صورة نشرها رواد في مواقع التواصل الاجتماعي لما قالوا إنه جندي روسي يقاتل في سورية
الأحد 06 سبتمبر / أيلول 2015
انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية صوراً عدة تظهر مقاتلين روس في سورية، وذهب بعض رواد مواقع التواصل ومواقع إخبارية أخرى إلى تأكيد أن الجنود الروس يشاركون فعلياً المعارك إلى جانب قوات نظام بشار الأسد.
وبث الموقع الروسي "في كاي" على شبكة الانترنت صوراً لجنود روس يحملون أسلحة مختلفة وبعضهم ظهر إلى جانب صور لبشار الأسد، وتراوحت التقديرات في تواجد الجنود الروس بين اللاذقية وطرطوس، كما تداول ناشطون مقطعاً مصوراً لمعارك في اللاذقية، أشاروا فيه إلى تواجد لهجة روسية واضحة في الفيديو لأحد الأشخاص.
وأثارت هذه الصور تساؤلات حول مدى صحة تواجد مقاتلين روس إلى جانب قوات النظام تخوض المعارك ضد المعارضة وجهاً لوجه. وفي هذا السياق يؤكد المحلل العسكري السوري أحمد العبد الله لـ"السورية نت" أنه بناء على معلومات موثوقة حصل عليها فإن دفعة من الجنود الروس وصلت إلى سورية منذ قرابة الشهر وتوجهت إلى القاعدة الروسية في مدينة طرطوس الساحلية وسط سورية.
ولفت العبد الله أن روسيا عززت من القوام البشري لقواتها في القاعدة المتواجدة قرب مبنى الضباط في طرطوس، مؤكداً أن عدد الجنود الذي وصل ليس بكثير على عكس ما تروج له بعض وسائل الإعلام، وبيّن العبد الله أن روسيا أرادت إيصال رسالة بأن طرطوس منطقة نفوذ لها، معتبراً أن إرسال المزيد من الجنود للقاعدة الروسية يأتي في سياق "فرد عضلات" حسب وصفه.
واستبعد العبد الله أن يكون الجنود الروس يخوضون المعارك إلى جانب قوات النظام ضد المعارضة، لافتاً بحسب مصادره أن التواجد الأساسي للروس في سورية يقتصر على الخبراء في مجال الصواريخ، والرادارات، والدفاع الجوي، والقوى البحرية.
ويرى العبد الله أن وفود الجنود الروس إلى طرطوس أمر اعتيادي بحكم تواجد القاعدة العسكرية هناك. وأشار إلى أنه خلال الآونة الأخيرة تشهد المنطقة التي تتواجد فيها القاعدة حفريات بغرض أعمال عسكرية.
وفي تعليقه على الصور التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لجنود روس، رجح العبد الله أن الجنود متواجدون في طرطوس واللاذقية، وقال إن "طبيعة المكان الذي ظهر فيه الجنود يذكرني بثكنة تدعى اليهودية في اللاذقية وقد دخلتها سابقاً".
ويستبعد أن تزج روسيا بمقاتلين من جيشها في المعارك بسورية خوفاً من وقوع أحدهم في أسر قوات المعارضة ما قد يشكل ضغطاً كبيراً على روسيا من جهة، ومن جهة أخرى لدى روسيا إمكانية التحكم بميليشيات عدة من الممكن إرسالها إلى سورية للقتال إلى جانب الأسد. فضلاً عن أن إيران تقوم بهذه المهمة عبر استقدام الميليشيات الأفغانية والعراقية ودعمها لميليشيا "حزب الله" اللبناني.
ويربط العبد الله بين ما يدور عن حديث حول تدخل عسكري روسي في سورية وبين الحراك السياسي الذي تمضي فيه موسكو بالقضية السورية، وقال إن "روسيا تحاول أن تكون الرابح الأكبر في أي حل بسورية يضمن لها مصالحها، وبالتالي فإن الحديث عن انخراط روسي فعلي في قتال المعارضة على الأرض يأتي في سياق الدعاية والحديث عن النفوذ الروسي في سورية".
ويبدو من خلال التقارير الصحافة الغربية أن روسيا فعلاً تدعم الأسد بالمعدات العسكرية المتطورة، وقد ذكرت مصادر في "جبهة النصرة" أن طائرات روسية إحداها من طراز "SU – 34" شوهدت تحلق في سماء محافظة إدلب. وينقل تقرير نشرته صحيفة "ديلي بيست" تصريحاً لمسؤول روسي مخابراتي لم تذكر اسمه قوله إنه في حين ألا أحد "مندهش لرؤية تقارير المعدات الروسية العسكرية الجديدة في المنطقة – والذي قد يشير أيضاً إلى أن القوات الروسية تتدرب على هذه المعدات – فإن الخط الفاصل بين التدريب والمشاركة في القتال أمر غير واضح. لكن أجهزة الاستخبارات لم تر أيضاً أي شيء يدل على عدم مشاركة الروس في القتال".
المصدر:
خاص - السورية نت
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.