أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة أن المعارضة السورية لا يمكن أن تقبل ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد «لحظة واحدة» على رأس السلطة في المرحلة الانتقالية، معتبرا في حوار مع «الشرق الأوسط» الإقرار ببقاء الأسد يعطيه عفوا عن الجرائم التي ارتكبها، ولا يمكن القبول بمكافأته على جرائمه بإبقائه على رأس السلطة. وأكد خوجة أن الدول الصديقة للشعب السوري لم تتنازل في موضوع وجود الأسد في المرحلة الانتقالية، عكس ما يشاع في هذا المجال.
ورأى خوجة أن محادثات فيينا الأخيرة «لا تبشر بحل قريب للأزمة»، معتبرا أن من المبكر «مشاركة الأطراف السورية في هذه الاجتماعات». ورأى أن ما جرى في البيان الصادر عن الاجتماع هو «اتفاق على تفاصيل لا يمكن الاختلاف عليها»، بينما الموضوع الجوهري – أي مصير الأسد – لا يزال موضوع خلاف، ولا يوجد تنازلات روسية بشأنه بعد، راسما حدود التنازلات التي يمكن للمعارضة تقديمها وهي القبول بما ورد في مؤتمر «جنيف1» لجهة تأليف هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة.
وفيما يأتي نص الحوار:
* ما رأيك في ما نتج عن مؤتمر «فيينا2»؟
– الواضح جدا أن الموضوع الجوهري الذي هو رحيل بشار الأسد لا يوجد عليه أي اتفاق بين الذين شاركوا في هذا الاجتماع، فكل دولة لا تزال عند موقفها، وواضح أن الروس لا يوجد لديهم أي تنازل في موضوع رحيل الأسد، وإن كان هناك أكثر من تصريح روسي تحدث عن عدم التمسك بالأسد إلى الأبد، ما يدل على أن الضمانات المطلوبة من قبل الروس لكي يتخلوا عن الأسد غير متوفرة حتى الآن.
* ماذا عن البيان الختامي للمؤتمر؟ ألا تجدون فيه بعض التقدم؟
– ما تم التوافق عليه في البيان الختامي هو مجرد تفاصيل، ولا يمس الموضوع الجوهري الأساسي، أي وقف القتل وإنشاء جسم انتقالي، وهذا ما لم يتم التوافق عليه. واللافت كان بالنسبة إلينا استعمال البيان كلمة «الحوكمة»، التي قد تكون مؤشرا على أنه حتى إطار «جنيف1» قد تم تجاوزه، لأن «جنيف» يتحدث عن هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة، وبما أن الروس والإيرانيين يريدون حكومة وحدة وطنية، فيبدو أنه تم اعتماد هذه الصيغة لتفادي الجدل.
لقد تم الاتفاق على تفاصيل لا يمكن الاختلاف عليها، فليس هناك من خالف – علنا على الأقل – موضوعا كموضوع وحدة سوريا والحفاظ على مؤسسات الدولة وطبية الدولة في سوريا وحقوق المكونات السورية والطوائف والإثنيات والأفراد. وخلاصة الأمر أن كل ما نتج عن اجتماعات فيينا لا يمكن أن يبشر بأن هناك حلا سياسيا قريبا للأزمة السورية. والسبب هو إصرار روسيا على موقفها.
* ما موقفكم من مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية؟
– لا يمكن للشعب السوري، بكل أطيافه، ومعه المعارضة والائتلاف السوري، أن يقبل بوجود الأسد في المرحلة الانتقالية. لا يمكن أن نشرعن بقاء الأسد ولو للحظة واحدة على رأس الحكم في المرحلة الانتقالية. ولا يمكن أن نكافئ بشار الأسد على كل ما ارتكبه من جرائم حرب، ولا يمكن أن نقبل بشرعنة بقائه في الحكم، لا هو ولا المجرمين الذين معه، ممن تورطوا في الحرب والجرائم التي ارتكبوها بحق أبناء الشعب السوري. وهؤلاء موجودون على لوائح العقوبات الدولية، من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
إن أي شخص يريد أن يتقدم لوظيفة رسمية في أي دولة من دول العالم، عليه أن يتقدم بشهادة تفيد بأن لا حكم عليه، وأنه لم يرتكب أية جرائم شائنة. وبشار الأسد هو قاتل، ولا يمكن بعد كل ما فعله من قتل، وبعد تشريده ملايين السوريين وإخفائه مئات الآلاف من أبناء شعبنا في معتقلاته حيث هم مجهولو المصير، ومن خرج منهم لا يكاد يستطيع أن يمارس حياته الطبيعية، بعد كل ما فعله لا يمكن أن يكافأ بالاعتراف ببقائه في المرحلة الانتقالية. إن بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية يعطيه عفوا عن الجرائم التي ارتكبها، بينما يقول المنطق إن المجرمين يجب أن يعاقبوا على ما اقترفوه من جرائم، ومجرد القبول به ولو للحظة واحدة هو شرعنة لكل ما ارتكبه من جرائم.
* إذن ما التنازل الذي يمكن للمعارضة تقديمه من أجل الحل؟
– الأرضية الأدنى المقبولة من جميع السوريين هي إطار «جنيف»، أي قيام هيئة حكم انتقالي بكامل الصلاحيات التنفيذية. ولا يمكن لنا أن نقبل بما هو دون ذلك.
* أين أنتم – كمعارضة – من اللقاءات التي تجري لحل الأزمة؟ هناك من ينتقد إبعادكم عن الحراك القائم للحل.
– طبيعة هذه اللقاءات هي غير سورية، إنها لقاءات للاعبين في الملف السوري، ومن السابق لأوانه أن يكون هناك انخراط سوري في هذه اللقاءات لأنه لا يوجد ما يبشر بحل سياسي، وبالتالي لا يوجد ما يستدعي مشاركة سوريا فيه. إن حلفاءنا يضعوننا في أجواء اللقاءات التي تجري والمحادثات الدائرة، ونحن لدينا الثقة بمواقفهم النابعة من التزامهم جانب الشعب السوري في هذه المعركة.
* لكن بعض الحلفاء أعلنوا صراحة قبولهم بمرحلة انتقالية، وأتحدث هنا عن الأتراك الذين أعلنوا القبول بمرحلة من ستة أشهر مع وجود رمزي للأسد…
– هذا التصريح لم يصدر بشكل رسمي، إنما هو مجرد تسريبات إعلامية. ونحن لم نسمع هذا الكلام من أي مسؤول تركي أو عربي، أو من الحلفاء الآخرين. بالعكس، في «فيينا1» و«فيينا2» كان هناك إصرار من قبل كل أصدقاء الشعب السوري على رحيل الأسد كشرط أساسي، وحتى إمكانية بقائه لفترة قصيرة لم تكن محط قبول.
* ستقومون بزيارة إلى بريطانيا، فما الهدف منها؟
– نعم، سنذهب الأربعاء المقبل في زيارة رسمية إلى بريطانيا بدعوة من وزير الخارجية البريطاني، وسيكون هناك لقاءات أخرى مع مسؤولين آخرين. وسيتطرق البحث إلى التطورات الأخيرة في سوريا، وإلى كيفية دعم المعارضة السورية في ظل الهجمة الروسية – الإيرانية.
* ماذا عن إرسال الولايات المتحدة قوات خاصة إلى سوريا؟ هل كنتم على اطلاع مسبق؟
– لا. هم سيرسلونها إلى المناطق الشرقية من سوريا، حيث تنظيم الاتحاد الديمقراطي «بي واي دي»، أما جماعة «سوريا الديمقراطية» فهي ليست جزءا من الجيش الحر، إنما من ميليشيات عمادها الاتحاد الديمقراطي، وهؤلاء رفضوا أن يكونوا جزءا من الجيش الحر، كما رفضوا في وقت سابق أن يكونوا جزءا من مفهوم الائتلاف السوري ومن المعارضة السورية بشكل عام. ونحن عندما نتحدث عن دعم الجيش الحر إنما نتحدث عن دعم الفصائل التي تنضوي تحت لواء الجيش الحر وعددها نحو 15 فصيلا معروفا. وهؤلاء هم من يواجه «داعش» فعليا.
في الواقع الميداني، نجد أن حلب محاصرة اليوم من ثلاث جهات، فوحدات حماية الشعب (الكردية) تحاصرها من جهة، و«داعش» من جهة ثانية، والنظام من جهة ثالثة. والأَولى في هذه الحال أن يكون الدعم لهؤلاء الثوار المحاصرين، وإدخال الدعم إليهم.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.