img

تتفق التقديرات الإسرائيلية على أنّ تكثيف التدخل الروسي في سورية، يدلّ على أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرّر استبعاد أيّ تسوية للأزمة السورية لا تقوم على إبقاء نظام بشار الأسد. لكن التقديرات الإسرائيلية تتباين بشأن تأثير هذا التطور على العلاقات الروسية الإسرائيلية. فبحسب مركز “يروشلايم لدراسة المجتمع والدولة”، فإنّ زيادة حجم ومستوى المساعدات العسكرية التي يقدّمها الروس لنظام الأسد، وتوجّه الروس للمشاركة بشكل فاعل للدفاع عنه، يعني أنّ بوتين وصل إلى قناعة مفادها أنّه لا توجد ضمانة للحفاظ على المصالح الروسية في سورية والمنطقة من دون الحفاظ على نظام الأسد.
وأشار المركز في تقرير نشره إلى أنّ “الروس يريدون إيصال رسالة إلى فصائل المعارضة السورية المسلحة، تفيد أنّه في حال استهدفت هذه الفصائل المناطق العلوية في الساحل، فإنها ستواجَه بردّة فعل روسية عسكرية مباشرة، باعتبار أن هذه المناطق تمثّل منطقة نفوذ روسية حيويّة”. وأوضح المركز، الذي يرأس مجلس إدارته وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي، دوري غولد، أنّ مؤشرات الاستعداد الروسي للتدخل المباشر في القتال، جاءت نتاج تفاهم توصّل إليه كل من وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ومدير مكتب الأمن الوطني السوري، علي مخلوف، أثناء زيارة الأخير إلى روسيا في 29 يونيو/حزيران الماضي.
ووفقاً للمركز، فإنّ “الروس يحاولون من خلال التدخل، توجيه ضربة للمحور التركي السعودي، الهادف إلى إسقاط نظام الأسد في أسرع وقت ممكن”، على حد قوله. وبحسب المركز فإنّ “الدعم السياسي الروسي لنظام الأسد، لا يقلّ أهمية عن التدخل العسكري، إذ يبدو بوتين حريصاً على إقناع كل من يحاوره، أنّ بشار الأسد مركّب مهم من مركّبات الحلّ وليس جزءاً من المشكلة”. وأشار المركز إلى أنّ روسيا تحاول من خلال تكثيف دعمها نظام الأسد، “إيصال رسالة إلى الأنظمة العربية، تفيد أنّه بالإمكان الاعتماد عليها، وأنّه ليس من الوارد لديها التخلي عن أي نظام تربطه بها علاقات تحالف، كما تفعل الولايات المتحدة”.
من جهته، أشار مدير مركز “ديان لدراسات الشرق الأوسط” التابع لجامعة تل أبيب، إيال زيسر، إلى أنّ التدخل الروسي المباشر في القتال يمثّل “استثماراً بعيد المدى، هدفه وضع روسيا في مركز المسرح الدولي كلاعب مهم لا يمكن تجاوزه”.
وفي مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم”، أوضح زيسر، أنّ “الروس، ومن خلال رفع شماعة محاربة الإرهاب الإسلامي يسعون إلى تحويل سورية إلى جزء من الصراع على قيادة العالم”، مشيراً إلى أن “ثقة بوتين في نفسه دفعته للاعتقاد أنّ بإمكانه ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة في المنطقة، وهذا ما يفسره عدم تردده في عقد الصفقات مع مصر وإيران”.
وشدّد زيسر، في مقاله، على أنّ الاستراتيجية الروسية تقوم على الدفاع عن منطقة الساحل العلوية، ما يعني أنّ فقدان نظام الأسد بقية المناطق، ومن ضمنها دمشق، لا يعني خسارة روسيا مناطق نفوذها الحيوية. واعتبر زيسر أنّ “بوتين يزايد على الولايات المتحدة، من خلال المشاركة الروسية في الحرب، وإرسال طياريه ومقاتليه إلى جانب النظام، وخصوصاً أنّ الولايات المتحدة تبدي مخاوف من إرسال قوات أميركية للعمل إلى الأرض”. من جهة ثانية، نوّه زيسر “إلى أنّ التدخل الروسي المباشر، لا يمسّ بإسرائيل ولا يعني مساعدة إيران على تحويل سورية إلى نقطة انطلاق للعمل ضد إسرائيل”.
إلا أن المعلّق العسكري لصحيفة “هارتس”، عاموس هارئيل، يختلف مع استنتاج زيسر الأخير، معتبراً أنّ تكثيف التدخل الروسي المباشر في القتال إلى جانب نظام الأسد يمكن أن يقود إلى مواجهة لا تخدم مصالح تل أبيب مع الدب الروسي. وفي مقال نشرته الصحيفة، الثلاثاء الماضي، نوّه هارئيل، إلى أنّ نشر طائرات ومنظومات روسية مضادة للطيران داخل سورية، سيقلّص من قدرة إسرائيل على تنفيذ هجمات وغارات ضد قوافل تهريب السلاح التي تتحرك داخل سورية باتجاه لبنان”، على حد زعمه. ونقل هارئيل عن مصدر في الاستخبارات الإسرائيلية قوله، إنّ “روسيا وإيران قرّرتا الدفاع عن نظام الأسد، حتى النهاية، وأنّ البلدين غير مستعدين لمناقشة أيّ صيغة تقوم على استبعاد نظام الأسد”. وبحسب المصدر ذاته، فإن الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى، سمح لروسيا أن تقطع شوطاً كبيراً في تنسيق خطواتها في سورية مع إيران، مشيراً إلى الزيارة غير المسبوقة التي قام بها قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، إلى روسيا أخيراً.
العربي الجديد

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top