على يمين الصورة وزير الخارجية القطر خالد العطية وعلى يسارها نظيره الأمريكي جون كيري في الدوحة
سبت 08 أغسطس / آب 2015
شككت مصادر دبلوماسية فرنسية في أن يكون اجتماع الدوحة الثلاثي الذي عقد الأحد الماضي، قد شكل خرقاً جدياً في القضية السورية، كما عبر الدبلوماسيون عن رؤية بلادهم بعدم وجود تغير ملموس في مواقف الدول حيال سورية، وموقف إيران بعد توقيع الاتفاق النووي مع الدول الكبرى.
وكانت العاصمة القطرية احتضنت اجتماعاً ضم وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية، وتقول المصادر الدبلوماسية الفرنسية لصحيفة "الشرق الأوسط" إن "الاجتماع رغم أهميته لم يحقق أي اختراق جدي في الملف السوري، خصوصًا أن الطرف الروسي الذي سعى إلى تركيز النقاش حول الإرهاب ومواجهته، عاد لطرح ما يسمى مبادرة الرئيس بوتين القائمة على السعي لإقامة تحالف يضم الأطراف الإقليمية بما فيها نظام الأسد".
وترى فرنسا أنه من غير الممكن الحديث عن اتفاق لا يعالج موضوع مستقبل نظام الأسد. وعن الموقف الروسي من القضية السورية، أشار الدبلوماسيون الفرنسيون إلى أن موسكو التي تضع ملف الإرهاب على قائمة الأولويات، ما تزال ترى أن الأسد "ركن أساسي من أركان محاربة الإرهاب".
رغم الحراك الدبلوماسي متعدد الأطراف الذي برز في الأيام الماضية، لا تلحظ باريس وجود «تغير ملموس» في المواقف من شأنه توفير فرصة لتحقيق اختراق في الأزمة السورية. كذلك، فإن فرنسا لا تتوقع «تحولات» في السياسة الإيرانية بعد الاتفاق النووي الموقع في 14 يوليو (تموز)، أقله على المدى المنظور رغم تصريحات المسؤولين الإيرانيين وآخرها صادر عن الرئيس روحاني الذي أشار إلى «مناخ جديد» من شأنه تسهيل الحلول لأزمات الشرق الأوسط.
وتقول فرنسا إن "الطرح الروسي ما زال ناقصاً طالما أنه يترك مصير نظام بشار الأسد معلقاً، كما أن موسكو لا تعطي مؤشرات حول استعدادها للاستماع لمطالب الآخرين وأخذها بعين الاعتبار". وتشير المصادر الفرنسية بحسب "الشرق الأوسط" إلى أن موسكو تسعى لإبراز التقارب مع واشنطن بصدد ملف الإرهاب وتركيز الرئيس الأميركي على محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" لكنها بالمقابل، تتناسى موقف واشنطن من نظام الأسد.
ومن ناحية ثانية، تعتبر فرنسا أن طهران لم تغير من موقفها حيال القضية السورية، كما لا تتوقع أن يحدث ذلك في المدى المنظور، على الأقل قبل أن يصوت الكونغرس الأمريكي على الاتفاق النووي ويصبح نافذاً.
وتذهب فرنسا إلى القول إن "طهران لن تغير موقفها من سورية لأسباب استراتيجية وللموقع المتعاظم الذي تحتله هناك". أما إذا فعلت طهران ذلك، فإن التحول "لن يكون مجانيًا وسيخضع لعملية مقايضة، خصوصًا أنها تعتبر أن الاتفاق النووي حرر يديها ووفر لها إمكانات كثيرة للتحرك".
ومن الطروحات المتداولة بحسب المصادر الفرنسية، أن "تطالب طهران بترك حرية التحرك لها في سورية على أن تسحب يدها من الملف اليمني".
وحول هذه الأطروحة يستبعد محللون سياسيون أن تقبل السعودية في هذا الأمر، نظراً لكونها تقف في وجه التمدد الإيراني بالمنطقة، ولأنها عازمة على ألا يكون لبشار الأسد مستقبل في سورية. وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد قال أمس إن "الأزمة في سورية سوف تنتهي، إما عن طريق العملية السياسية، التي من شأنها أن تؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة، للوصول إلى سورية الجديدة من دون الأسد، وإما عبر الحسم العسكري، أي عبر إلحاق الهزيمة بالأسد".
وأضاف "نحن نعلم أن إيران تدعم الأسد، حيث أرسلت الرجال ليقاتلون إلى جانبه، كما سهلت طهران حركة الميليشيات الشيعية في العراق، ودول أخرى في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني، التي تقاتل الآن في سورية، دفاعاً عن بشار الأسد، ودعماً لقواته". كما أكد الجبير تصميم حكومة بلاده "على توفير الدعم للمعارضة السورية المعتدلة".
المصدر:
الشرق الأوسط - السورية نت
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.