بعد 24 عاماً، وتحديداً في يوم 21 كانون الثاني/يناير من عام 1994، أعلن النظام السوري عن مقتل باسل، ابن رئيس النظام السابق حافظ الأسد، في حادثة لم تتضح تفاصيلها، إنما قيل وقتها إن باسل لقي مصرعه بحادث سير وهو في طريقه إلى مطار العاصمة السورية دمشق.
ونشر موقع العربية نت تقريرا حول الحادثة أفاد بأن مصادر مختلفة شككت بطريقة مقتل باسل الأسد، ولا تزال، فقد كان مصرعه أكبر هزة يواجهها حافظ الأسد الذي كان يعدّه لخلافته، حيث كان يشار إلى باسل بصفته وارث أبيه في الحكم، والذي قام أحد رجال الدين المحسوبين على حافظ الأسد، بإصدار فتوى تعدّ باسل من «الشهداء»، علماً أنه كان يقود سيارته المدنية، متوجهاً إلى المطار، بحسب الرواية الرسمية.
وشكّل مصرع باسل الذي يطلق عليه النظام «الرائد الركن المظلي الفارس الذهبي» صاعقة نزلت على حافظ الأسد الذي أعلنت وفاته بعد ست سنوات من مصرع ابنه الأكبر. فبدأ يكثر من استقبال رجال الدين من مختلف الطوائف، لسماع كلمات التعزية بابنه الذي كان يعده لخلافته، إذ أنه كان قد شرع بالفعل بالتوريث، من خلال تسميته لوزراء في الحكومة أو رؤسائها، فضلاً عن قيامه شخصياً بإصدار التعيينات المتعلقة بأكبر مناصب الدولة، ومنها مناصب المؤسسة العسكرية التي عيّن فيها كثيراً من الضباط المحسوبين عليه.
ولا يزال الغموض يحيط بالظروف التي قتل فيها باسل الأسد، إذ كثرت فيها الأقوال، وتنوعت فيها الاتهامات والروايات. ومن هذه الروايات، أنه لقي مصرعه اغتيالاً بسبب صراعات على السلطة، لا بحادث سير.
ويعتمد أصحاب رواية مقتل باسل اغتيالاً، على جملة من الخلفيات التي كان منها وقوع صراع على السلطة بين حافظ الأسد وأحد أشقائه، قبل سنوات من مقتل ابنه، ووصول هذا الصراع إلى مواجهة عسكرية مباشرة، كادت تندلع لولا تدخل الأُمّ ونزولها إلى الشارع، حسب ما قالت المصادر الموثوقة.
وجاء في هذا السياق، في مقال للدكتور أحمد أبو مطر، نشر في موقع «إيلاف» الإلكتروني بتاريخ 16 نوفمبر عام 2011، أن «الصراع على الاستئثار بالسلطة، لم يكن نتيجته محاولات انقلاب رفعت على أخيه (حافظ)، ولا قتل العديد من ضباط الجيش والوزراء ورئيس وزراء مثل الزعبي، بل طالت باسل الابن البكر لحافظ الذي تمت تصفيته في الحادي والعشرين من يناير عام 1994».
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.