لم يعد السجود في أوساط الشبيحة حكرا لصور بشار الأسد، وهو ما انتشر في شهور الثورة الأولى خلال المسيرات التي كان يطلقها النظام في شوارع دمشق وحلب.
وتزامن انتشار مشاهد السجود لصور بشار الأسد مع انتشار عبارات “إشراك” تطلق خلال عمليات تعذيب المعتقلين أو المداهمات، ولعل من التسجيلات التي يعرفها السوريون تماما ذاك التسجيل الذي يظهر أحد الشبيحة وهو يلطم أحد المواطنين ويقول له “قل لا إله إلا بشار” وكذلك “مين ربك ولا؟”.
لم يعد السجود في أوساط الشبيحة حكرا لصور بشار الأسد، إذ بعد مرور سنوات خمس من عمر الثورة السورية، اختفت شخصيات عديدة كانت تعتبر من أعمدة النظام، منها من تم تغييبه ومنها من اغتيل وآخرون قتلوا في المعارك، بالمقابل برزت شخصيات أخرى وباتت لها شعبية في أوساط مؤيدي النظام وشبحيته، ولعل من أشهرهم العقيد ” سهيل الحسن ” الملقب في أوساط المؤيدين بـ”النمر” الذي حاول النظام ومؤيدوه أن يجعلوا منه أسطورة في مواجهة فصائل الثوار، لاسيما أنه يتولى قيادة ميليشيات تعمل في واحدة من أكثر الساحات سخونة وأهمية وهي مناطق ريف حماة وسهل والغاب، وبات البعض يحاول تقديمه في أوساط الطائفة العلوية، وإن كان بطريقة غير مباشرة كأحد الخلفاء المحتملين لبشار الأسد. فيما ذهبت روايات أخرى إلى القول إن النظام نفسه أراد أن يخلق من سهيل حسن بطلا بعد الهزائم المتوالية التي تلقتها قواته على يد فصائل الثوار على مختلف الجبهات، لذلك بات الحاضن الشعبي للنظام بحاجة لقائد يعلق عليه آماله، لاسيما في الجانب العسكري، إلا أن الأمر يبدو أنه تجاوز ذلك وبات سهيل الحسن منافسا لبشار الأسد في سجود الشبحية، ففي آخر صورة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي لـ سهيل الحسن بدا جالسا على كرسي، وثلاثة ربما من مساعديه أو عناصره يسجدون تحت قدمه، ولعل هذا مؤشر من مؤشرات كثيرة تجعل من الحسن عنصرا مزعجا للنظام وإن تغاضى عنه إلى حين، إذ أشارت تقارير إعلامية إلى أن أجهزة أمن النظام اعتقلت المحامي “مُضر حسن” المقرّب جداً من النظام. إثر مطالبته عبر موقع “تويتر” باستبدال وزير الدفاع الحالي بالعقيد الحسن وفي الوقت نفسه أنشأت على موقع “فيس بوك” صفحة تدعو إلى “تعيينه رئيساً للجمهورية”، وتفيد شائعات يصعب التحقق من صحتها وتنتشر في الصحافة العربية بأن “العقيد الحسن” قد يكون مرشّح الروس والإيرانيين إذا فرضت الظروف انتقالاً سياسياً.
إن كل ما سبق يمكن أن يعجّل بسقوط “الحسن”. فنظام الأسد لا يتحمل لا “المزعجين ولا الطموحين”.
العقيد سهيل الحسن أحد أشرس قادة الأسد ولد بحسب بعض المصادر في العام 1970 تخرج من الأكاديمية الجوية عام 1991، يعتبر قائد حملة البراميل المتفجرة على مدينة حلب وصاحب نظرية القصف الجوي المكثف خلال العمليات العسكرية التي يقودها سواء في ريف حماة أو ريف حمص.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.