img

قالت وول ستريت جورنال الأميركية إن فصائل من المعارضة السورية المسلحة حققت تقدما إستراتيجيا في شمال البلاد، وضيقت الخناق أكثر فأكثر على نظام الرئيس بشار الأسد.
وأوضحت الصحيفة أن ممثلين عن ائتلاف من المجموعات الإسلامية المعتدلة المدعومة من تركيا أكدوا أنهم حققوا عدة إنجازات على الأرض، أهمها سيطرتها على منطقة إستراتيجية تمتد بمحاذاة ثلاث محافظات هي إدلب وحماة واللاذقية.
ورأى تقرير الصحيفة الذي كتبه سام داغر أن هذه الإنجازات ستدعم جهود تركيا في إقامة منطقة عازلة خالية من أي تواجد لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة من شمال وغرب سوريا.
وتأتي هذه الانتكاسة العسكرية بعد يومين من تصريحات الأسد التي أكد فيها أن النظام لم يعد باستطاعته حماية مناطق معينة، كما اعترف بوجود صعوبات في تأمين القوة البشرية اللازمة لقوات الجيش. وأكد الأسد أنه والحال هذه فإنه من الأفضل التركيز على حماية المناطق الحيوية.
وإذا تمكنت المعارضة المسلحة من الحفاظ على مكاسبها على الأرض، فسيكون ذلك بمثابة ضربة موجعة للنظام السوري وحلفائه، خاصة أنها تمثل خط الدفاع الأول عن معقل الطائفة العلوية المؤيدة للأسد في غرب البلاد.
من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى مأزق محتمل للولايات المتحدة في تعاونها الأخير مع تركيا في استهداف تمدد تنظيم الدولة، حيث إن بعض مجموعات المعارضة الإسلامية التي حققت تقدما على الأرض هي حليفة لتركيا، ولكن واشنطن تناصبها العداء وتصنفها ضمن التنظيمات الخطرة، وهذا يعني أن واشنطن ستضطر لدعم تلك المجموعات ضمن الترتيبات الأميركية التركية لاحتواء تنظيم الدولة.
ومن المجموعات التي قد تضطر واشنطن لدعمها “جبهة النصرة” التي تصنفها الخارجية الأميركية على أنها مجموعة إرهابية ولكنها حليفة لأنقرة. ونفس الشيء ينطبق على تركيا حيث تتحالف واشنطن مع المجموعات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة في سوريا ومن بينها حزب العمال الذي يعتبر “عدوا لتركيا”.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا قد اتهمت أنقرة بقصف مواقعها، إلا أن الأخيرة نفت ذلك، بينما أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أول أمس الاثنين أن بلاده ستواصل عمليتها العسكرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني حتى يسلموا أسلحتهم.
وقال أوغلو في مقابلة مع قناة “أي.تي.في” التلفزيونية التركية إن المعركة ستتواصل حتى تحقق أهدافها.
ودافع أوغلو في مقابلة مع شبكة سي.أن.أن الأميركية عن المنطقة الآمنة في سوريا، وعلل ذلك بسببين: الأول ضمان بقاء اللاجئين السوريين في وطنهم، مشيرا إلى أن تركيا تستضيف حاليا نحو مليوني لاجئ سوري.
والثاني أن المنطقة الآمنة “ستمنع تدفق المجموعات الإرهابية، وستشكل ملاذا آمنا للسوريين الذين يتعرضون لهجمات النظام والمجموعات الإرهابية على حد سواء”.
وأكد أوغلو في المقابلة أن المنطقة الآمنة التي يجري الحديث عنها ستكون متاحة لتسليح المعارضة السورية المسلحة وتدريبها، قائلا “نعم، أعتقد أنه يتوجب علينا انتهاج مقاربة شاملة”.
المصدر : وكالات,وول ستريت جورنال

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top