أطل المصور الصحفي السوري براء الحلبي من مسرح”رفيق الحريري”في معهد العالم العربي بباريس، مساء الأمس راصداً من المسرح المطل على نهر السين شيئاً من معاناة سكان مدينة حلب التي نجح في إيصالها للعالم، الشاب الذي لم يتجاوز ال٢٣سنة من عمره، تمكن من الحصول على جائزة السبق الصحفي لجائزة الفجيرة للتصوير الصحفي.
بينما كانت وسائل إعلام النظام تترقب الحسم في نتائج المهزلة الإنتخابية في الشهر السادس من سنة٢٠١٤، ووسائل الإعلام العالمية ومصوريها الصحفيين يفرون من أخطر مدينة بالعالم، كان الحلبي يلتقط لحظة زمنية بعينها لكل يسجلها للعالم، لحظة حسم أنقض فيها على زر الكاميرا، ليخرج نص بصري تفصيلات الموت والحياة فيه تصل حد الغرائبي، صحيفة الإندبندنت البريطانية نشرت الصورة لشاب ينقذ فتاة من تحت الأنقاض”إعادة التفكير”يكثف المصور الصحفي السوري برآء الحلبي في حوار لصحيفة”أورينت نت”عقب تسلمه الجائزة:”في واقع مدينة حلب بما يحمله من موت وتناقضات حياتية مدهشة”. من خلال كاميرا الموبايل، حاول الحلبي صياغة صورة عن مدينة حلب إبان خروجها عن سيطرة النظام:”صورة كاميرا الموبايل، كانت هي الحل المألوف لواقع غير مألوف يفرضه النظام على نقل الصورة”. واللافت في أعمال الحلبي أن الذات لا تنسلخ عن بشريتها مؤلفةً حقيقةً لا تقبل الاستكانة والتقليد، هذا السياق الذي يخرج علينا به الشاب الحلبي، وخاصةً احتفاؤه غير التقليدي بذاكرة الأطفال:”الذين يحظون بذوات حالمة، وهؤلاء الذين ينامون الآن في غياهب عوالم جديدة”. لا زال الحلبي يرى ضوء القمر الدائري المضيء تحجب قلعة حلب جزءاً من ضوئه، ويكاد يسقط على الكلاسة، شاب يمشي على قدميه منهكاً باكياً وهو يحمل طفلة من تحت الأنقاض، قبر يخرج من رأس إنسان متألم ويوعده بطرز تشكيلي متنوع لنهارات الغد. هذه هي عناصر التشكيل في لوحات الحلبي التي نجح كثيراً في السيطرة عليها:”لا أحيد عن تقديم تصوير بليغ عن الواقع في مدينة حلب، لا أحتاج للبحث في عناصر التشكيل ودهشته، لا احتمال للانبهار والاندهاش والرغبة بين الأشلاء والأنقاض، أبحث عن مكنونات ومكونات تفاصيل الحياة المعاشة”. إذاً يبحث عن ذوات إنسانية متباينة، وهذا ما دفعه لحمل كاميرا بعد دخول الجيش الحر لمدينة حلب:”كانت أول كاميرا أحصل عليها”فيما بعد أصبح الحلبي يعمل مع وكالة الأنباء الفرنسية. يعتبر الحلبي آلة التصوير تجربة ثرية مليئة بتناقضات الحياة والموت، يقول الشاب الحلبي:”قناعتي الشخصية للفن، أنها الحقيقة لا شيء أخر سوى الحقيقة، لدي قناعات سياسية كأي سوري وأستمتع بها ولا تتعارض مع قناعاتي الفنية”. الشاب الذي وقع في عشق الكاميرا يدخل إلى مواقع الصحف الأجنبية المهتمة بالتصوير ويشتغل على تطوير. ذاته، ويعتبر أن التجربة السورية بعمقها أفرزت الكثير من المواهب بفعل التحدي المعاش.
اورينت نت
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.