كانت الحرب سببا في تشتت أبناء سورية ، ولعب النظام دورا كبيرا في اشعال نار الفتنة بين الطوائف السورية لتحرق نارها جميع البلدان، لم يكن السوري يميز بين شيعي ، او درزي ، أو مسيحي ، ، البعض منها في الحرب التزم الحياد ، والبعض الآخر أصبح كبشا للنظام يضحي به لمنصبه ، كما في كفريا والفوعة.
تبعد بلدتي “الفوعة” و”كفريا” 10 كم شمال شرق مدينة “إدلب”، ويفصلهما عن بعضهما حوالي 3كم، وهي مسافة تحتاج لـ 12 دقيقة بالسيارة ، تحيط بهما قرى وبلدات مثل “بنش” ، “معرتمصرين” ، “رام حمدان” ،يبلغ عدد سكان بلدة “كفريا” حوالي 15 ألف نسمة، بينما يبلغ عدد سكان بلدة “الفوعة” حوالي 35 ألف نسمة، أي أن مجموع عدد السكان في المدينتين يصل إلى 50 ألف نسمة.
أغلب سكان الفوعة جاؤوا إليها من محافظة حلب ابان انتهاء الحكم الحمداني في تلك المنطقة حيث بزغ نجم الدولة الحمدانية في حلب لمدة قرنين من الزمن لاستقطابها للعديد من العلماء والشعراء،في تلك الحقبة ظهر فيها علماء شيعة،عرفت بلدة الفوعة عبر تاريخها القديم الكثير من العلماء والشيوخ منهم: لشيخ داود بن حسن الفوعي .
قبل الأزمة كان البيع والشراء يتم بين هاتين البلدتين وباقي القرى المجاورة ، فلا حقد بينهم ولا قتل ولادماء ، فيتزوج الشبان من بناتهم ، وكانت الطرق مفتوحة خالية من الحواجز.
منذ بداية الحرب تنامت الأزمة الطائفية بين سكان الفوعة الشيعة ومحيطها السني، حيث قاتل شيعة الفوعة إلا جانب قوات النظام
ازدادات حالات الخطف والخطف المضاد بين الفوعة والقرى المحيطة مثل بنش ومعرة مصرين، ولاحقاً أصبحت الفوعة منطقة عسكرية لا يدخل إلا أهل القرية ومن يسمحون له من قوات النظام، وذلك بواسطة طريق واحد ترابي سابقا يصل القرية بمدينة إدلب يربطها بالعالم الخارجي.
عند استيلاء قوات المعارضة،ممثلة بجيش الفتح على مدينة إدلب في مارس أصبحت الفوعة محاصرة بالكامل. هذاالحصار سبب أزمة حادة تعيشها مع نقص الأدوية والمواد الغذائية والتموينية ،
في 31 يونيو 2015 أعلن جيش الفتح بدء معركة الفوعة حيث تمكن من اقتحام عدد من النقاط العسكرية حول القرية دون أن يتمكن من اقتحام القرية.
مع بدء النظام السوري مدعوما بقوات حزب الله معركة الزبداني في ريف دمشق، بدأت مفاوضات للوصول إلى تسوية في الزبداني والفوعة، وقد فاوضت إيران عن القوات الشيعية الموجودة في الفوعة، في حين فاوضت حركة أحرار الشام الإسلامية عن جيش الفتح. رغم التوصل إلى اتفاقيات هدنة مؤقتة بين الطرفين إلا أن الملفين لم يتم تسويتهما بسبب فشل المفاوضات ،كما خرجت مظاهرات عدة في حي طريق المطار تطالب النظام بمساعدتهم.
كان أكبر خطأ ارتكبته هذه الطائفة هي زج أبنائها في الحرب مع الأسد ، معتقدت أن النظام سيكفل لها منصبا بجانبه عند انتهاء الأزمة ، ولم تعلم أنه خرق هدنتين غير أبه بهم ، فمهم وقود له ، يستغني عنهم حيثما شاء .
المركز الصحفي السوري – سائر الإدلبي
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.