تواصل ميليشيا "حزب الله" اللبناني نعيها لمقاتليها الذين لقوا مصرعهم خلال المعارك الأخيرة الدائرة بريف حلب شمال سورية، والتي اعتبرت بنظر خبراء عسكريين أنها تمثل ثاني أكبر خسارة للميليشيا بعد الضربات الموجعة التي وجهت لها أثناء معركة القصير في حمص عام 2013.
ومنذ الثلاثاء الماضي حتى أمس الأحد وصل عدد قتلى ميليشيا "حزب الله" في سورية إلى 32 جندياً، بينهم القيادي الميداني البارز رمزي مغنية (الذي يعتقد أنه قريب عماد مغنية الذي اغتيل في سورية عام 2008).
معارك الميليشيا مع فصائل المعارضة المنضوية في "جيش الفتح" وضعت الميليشيا في موقف حرج أمام حاضنته الشعبية في لبنان، فخلال المواجهات بريف حلب الجنوبي لا سيما بلدة خلصة لوحدها التي – سيطرت عليها المعارضة مؤخراً – وخسرت فيها ميليشيا "حزب الله" أكثر من 20 قتيلاً في كمين نفذته قوات المعارضة بعناصر للميليشيا، وحمّل أنصار الميليشيا روسيا مسؤولية هذه الخسارة الكبيرة لعدم تأمينها الحماية لهم.
مشاهد التوابيت الصفراء باتت خلال الأيام القليلة الماضية مشهداً متكرراً في مناطق تواجد الميليشيا في لبنان، إذ نعت 20 مقاتلاً من جنودها قتلوا في حلب، وقال حساب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" باسم "منشق عن حزب الله" إن حالة من الغضب تعم مناطق الحزب.
ولفت صاحب الحساب الذي تنقل عنه العديد من وسائل الإعلام لكونه يذكر معلومات تخفيها الميليشيا، إلى أن حالة من الانهيار المعنوي والإحباط تعم مناطق الميليشيا. ويزداد الاحتقان والسخط مع تكشف استخدام الميليشيا للأطفال في معاركها بسورية، إذ قتل خلال مواجهات بلدة خلصة الطفل علي الهادي حسين عمره 15 عاماً.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الإثنين، فإن "الصدمة طغت على بلدة برعشيت في جنوب لبنان التي أعلن فيها عن مقتل 3 يتحدرون من عائلة واحدة، هي عائلة شهاب، قضوا في معركة واحدة في قرية خلصة بريف حلب الجنوبي، أول من أمس، وهم أحمد حسين عبد الحميد شهاب، وإبراهيم محمد عبد الحميد شهاب وإبراهيم نايف كمال شهاب. وازداد الذهول في البلدة، مع إعلان جبهة النصرة عن أسر مقاتل في الحزب، يتحدر من البلدة نفسها (برعشيت) ويدعى أحمد مزهر".
وخلال الأسبوع الماضي زادت محنة الميليشيا في ريف حلب إثر تفاقم الخلاف بينها وبين قوات نظام بشار الأسد، حيث اندلعت اشتباكات بين الطرفين. وكشفت مصادر ميدانية الخميس الفائت لـ"السورية نت" أن "الاقتتال بدأ عند رفض عناصر من قوات النظام الالتحاق بجبهات ريف حلب الجنوبي والتي بدأتها قوات المعارضة للسيطرة على بلدات وقرى استراتيجية تسيطر عليها الميليشيات الأجنبية في كل من بلدات خلصة وزتيان واللتان تتمتعان بأهمية استراتيجية وعسكرية لكل من المعارضة والميليشيات الأجنبية على حد سواء".
صاحب حساب "منشق عن حزب الله" كتب في تغريدة له في وقت متأخر من مساء أمس إن "مصدراً طبياً من الحزب أخبره بأن 20 عنصراً من حزب الله قتلوا الأسبوع الماضي في قصف لطيران النظام خلال الاشتباك مع قواته، وأنه تم التعتيم على القتلى"، على حد قوله.
|
الصفحة الرئيسية
»
محلي
» نكسة 2016 لـ"حزب الله" في سورية.. حصيلة ضخمة لقتلاه في حلب وانهيار معنوي لحاضنته
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.