وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السعودي عادل الجبير ـ أرشيف
الخميس 13 أغسطس / آب 2015
أعرب خبيران خليجيان عن توقعاتهما أن تسهم الجهود الدبلوماسية السعودية المتواصلة في حلحلة الموقف الروسي إزاء القضية السورية، "بشكل تدريجي"، وخصوصاً فيما يتعلق بتمسكه ببقاء بشار الأسد على رأس النظام.
وتزايدت في الآونة الأخيرة المباحثات السعودية الروسية بشأن القضية السورية، حيث زار وزير خارجية المملكة، عادل الجبير، موسكو، قبل يومين، وذلك بعد نحو أسبوع من لقاء ثلاثي جمعه بنظيريه الروسي سيرغي لافروف، والأمريكي جون كيري، في الدوحة، وتم خلاله أيضاً بحث القضية السورية.
وجاء اللقاءان بعد زيارة قام بها ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، إلى روسيا، الشهر الماضي، في زيارة التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين.
وحول نتائج تلك الجهود السعودية، ومدى إسهامها في حل القضية السورية، لاسيما بعد زيارة الجبير لموسكو، قال الكاتب والخبير السياسي السعودي، خالد الدخيل، إن "الأمور تسير باتجاه حل الأزمة، وهناك تفهم متبادل بين موسكو والرياض بشأن ضرورة رحيل بشار الأسد، وإن كانت روسيا لا تتفق معه تماماً في هذه اللحظة، فالعقدة بين الجانبين هو الأسد".
وفي رده على سؤال حول نتائج زيارة الجبير لروسيا، ومدى إسهامها في حل تلك القضية، أضاف الدخيل " الجهود الدبلوماسية السعودية ستأخذ وقتاً، ولكن أتصور أنه من الممكن للروس مع مرور الوقت الاقتناع بتنحي الأسد، وسيعملون على إقناع إيران بذلك".
وتابع: "لكن مع سعيهما (طهران وموسكو) لتوفير مخرج للأسد شبيه بمخرج الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، مع أن الرجل مجرم حرب، المفترض أن يلقى عليه القبض ويُقدم للمحاكمة".
ودلل الدخيل على إمكانية وجود تغير في الموقف الروسي مع الوقت، بإشارته إلى تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، قال فيها إنه "لاحظ تغيراً في الموقف الروسي من موضوع بقاء الأسد".
وفي هذا الصدد، استطرد الخبير السياسي بقوله: "يجب أن يقتنع الجميع أنه لابد من الدفع بأن الأسد مصدر المشكلة، ومصدر الإرهاب الذي تفشى، وبعد كل ما حصل من مآسي وإرهاب ودمار لسورية، لا يمكن القول بأن بقاءه سيسهم في حل الأزمة التي تشهدها بلاده ".
وفي تعليقه على وجود ربط بين زيارة الجبير وزيارة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اليوم الخميس، إلى موسكو، بناء على دعوة رسمية، للتباحث بشأن آفاق حل القضية السورية، قال الدخيل: "هذه ليست أول مرة تدعو فيها روسيا المعارضة، ولكن موسكو بما أنها تقول إنها تريد حلاً سياسياً فإن طرفي الحل هما المعارضة والنظام، هذه رؤية روسيا من الأساس".
واتفق الكاتب والخبير السياسي القطري، محمد المسفر، مع الدخيل، قائلاً: "الموقف الروسي اليوم ليس كما كان قبل سنة، ولا قبل 6 أشهر، ولا يعني هذا أنه تغير تغيراً جوهرياً كاملاً، وهذه الجهود السعودية هي التي أدت بروسيا إلى تليين مواقفها، وبالتالي تقول إن الدبلوماسية السعودية تأتي أكلها لكنها تدريجياً" .
وأضاف المسفر في حديثه: "الدبلوماسية السعودية نشطة جداً، منذ تولى الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم، في يناير/كانون ثاني الماضي، وبالتالي لابد أن تؤتي أكلها في نهاية المطاف، لكن فيما يجرى في سورية الوضع في غاية الصعوبة، هناك قوة متشبثة، والمملكة تعمل جاهدة على أن تجد حلولاً للخروج بما تبقى سليماً هناك، في الوقت الراهن".
وأردف: "روسيا تريد بقاء النظام كما هو قائم بمؤسساته، ويجب أن تتضافر جميع الجهود الدولية، لاسيما الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لإنجاح الدبلوماسية السعودية النشطة لحل الأزمة السورية".
وفيما يتعلق بتوقعاته لنتائج زيارة وزير الخارجية السعودي لموسكو، رأى المسفر أن الموقف السعودي مُعلن، وتحدث به الجبير في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، وأكد أنه لا تغيير على مواقف الرياض حيال القضية السورية، وبشار جزء من المشكلة، ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل.
وفي هذا الصدد، دعا الخبير القطري، روسيا "أن تعيد وجهة نظرها في هذا الأمر، بما يتماشى مع مطالب الشعب السوري ودول المنطقة".
وفي معرض تعليقه على النتائج المتوقعة لزيارة وفد المعارضة السوري إلى موسكو، اعتبر المسفر أنها "ليست المرة الأولى التي تتواصل فيها المعارضة السورية مع روسيا، ولكن زيارة الائتلاف في ظل النشاط الدبلوماسي السعودي المكثف، يمكن أن يصب في نفس الجهود، ويسهم في زيادة ضغط على صانع القرار في موسكو، لتغيير النظام السوري بكل أركانه وليس فقط بشار الأسد".
وكان الجبير شدد في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، في موسكو، أمس الأول الثلاثاء، على موقف بلاده من نظام الأسد، وقال: "لا يمكن أن نتحاور، أو نتعاون، أو نقبل أن يكون الأسد جزءاً من الحل، فهو الذي قتل ما يزيد على 300 ألف من مواطنيه، وشرّد أكثر من 12 مليون سوري، ودمر البنى التحتية في البلاد، وغضّ النظر عن دخول داعش وتغلغله ليستخدمه لاحقاً كأداة لجمع التأييد، وكأنه يتصدى للإرهاب".
واستدرك المسؤول السعودي قائلًا: "سنواصل العمل والحوار مع الأصدقاء الروس للوصول إلى التوافق على مختلف النقاط، إننا متفقون معهم تماماً حيال التصدي للإرهاب ومحاربته، وهناك توافقات بيننا حيال عدد من القضايا الأخرى المهمة".
من جهته أكد لافروف على موقف بلاده الرافض للحل العسكري في سورية، معتبراً أن "الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسياً وبأيدي السوريين أنفسهم".
المصدر:
الأناضول
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.