ما إن انتهت عملية إخراج
ميليشيات النظام ومدنيين من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بريف
إدلب مؤخرا، حتى هرع عشرات المزارعين وأصحاب أراضي الزيتون من القرى
المجاورة إلى تفقد حقولهم في محيط البلدتين، "الأمر كان بمثابة صدمة وحرقة
قلب لهم" يقول بشار الباشا أحد أبناء مدينة بنش.
ويؤكد الباشا في حديثه، أن "آلاف أشجار الزيتون قطعت من قبل عناصر ميليشيات النظام
في محيط بلدتي كفريا والفوعة وتم تحويل البساتين إلى أرض جرداء".
مضيفا أن "زوج شقيقته يمتلك 100
شجرة زيتون في محيط الفوعة، كان يأمل منذ سنوات أن يزورها ويستفيد من
ثمارها، إلا أنه فوجىء بأرضه تحولت إلى جرداء بعدما كانت مصدر رزق له
ولأطفاله".
"لم تعد موجودة"
"2 كيلو متر طول و 1700 مترعرض
مساحة أرض واحدة مغروسة بأشجار الزيتون يمتلكها جدي، لم يتبقى فيها شجرة
واحدة" يقول عمر حاج قدور، ناشط إعلامي من بنش لـ"السورية نت".
ويضيف حاج قدور أن "غابات من
أشجار الزيتون لم تعد موجودة، خصوصا في الأراضي الممتدة بين بلدة الفوعة
وبنش من الجهة الغربية وكفريا ومزارع بروما من جهة مدينة إدلب".
وبحسب الناشط الذي اطلع على
تقديرات خسائر المزارعين في محيط البدلتين، أكد أن "مايقارب 4000 دونم (1
دونم=1000متر مربع) من أشجار الزيتون تم اقتلاعها".
وتداول أبناء البلدات المحيطة
بكفريا والفوعة، مؤخرا منشورات على "فيسبوك" تؤكد ماتعرض له أراضيهم من
تخريب على يد ميليشيات النظام في البلدتين قبل خروجهم منها.
كما أفاد ناشطون عن عثورهم على
مستودعات مليئة داخل كفريا والفوعة، بحطب الزيتون الذي تم اقتلاعه، حيث
تحولت أشجار الأهالي لمصدر للتدفئة في تلك البلدتين.
ضحايا الألغام
منذ اندلاع أحداث الثورة
السورية ووقوف البلدتين (كفريا والفوعة) بجانب نظام الأسد، سعت الميليشيات
الموالية للنظام إلى تجهيز نقاط رباط وتعزيز محيط البلدتين بالألغام
والمتفجرات كخط دفاع عنهما، الأمر الذي تسبب بعدد كبير من الضحايا
المدنيين، خصوصا أولئك الذين يحاولون الوصول إلى حقولهم ومزارعهم بعد
مايقارب 7 سنوات من إبعادهم عنها.
وتسعى حاليا فرق الهندسة
التابعة للمعارضة على تفكيك تلك الألغام من الحقول الزراعية والتي تتراوح
بين الألغام محلية الصنع وأخرى روسية والتي وزعت بشكل عشوائي يصعب تفكيكها
بسهولة.
وأصدرت مؤخرا فصائل المعارضة بيانا حذرت خلاله الاقتراب من محيط البلدتين، حتى إنهاء إزالة الألغام حرصاً على سلامة المدنيين.
يشار أن محافظة إدلب تأتي في
المرتبة الثانية من حيث عدد الاشجار وإنتاج الزيتون على مستوى سوريا، وتحتل
زراعة الزيتون مكانة هامة في القطاع الزراعي للمحافظة.
وتوصلت فصائل المعارضة مؤخرا
إلى اتفاق، تم خلاله إجلاء كامل سكان كفريا والفوعة من مدنيين وميليشيات
للنظام، مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين والأسرى من سجون الأسد.
يشار أن البلدتين كانتا بمثابة
ثكنة عسكرية قبل سيطرة المعارضة على معظم محافظة إدلب عام 2015، حيث تعرضت
المدن والبلدات الثائرة ضد النظام لقصف عنيف من مرابض المدفعية وعمليات
قنص من داخل البلدتين طوال سنوات.
كما يقاتل أبناء البلدتين بجانب قوات النظام في معظم الجبهات السورية، ولايخفون ولائهم لإيران بالدرجة الأولى.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.