١٥
“المخابرات نور السماوات” عبارة يكتبها شبيحة النظام على جدران المساجد في دمشق
كرم منصور: السورية نت 
على حاجز شارع بغداد الواصل بين ساحة السبع بحرات وساحة التحرير في دمشق، وقبل الوصول إلى الحاجز تصادفك عبارة “تمهل حاجز”، كلمة “تهمل” لا تعني للسائقين شيئاً لأن الوضع الطبيعي أن تتوقف عقارب الوقت عند الحاجز العسكري، ويكون الازدحام سيد المشهد في كل الأوقات، لتصطف السيارات كسرب طويل من النمل يستمر في كثير من الأحيان ثلاث أو أربع ساعات، وبسقوط كلمة تمهل من العبارة تبقى كلمة “حاجز” وهي الكفيلة بحبس الناس أنفاسهم، مخبئين جوالتهم، متفقدين أوراقهم الشخصية، ريثما يأتي دور حافلتهم بالتفتيش.
خلال الوقت الطويل في انتظار العبور يستوقف الركاب عبارات خطّها جنود النظام على جدران الأبنية المحيطة على الحاجز عبارات اعتاد على رؤيتها وسماعها سكان العاصمة ومنها “الأسد أو لا أحد” أو “الأسد أو نحرق البلد”.
لكن الجديد خلال الأيام الماضية عبارة “المخابرات نور السماوات” المكتوبة على الجدار المقابل لمسجد “عبد الرحمن بن بكر” لتكون بوجه كل من يدخل أو يخرج من المسجد، في استفزاز واضح لمشاعر المسلمين في وقت يزين فيه الدمشقيون بيوتهم بعدد من الآيات القرآنية احتفالاً بشعائر الحج.
 عبارة “المخابرات نور السماوات” المستوحاة من آية النور في القرآن الكريم “الله نور السموات والأرض”، تستبدل فيها قوات النظام كلمة “الله” بعبارة “المخابرات” في إيحاء للقارئ أن للنظام قوة سلطان تنافس قوة “الله” وسلطانه على عباده.
و بحسب سكان العاصمة، رواية قدسية النظام تلقى آذاناً صاغية عند فئات من المناصرين للنظام، وخصوصاً بعدما بث النظام في أكثر من مرة عبر قنواته الرسمية شهادات للعديد من المؤيدين للنظام بأن بشار الأسد هو ربهم وأن حزب البعث هو دينهم، ناهيك عن الشعارات الطائفية باتت موجودة في العديد من شوارع دمشق وخصوصاً في محيط الجامع الأموي، ما اعتبره العديد من سكان العاصمة محاولة إلباس دمشق بلباس طائفي لم تكن عليه يوماً ما.
وتمثل عبارة “المخابرات نور السماوات” حلقة جديدة من مسلسل إهانة المقدسات واستفزاز المشاعر الدينية للسوريين، فقد سبقها قبل ذلك الفيديوهات المسربة لعنصر من المخابرات الجوية مجبراً شيخ جامع أن يقول إن “ربه بشار الأسد بعد سؤاله من هو ربك”، فضلاً عن عشرات مقاطع الفيديو التي يشتم فيها النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top