في تصريح لافت للعميد حسين سلامي، مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، أثناء كلمته أمام مهرجان مالك الأشتر في جامعة الإمام الحسين والذي اعتبر بأن «التفوق العلمي عنصر قوة لفرض إرادتنا على الأعداء»، وأضاف إن «رؤية الثورة الإسلامية هي ذات طبيعة أوسع من الحدود الجغرافية وتقوم على أساس تغيير القيم والرؤى واعتقادات قسم من العالم وعلى الأقل في العالم الإسلامي».
كما اعتبر سلامي أنّه «لا حاجة اليوم للجيوش للسيطرة على موقع جغرافي واعتماد القوة لتحقيق ذلك، بل إن أفضل الطرق هو الهيمنة على العقول والأذهان».
وتابع : «الحدود الجغرافية لا تتجسد اليوم في التقسيم السياسي الموجود في العالم؛ فالحدود السياسية اليوم هي الصورة الظاهرية لترسيم خطوط سيادة الدول، في حين أن الجدل الرئيسي اليوم قائم على ترسيم حدود العقيدة والفكر والمعرفة».
تصريح سلامي يظهر أنّ مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية سيتغير، فقد اعتمدت ايران طوال العقود الماضية لتوسيع هيمنتها ونفوذها خصوصًا في العالم العربي على التسليح والتدريب العسكري إضافةً إلى تحريك العصبيات المذهبية.
فقد كانت إيران ولا تزال تقوم بإرسال المدربين العسكريين الى سوريا والعراق ولبنان..كما درّبت على أراضيها ولا تزال عشرات الألآف من الشباب العربي، فضلاً عن الدعم المادي والمعنوي والعسكري وكل ذلك من أجل بسط سيطرتها وتنفيذ مخططاتها حفاظًا على مصالحها الخاصة. فهل ستستغني إيران عن جيوشها في المنطقة؟
يرى الكاتب والمحلل السياسي راشد فايد في حديث لـ«جنوبية» أنّ «هناك رغبة دولية بوقف صراع التسلح النووي في المنطقة، وإيران وافقت على هذه الرغبة. ومن نتائجها هو رفع المستوى التعليمي الجامعي لدى إيران وأتباعها».
ولفت راشد إلى أنّ «نهج إيران التسلطي باقٍ، ولكن السلاح سيتغير ويصبح التعليم. عبر تخصيص منح جامعية والإهتمام بالتطوير العلمي. إذًاً هي حرب بطريقة أخرى، ونمط جديد للتودد ستعتمده إيران في سياستها الجديدة فبدل تمويل المسلحين وتدريبهم ستموّل التعليم، وهذه السياسة ليست جديدة في تاريخ الشعوب وهي سياسة اعتمدتها مصر في الستينات عندما دخلت العالم العربي من باب إعطاء المنح الجامعية».
أمّا الصحافي مصطفى فحص فقد رأى أنّ هذا التصريح له وجهان الأول هو «تبرير للإنسحاب الذي ستنفذه إيران من الأماكن التي تسيطر عليها، لأنها لم تعد قادرة على التواجد والتمدد العسكري».
أمّا الوجه الثاني فقد لفت فحص أنّ «الحرب العقائدية التي تخوضها إيران، تستند إلى أدوات، أهمها استخدام النفوذ النفعي الذي يعتمد على المال والمساعدات التي تقدّمها إيران إلى مناصريها وأتباعها، إضافة الى النفوذ الأيديولوجي الذي تعتمده لجذب العقول فكريًا وعقائديًا».
وتابع فحص: «النفوذ النفعي يزيد من عدد المناصرين والأتباع وهي سياسة تعتمدها إيران بشكل أوسع من النفوذ الأيديولوجي لتجييش أتباعها الذين هم عادةً من الشيعة. أمّا هذا التصريح اليوم يفسر وكأنّ إيران ستعتمد أكثر على النفوذ الأيديولوجي الذي يعتمد على نشر العقيدة والفكر والمعرفة من أجل استمرار نفوذها في العالم العربي».
موقع الجنوبية – فايز دياب
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.