رأس النظام في سورية بشار الأسد ـ أرشيف
الاثنين 07 سبتمبر / أيلول 2015
في الوقت الذي هيمنت فيها أخبار السوريين الفارين من بلادهم على نشرات الأخبار خلال فصل الصيف الحالي لم تحقق مساع دبلوماسية أخرى تهدف لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام أي نجاح.
وعزز الفشل الكبير وجهة نظر خبراء في الشأن السوري يعتقدون أنه لا حل يلوح في الأفق مع وجود واحدة من أكبر العقبات التي لا يمكن على ما يبدو تجاوزها وتتعلق بمستقبل بشار الأسد.
رغم أن بعض المسؤولين الغربيين يقولون إن حلفاء الأسد يدركون الآن إنه لا يمكن الانتصار أو تحقيق الاستقرار في سورية إلا أن موسكو تعتزم دعمه بشكل أقوى من أي وقت مضى.
وكرر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الآونة الأخيرة موقف روسيا بأن الأسد رئيس شرعي وانتقد الموقف الأمريكي قائلاً إنه "غير مثمر" وشبه موقف الغرب تجاه سورية بفشله في العراق وليبيا. وروسيا مستمرة في الوقت ذاته في دعم الأسد بالأسلحة.
وقال مسؤول عسكري في النظام إنه كان هناك في الآونة الأخيرة "نقلة كبيرة" في الدعم العسكري الروسي بما في ذلك أسلحة جديدة وتدريب.
وأضاف المسؤول: "علاقتنا تتطور دائماً ولكن في هذه الأيام حدثت نقلة نوعية. نصفها بالعربية نقلة نوعية وهو ما يعني كبيرة."
من جهته وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبدى قلقه إزاء تقارير بزيادة التدخل الروسي في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الروسي يوم السبت. ونقلت صحيفة ذا نيويورك تايمز عن محللين مخابراتيين أمريكيين قولهم إن روسيا أرسلت فريقاً عسكرياً متقدماً إلى سورية.
وقال دبلوماسي يتابع الحرب السورية إن ما يعكس المأزق بشأن وضع الأسد أن بعض الأفكار التي تطرح على المائدة من أجل إحراز تقدم في العملية السياسية تتجنب مسألة مستقبل الأسد. إلا أن هذه ما زالت أكبر عقبة أمام إحراز تقدم دبلوماسي فيما يتعلق بالحرب التي تتجلى تداعياتها بشكل لم يسبق له مثيل في أوروبا التي تواجه أزمة هجرة أججها المهاجرون السوريون.
وتمثل أيضاً تعقيداً كبيراً لجهود محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، ورغم حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة ضده إلا أن التنظيم ما زال يسيطر على مساحات كبيرة في سورية ويعتزم مواصلة التقدم تجاه مدن كبيرة واقعة تحت سيطرة الأسد في الغرب كما أنه له وجود بالفعل في أحياء جنوبية بدمشق.
وقال أندرو تابلر المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في معهد واشنطن "لا أرى تغييراً كبيراً من الإيرانيين والروس. هناك أقاويل بأنهم ملوا ولكن موقفهم ثابت".
وأضاف: "يعتقدون أن الرحيل الفوري للأسد سيؤدي إلى انهيار النظام. وترى واشنطن أيضا أن أي انهيار سريع للنظام سيكون بمثابة هدية لتنظيم الدولة. هم في مأزق: إذا رحل الأسد على الفور فسيساعد ذلك تنظيم الدولة ولكن إذا لم يرحل على الإطلاق فلن يكون هناك أمل في جمع شتات سورية ثانية."
وتابع "الفورة الدبلوماسية في الآونة الأخيرة تأتي لأن الجميع يشعر بالقلق وهم محقون في ذلك. لكن النتائج سيئة بشكل ملحوظ. يبدو أنهم يدعمون المواقف السياسية السابقة في المنطقة عندما يتعلق الأمر بسورية".
من جانب آخر راهن الأسد على أن يعتبره الغرب شريكاً في الحرب ضد "تنظيم الدولة". ولكن على الرغم من أن الأولوية الآن في السياسة الأمريكية تجاه سورية هي محاربة التنظيم وليس الإطاحة بالأسد إلا أن واشنطن ملتزمة بموقفها بأن الأسد جزء من المشكلة قائلة إن وحشيته أججت التطرف.
والزيارات بشكل ثابت التي يقوم بها مسؤولون إيرانيون لدمشق تسلط الضوء على دعم طهران لحليف يؤمن مصالحها في بلاد الشام بالتحالف مع "حزب الله" اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات الأسد في سورية.
ومنذ إبرام الاتفاق النووي تقول إيران إنها تحاول إطلاق مساع جديدة لحل القضية السورية. ولكن ليست هناك مؤشرات على أن طهران تغير موقفها تجاه الأسد.
وينبع دعم موسكو وطهران للأسد من حقيقة أنهما لا يريان بديلاً عنه لمن يمكن أن يكون ضامناً لمصالحهما.
وقال مصدر دبلوماسي روسي كبير "ما يقترحه شركاؤنا من تغيير النظام في دمشق أمر غير مشروع. يقولون فقط إنه يجب أن يرحل الأسد، وماذا بعد ذلك. لا أعتقد أن لديهم أي فكرة."
وتابع "لم يكن هناك إرهابيون في العراق ونفس الأمر في ليبيا. والآن الدولة الليبية تنهار والإرهابيون يتحركون هناك."
وقدم المبعوث الأمريكي الخاص لسورية مايكل راتني وجهة نظر مغايرة بعد زيارته لموسكو في 28 أغسطس/ آب.
وقال بيان أمريكي "نحن ندرك أن استمرار الأسد يؤجج التطرف ويزيد التوترات في المنطقة. ومن ثم فإن الانتقال السياسي ليس ضرورياً للشعب السوري فقط وإنما أيضاً جزء مهم من القتال للتغلب على المتطرفين."
ورغم إصرارهم على ضرورة رحيل الأسد إلا أن المسؤولين الأمريكيين لا يحددون متى أو كيف. ويترك ذلك الباب مفتوحاً أمام إمكانية بدء فترة انتقالية يستمر الأسد في السلطة خلالها وهي نقطة يستحيل تقريباً أن يقبلها مقاتلو المعارضة. وعلى أي حال رفضت روسيا فكرة أي تفاوض مسبق عن رحيل الأسد.
ومن بين التعقيدات الكبيرة التي يواجهها الحل السياسي التعامل مع عدد كبير من جماعات المعارضة. وعلى الرغم من أن بعضهم ينظم نفسه بشكل أفضل على الجبهة السياسية إلا أن التفكك في صفوف المعارضة ما زال يعد تحدياً كبيراً على المسار الدبلوماسي.
المصدر: 
رويترز ـ السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top