img


يستمر شلال الدم السوري بالجريان ولكن ليس بسبب الأسد وطيرانه ، بل بنار فتنة ستمتد في بلادنا كإمتداد النار في الهشيم ، فلا تبقي ولاتذر شخصا يعيش بأمان وسلامة ، في درعا لم تتوقف جرائم الخطف والقتل لتسجل 17 حالة خطف وقتل ، ثمانية منهم في مدينة درعا.
دخلت حوادث الخطف الحاصلة في محافظة السويداء، والمستمرة منذ عامين ، منعطفاً خطيراً قد يكون الأكثر تهديداً للعلاقة بينها وبين جارتها درعا، بعد ما آلت إليه الأحداث مؤخراً من تحوّل لافت من تصاعد الجريمة. فقد أقدم خاطفو ثلاثة شباب من قرية المتونة بريف السويداء على قتل أحد المخطوفين، ويدعى صافي ركاب، وقطع رأسه، في 30 آذار/مارس، ووضع جثّته أمام منزل أحد الوجهاء في قرية “صمّا الهنيدات” المجاورة للحدود مع محافظة درعا. الخاطفون طالبوا بفدية ضخمة بلغت 14 مليون ليرة سورية (حوالى 50 ألف دولار أميركي) لقاء الإفراج عن المختطفين الآخرين.
ومن اللافت تعاطي الخاطفين، هذه المرة، بطريقة مختلفة مع فعل الخطف؛ حيث بدا وكأن القتل هو غاية الخطف، وذلك بعد انتزاعهم الفدية المالية من الوسيط، بالقوة، دون تسليم المُختَطَفين. حالات الخطف السابقة، كانت تبحث عن الابتزاز المالي وتحقيق الكسب على حساب أمن الناس.
ورداً على ذلك، حصلت حالات خطف مضاد، إذ أقدم بعض الأهالي على احتجاز أشخاص من بدو المنطقة، ومن أهالي درعا النازحين في السويداء، كرهائن وقد تم إطلاق سراح بعض المخطوفين بعد تدخل الوجهاء. إلا أن تطوراً آخر أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، بعدما عُثر على جثتي شابين من درعا، مقتولين شرقي السويداء. الأمر الذي يوحي بوجود قوى تعمل على استكمال سيناريو القتل، بفصول جديدة، تهدف لتأجيج الوضع بين السويداء ودرعا. أصابع الإتهام وجهها الناشطون إلى مخابرات النظام، لتحقيق ما عجز عنه في الآونة الأخيرة، حين باءت محاولات التجييش وتجنيد الدروز للقتال ضد قوات “الجبهة الجنوبية” في درعا بالفشل، وذلك بعد سيطرة المعارضة المسلحة على مدينة بصرى الشام، في 25 آذار/مارس.
واختلفت الأراء حول قطع رأس المخطوف ركاب، حيث يرى أنصار الثورة في السويداء أن الجريمة حملت رسالة مزدوجة؛ الأولى موجهة لأهالي المخطوفين بغرض الإسراع في دفع الفدية للشابين الآخرين. أما الرسالة الثانية، بحسب المعارضة، فقد وجهها الخاطفون لأبو معين جمال هنيدي، الذي وُضعت جثّة الشاب المقتول أمام منزله؛ وهنيدي ممن يحفظون علاقات حسن الجوار مع درعا، كما أنه عراب العديد من مبادرات الحلّ للأزمات بين درعا والسويداء. اختيار هنيدي الذي حظي بمنزلة عالية بين أهالي درعا، لايصال الجثة له، هو مطالبة صريحة له بالتراجع عن موقفه الداعم للاجئين الحوارنة، بعد محاولة اغتياله في النصف الثاني من العام 2013.
وما يزيد من احتمال أن يكون النظام وأجهزته الأمنية قد افتعلوا حادثة الخطف، هو الجرأة غير المعهودة للخاطفين، الذين خطفوا الشباب الثلاثة من أراضي قرية المتونة، ودخولهم إلى أراضي السويداء بعمق يزيد عن 15 كيلومتراً. ومن ثم الدخول مجدداً إلى قرية صما الهنيدات، التي تبعد 30 كيلومتراً عن قرية المخطوفين، ووضع الجثّة فيها.
في موازاة ذلك، لم يصدر عن النظام أي رد مباشر تجاه ما حصل. لكن، على الإعلام كان يبُثّ أخباراً مكثّفة عن اشتباكات ضد جماعات متطرفة، من بينها “داعش”، على حدود السويداء الشرقية والغربية، لاسيما في بلدة حرّان، واجتاحت أخبار انتصاراته مواقع التواصل الاجتماعي من دون أن يلحظ أحد على أرض الواقع معارك تحصل في الأصل.
في المقابل، أصدر شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ حمود الحناوي، رسالة إلى أهالي السويداء ودرعا، ذكّر فيها سكان المحافظتين بتاريخهم وتعايشهم المشترك على مر السنين. وقال الحناوي “نؤكد على حسن الجوار بيننا وبين أهلنا في حوران كشركاء في الوطن ونعلم بأنهم يتبادلون معنا نفس الشعور، والكثيرون منهم حريصون علينا كحرصنا عليهم”، وأضاف: “علينا أن نفكر وإياهم بأن دوام الحال من المحال وما بعد الشدائد إلا الفرج، وقد مررنا وإياهم بمصاعب عديدة على أيام الاحتلال التركي، والاستعمار الفرنسي، فزال الاحتلال والاستعمار وبقينا وإياهم في الوطن”. وتابع “لقد جمعتنا العوامل الجغرافية سهلاً وجبلاً، وحسن الجوار كان قائماً على مدى التاريخ والتكامل الطبيعي، وقد كان الآباء والأجداد حريصون كل الحرص على تحقيق الوئام بين المحافظتين، وقد تعاونا في كثير من المواقف لحماية بعضهما البعض”. واعتبر الحناوي أن من “أخطر الأمور التي حصلت هي عمليات الخطف التي مازالت تقع.
يُذكر أن محكمة دار العدل والفصائل الموقّعة على ميثاقها كانت من أبرز الجهات التي تعهّدت في وقتٍ سابق بضبط الوضع الأمني وتكثيف الحواجز ومنع السرقة قدر الإمكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل ، فهل الأمور ستشهد تحسنا ملحوظا ، أم أنها ستجعل السوري يترحم على أيام خلت
المركز الصحفي السوري – سائر الإدلبي

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top