تجدد استهداف الفوعة وكفريا بريف إدلب ـ أرشيف
الأحد 16 أغسطس / آب 2015
شنت حركة أحرار الشام الإسلامية، مساء أمس، هجوماً بأسلحة ثقيلة على قريتي الفوعة وكفريا ذات الأغلبية الشيعية شمال سورية.
ويأتي هذا الهجوم بعد فشل المفاوضات مع الوفد الإيراني، الرامية إلى وقف العمليات العسكرية التي تشنها ميليشيا "حزب الله" والنظام على مدينة الزبداني في ريف دمشق، مقابل وقف فصائل المعارضة هجماتها على قريتي الفوعة و كفريا في إدلب.
وذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن "التهجير الممنهج لأهالي الزبداني بدأ بشكل منظم وعلني فبعد دخول عناصر الجيش إلى المنازل التي يقطنها نازحو الزبداني في كل من وادي غزال ووادي الياس وإبلاغهم بحزم أمتعتهم وأخذ هوية من كل منزل لضمان الالتزام ومن ثم تم النداء عبر جوامع بلودان بأن يأتي أصحاب الهويات إلى قوس بلودان ويستلم هويته ويرحل هو وعائلته أنى شاء وقد أفاد شهود عيان بتجمع هذه العائلات إلى الأن عند القوس أما في منطقة الإنشاءات التابعة للزبداني فقد قام عناصر الجيش برفقة شبيح بالتجول على المنازل وتم اخذ هوية من كل منزل على أن يراجعوهم عند قوس بلودان غداً".
وقال ناشطون: "مفاوضات الزبداني تفشل بسبب سياسة إيران والتي تسعى للتغيير الديمغرافي للمنطقة والاتجاه نحو التقسيم، هذا و شهدت الزبداني منذ ساعات الصباح (السبت) قصفاً عنيفاً من كافة الحواجز مدفعي وصاروخي تلاها عدة غارت للمروحي نهاراً وليلاً وصلت فيها محصلة البراميل المتفجرة إلى 12 برميلاً"
من جهته أفاد "أحمد سيد علي" القائد الميداني في حركة أحرار الشام، أن قوات من الحركة شنت هجوماً استخدمت فيه أسلحة ثقيلة على القريتين المذكورتين شمال محافظة إدلب، والواقعتين تحت سيطرة النظام واللتين بهما مسلحون إيرانيون، وآخرون من حزب الله اللبناني تقاتل إلى جانب النظام.
وذكر "علي" أنهم استخدموا مدافع جهنم وقذائف هاون وصواريخ محلية الصنع في الهجوم على الفوعة، مضيفاً " فشلت مفاوضات تمديد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه سابقاً بين الوفد الإيراني ممثلاُ عن النظام ومسؤولي الحركة، بخصوص الزبداني والفوعة وكفريا، لذلك هاجمت قواتنا القريتين، وعملياتنا ستتواصل إلى حين السيطرة عليهما".
من جانبه، أوضح " محمد خطيب" القائد الميداني في جيش الفتح أن مروحيات تابعة لجيش النظام ألقت طعاماً ومواد طبية وذخائر لجنود النظام داخل قرية الفوعة المحاصرة من قبل جيش الفتح، مؤكداً أن قوات النظام تواصل إلقاء المساعدات إلى القريتين عبر الجو.
وتابع "خطيب" قائلا "هناك مقاتلون من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني ومسلحون آخرون يقاتلون بين صفوف النظام في الفوعة وكفريا".
من جهته قال تلفزيون النظام الرسمي، أن طفلاً قتل ووالده وجرح 12 شخصا آخرين جراء ما وصفته بـ "قصف إرهابي" طال القريتين الشيعيتين "الفوعة وكفريا" الخاضعتين لسيطرة قوات بشار الأسد في محافظة إدلب.
وفي الفوعة، أكد أحد سكان البلدة القصف طالباً عدم الكشف عن اسمه. وقال "سمعنا أصوات انفجارات منذ ساعات الفجر الأولى اليوم، هي ذات أصوات القذائف التي كانت تسقط علينا، الهدنة فشلت والمسلحون عاودوا الهجوم".
وكانت مصادر إعلامية في حركة أحرار الشام أفادت أمس، بانهيار المفاوضات مع الوفد الإيراني، الرامية إلى وقف العمليات العسكرية التي يشنها حزب الله اللبناني والنظام على الزبداني، مقابل وقف فصائل المعارضة هجماتها على قريتي الفوعة و كفريا.
وقال "أبو اليزيد تفتناز"، المسؤول عن الإعلام العسكري في الحركة، أنه بفشل المفاوضات تكون الهدنة لمدة 48 ساعة التي تم التوصل إليها الخميس الماضي بين الأطراف في المناطق الثلاثة، قد انتهت أيضاً، مؤكداً "أن قريتي الفوعة وكفريا لن تنعما بالأمن حتى يعيشه أهلنا في الزبداني واقعاً". وفق تعبيره
وأرجع "تفتناز" سبب فشل المفاوضات إلى إصرار إيران على تهجير الأهالي المدنيين من مدينة الزبداني ومحيطها، الأمر الذي قوبل برفض نهائي من قبل الحركة، المفوضة من قبل المعارضة في الزبداني بتمثيلهم في المفاوضات. كما اعتبر "فشل المفاوضات، يعني العودة إلى العمل العسكري الميداني، إذ أصبحت الآن الخيار الوحيد".
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قال مديره رامي عبد الرحمن إن المفاوضات بين الطرفين فشلت بسبب "عدم التوصل إلى توافق حول المقاتلين الأسرى لدى النظام الذين من المفترض أن يفرج عن ألف أسير منهم في أقصى الحالات، فيما تطالب الفصائل بالإفراج عن20 ألف أسير مقاتل ومعتقلين مؤيدين لفصائل إسلامية".
وتولت إيران المفاوضات بشأن المناطق الثلاث، كون بلدتي "الفوعة" و"كفريا" ذات أغلبية شيعية، وكونها تملك تأثيراً كبيراً على النظام وحزب الله اللبناني، الذي يقود العمليات ضد فصائل المعارضة في الزبداني.
تجدر الإشارة أن إيران لا تخفي دعمها للنظام، الذي واجه بالقوة العسكرية احتجاجات شعبية اندلعت ضده قبل أكثر من 4 سنوات، ما أدى لتحولها إلى نزاع عسكري مسلح.
المصدر:
وكالات ـ السورية نت
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.