون"، مدير المحتوى لمتحف الهولوكوست وأمين المعرض السوري، إن هذه المرة الأولى التي يتم عرض معرض عن صراع جاري في المتحف، حيث كان المتحف يتابع أخبار الحرب السورية لوقت طويل، ومقارنة مذبحة الهولوكوست في أوروبا بالمأساة في سوريا الآن هو أمر واضح لا يجب أن يثير دهشة الكثيرين.
ويتابع "كاميرون"، متحف الهولوكوست لا يحكي فقط قصة الموتى، ولكن يعطي دروساً للمستقبل أيضاً، فالحرب السورية ما زالت مستمرة حتى الآن، ولا يشعر العمري وأصدقائه بتأنيب الضمير من عرض ما يملكونه في متحف الهولوكوست، حيث أغلب المعروضات يهودية، فهم كانوا في حاجة أن يستمع العالم إليهم ويلاحظ المأساة الدائرة في سوريا الآن، وبالنسبة إليهم فمتحف الهولوكوست أرض خصبة لمعرضهم، حيث يشعر السوريون أنهم منسيون بعد سبع سنوات من الحرب السورية، وإقامة معرضهم في متحف أمريكي رئيسي دليل كبير على المأساة، ووسيلة جيدة لجذب الانتباه العالمي، فأغلب زائري المعرض - نسبة 98 بالمئة تحديداً، ليسوا يهوداً.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top