img


أجرت زمان الوصل لقاء مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا؛ مايكل راتني، وحاولت أن تطرح عليه جميع الأسلئة التي تشغل الشعب السوري، فيما يلي نص اللقاء:
ـ بعد مرور خمس سنوات على انطلاق الثورة السورية، ما التغير الذي طرء على الرؤية الأمريكية اتجاه القضية السورية؟
رؤيتنا ماتزال متسقة ولم تتغير، نتطلع إلى رؤية سوريا الحرة الخالية من الأسد والإرهاب، سوريا تجمع كل السوريين ويقرر فيها الشعب السوري مصيره بنفسهم.
نعلم أن الصراع السوري بات أكثر دموية وإحباطا، الأمر الذي يزيد مسؤولية الولايات المتحدة في إيجاد حل.
ـ هل تعتقد أن السوريين مازالوا قادرين على تقرير مصيرهم بأنفسهم، بعد تدخل العديد من الدول في دعم الجماعات المتقاتلة على الأرض ؟
في سوريا الحرة الخالية من الإرهاب والعنف والأجندات الأجنبية، يستطيع السوريون
تقرير مصيرهم بأنفسهم.
ـ ولكن سوريا في بداية الثورة كانت خالية من الإرهاب والأجندات الأجنبية، ووصلنا إلى مانحن عليه اليوم، والسؤال هو كيف سيستطيع السوريون اليوم تقرير مصيرهم بأنفسهم؟
اعرف أنه تحدي كبير وصعب.
ـ ولذلك يعتقد معظم السوريين أننا بحاجة إلى دعم قوى عظمى؟
حتى اللحظة قدمت الولايات المتحدة دعم كبير لإنهاء الأزمة في سوريا، سواء أكان هذا الدعم انساني أو دعم لللاجئين أو دعم عسكري ضد الارهاب، آمل أن نصل إلى مرحلة مساعدة السوريين على إعادة بناء بلدهم.
الدعم العسكري الروسي
ـ مؤخرا أعلنت روسيا عن دعم الأسد بالسلاح والعتاد وحتى بالقوات المقاتلة، أين تتجه الأمور في سوريا برأيك؟
هذا التطور يخلق الكثير من الأسلئة حول أين تتجه الأمور، وكما قال الرئيس أوباما بأن الروس يدعون بأنهم يقاتلون داعش من جهة ـ رغم أنه ليس هناك دولة أخرى تقاتل داعش كما نفعل نحن ـ ومن جهة أخرى يقول الروس أن بشار الأسد يجب أن يكون شريكا في الحرب ضد داعش.
ورؤيتنا أنه لايمكن القضاء على داعش بمشاركة الأسد، ولذلك نعقتد أنه عندما يدعم الروس الأسد فإنهم يرتكبون خطأ فادحا، ولكن هناك الكثير من الأشياء التي مانزال نجهلها ولذلك يجب أن ننتظر أفعال الروس وأن نتلمس نواياهم، وعندها يمكننا تقيمم فعالية جهودنا في هذه الاطار.
ـ يرى بعض السوريين أن روسيا ماكانت لتتدخل بهذه القوة والعلانية في سوريا، لو أن أمريكا لم تسمح لها بذلك؟
هذا ببساطة ليس صحيح، روسيا لم تطلب إذننا فيما تفعله في سوريا، ونعقد أن ماتقوم به روسيا شئ غير صحيح.
إيران وعمليات التشييع
ـ البعض يقول أن سوريا، قدمت كقربان على طاولة الاتفاق النووي الإيراني؟
في المباحثات النووية، لم تكن سوريا عامل حوار، ولم يحدث أبدا بيع سوريا مقابل الاتفاق مع إيران، حوارنا مع الإيرانيين حول موضوع معين لايعني أبدا أننا نتغاضى عن الأشياء السيئة الأخرى التي تقوم بها إيران، ونحن مازلنا نعتبر إيران أحد أسباب مضاعفة إيراقة الدماء في سوريا.
ـ ولكن بعد توقيع الاتفاق النووي تتضاعف التدخل العسكري الإيراني في سوريا بشكل فاضح، بالتزامن مع عمليات التغيير الديموغرافي والتشييع الذي تحاول إيران القيام به، ولذلك يربط العديدون بين تصرفات إيران وتوقيع الاتفاق النووي، ماتعليقك على ذلك؟
لا نقبل أبدا أعمال إيران في سوريا، وليس لدينا لو نزعة بسيطة لقبول الأعمال الإيرانية.
الحل السوري سياسي وليس عسكري
ـ بعد جولتك الأخيرة على المملكة العربية السعودية وروسيا والآن تركيا، مالذي توصلت إليه بخصوص الملف السوري؟
التحدث مع اللاعبين الدوليين في المسألة السورية، وتقريب وجهات نظرهم هو جزء من عملي، وهي عملية بطيئة وصعبة لأن لكل دولة وجهة نظر مختلفة ومتباعدة عن الآخرى، وبالرغم من كل مايحصل مازلنا نحاول إيجاد طريقة لتحقيق السلام وللاتفاق مع الجهات الدولية التي لها العلاقة بالصراع السوري.
ـ بعد مرور ٥ سنوات على انطلاق الثورة السورية، من الواضح أن الحل السياسي لم يجد نفعا، يتوقع البعض انطلاق عاصفة حزم سورية على غرار عاصفة الحزم اليمنية، مدعومة بقوات سعودية تركية ؟
اعلم أن الصراع امتد لمدة طويلة، ولكن في النهاية لابد أن يكون الحل السوري سياسي وليس عسكري.
ـ لماذا التشبث بالحل السياسي رغم صعوبة تحقيقه؟
لأنه كل استمر الحل العسكري أكثر كلما مات مزيد من المدنيين، وكلما ازداد العنف والتشدد في المنطقة.
ـ ولكن في مرحلة معينة كانت أميركا مستعدة للتدخل عسكريا في سوريا، أقصد عندما أعلن أوباما عن توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري؟
من المؤسف أن النشاط العسكري أصبح جزء من الصراع السوري لأن اللاعبين الدوليين يدعمون جماعات معينة بالسلاح، ولكن التحدي الآن يكمن في الخروج من كل ذلك و إيجاد حل يجمع كل الأطراف.
ـ مامدى ثقتكم بجدوى خطة المبعوث الأممي إلى سوريا ديمستورا؟
السيد ديمستورا مايزال يطور أفكاره، ويحاول إيجاد طرق لتطبيق اتفاق جينيف ١، وإلى خلق أفق حوار بين النظام وجماعات المعارضة، وهو يرى أن هناك طريقة لجمع الأطراف المختلفة ونحن بدورنا نقدم له الدعم اللازم ليحقق هدفه، واعتقد أنه سيكون بمقدوري الإيجابة بشكل أفضل على هذا السؤال عندما نبدأ بتلمس نتائج مجهده في المرحلة القادمة.
حاليا يعمل المبعوث الأممي على تأسيس أربع مجموعات عمل، وعلى جلب خبراء من المعارضة ومن الداخل السوري ليعمل الجميع على وضع صيغة اتفاق تجمع كل الاطراف.
تركيا وإعلان المنطقة الآمنة
ـ أعلنت تركيا عن البدأ بتنفيذ خطة لاعلان منطقة آمنة بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، هل يستبشر الشعب السوري أن هذا الاعلان سيشجع النازحين على العودة إلى بيوتهم وهل من الممكن أن تتوسع المنطقة العازلة في المستقبل؟
نحن لم نستخدم مصطلح منطقة عازلة أو آمنة أو منطقة حظر طيران، نحن تحدثنا عن منطقة خالية من داعش بين الحدود السورية التركية كجزء من الاستراتيجية الكبرى التي ترمي إلى تخليص سوريا والعراق من داعش، إذا نجحنا مع شركائنا الأتراك في خطنا فإننا سنخلق احتمالية عودة سكان تلك المنطقة إلى بيوتهم، ونحن نلتزم بتقديم الدعم الانساني وبدعم الساطات المحلية التي ستعمل على نشر الأمان في تلك المنطقة.
ـ حلب خالية من داعش، لكن المدنيين لايعيشون فيها بآمان بسبب قصف البراميل،
مالذي يضمن أنكم إذا نجحتم في إيجاد منطقة خالية من داعش أنها لن تتعرض لقصف النظام؟
إنه سؤال جيد، ولكن دعيني أخبرك أن جزء من التحدي هو إخراج داعش وإدخال المساعدات إلى المنطقة، والجزء الآخر من التحدي هوإيجاد وسيلة تضمن أن يعيش المدنيين بسلام بمعزل عن تهديدات داعش والنصرة والأسد، وهذا مانعمل مع شركائنا على تحقيقه.
ـ من الناحية الميدانية هل وجدت أميركا شريكها الذي يتوافق مع مصطلح “المعارضة المعتدلة” في محاربة داعش؟
نعلم أن الأمور تتحرك ببطئ، ولكننا نعمل في مناخ مليئ بالتحديات، وقد عملنا بجد لإيجاد شريك مناسب على الأرض، وبالفعل وجدنا بعض الجماعات المعتدلة ونحن نعمل كي نجد المزيد، هناك سوريون يفهمون ضرورة أن يتخلص بلدهم من داعش، وهم يفهمون أن هذا جزء اساسي لايجاد وطن آمن يعيش فيه أبناؤهم في المستقبل، ولذلك رغم كل التحديات سنستمر في متابعة مشروعنا.
ـ نشرت زمان الوصل، مقالا عددت فيه المرات التي وجه فيها الأسد اهانات علنية للولايات المتحدة الأمريكية، أريد تعليقا على ذلك؟
يضحك..ليس المهم مايقوله الأسد المهم هو مايفعله الأسد بشعبه..إهاناته لاتزعج فجلدنا سميك، ولكن الاهانة التي يوجهها لشعبه هي ماتزعج، فإهاناته أفعال وليست كلمات، ولذلك قلنا من البداية أن الأسد فقد الشرعية.
ـ لاشك أن أفعاله تهين العالم وليس الشعب السوري فقط.
نعم أوافقك الرأي

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top