حسب التقديرات الإستخباراتية، فإن حزب الله في الوقت الحالي يخضع لصعوبات هي الأكثر قساوة منذ نشأته حتى اليوم، غرقهُ في الوحل السوري والقتال ضد “داعش” حصد أرواح ما يفوق 1300 مقاتل من صفوفه، أكثر من مجموع خسائره في جميع حروبه أمام إسرائيل مجتمعة. لكن من ناحية أخرى فإن استعدادات نصرالله “لحرب لبنان الثالثة” وتحديداً التجهيزات لإقتحام مفاجئ لشمال البلاد واحتلال بلدات في الجليل، تتصاعد بشكل ملحوظ.
رونين بيرغمان، يقوم برسم تفصيلي لما يحدث في دوائر العدو الأول لإسرائيل، كيف يمكن للإتفاق النووي الإيراني أن يقوي حزب الله عسكرياً، وكيف أن صاروخ “كورنيت” واحد نحو شارع عكا – صفد قادر على تغيير كل شيء. في يوم الجمعة، 15 أيار الماضي، خرجت من بيروت قافلة لعدة سيارات ذات لون أسود قاتم، متجهة بسرعة شرقاً نحو الحدود السورية، ترافقهم سيارات دفع رباعي محملة بالجنود. لم يثر هذا الحدث إنتباه أحد ما في محيط مرور القافلة، فقد بات مشهد القوافل المحملة بالجنود والمرسلة يومياً من قبل حزب الله نحو سوريا مألوفاً. فقط أن قلة من هؤلاء الجنود سيعودون ليروا لبنان مرة أخرى. لكن الأمر هذه المرة كان مختلفاً، فقد رافق القوافل صحفيون لبنانيون وغربيون ومبعوثون من وكالة رويترز، أسوشيتد برس، نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال وعدة مراسلين لوكالات ألمانية، وهي ليست تلك المجموعات التي يفضل حزب الله التعامل معها عادةً. اتجهت القافلة نحو الحدود في جبال القلمون تحديداً في منطقة مطلة على أنحاء يحاول الحزب انتزعها من أيدِ (التكفيريين)…. كان هدف الزيارة واضحاً: “أظهِروا للعالم كيفي أن حزب الله يحارب جماعات تكفيرية أسلامية متطرفة”. أحد هؤلاء الصحفيين الأجانب الذين انضموا لتلك الجولة “الغير عادية بتاتاً” قال لصحيفة يديعوت أحرونوت في اتصال من بيروت، أن مرافقيهم كانوا في قمة الاستعداد والمبالغة للتأكد من رضى الصحفيين الإجانب والعمل على تأمين كل متطلباتهم بدون تردد، طمعاً بالحصول على مقالات تخدم توجهات الحزب. وتابع أن “الجولة بدأت بشروط، أهمها عدم تطرق الصحفيين للوضع السياسي، وعدم اصطحاب أي أجهزة هواتف نقالة” في المقابل اهتم حزب الله بواجب الضيافة بشكل تام، ووفر أجواء مريحة “نسبياً” طبعاً بمقاييس الحزب. بدأت الجولة في بعلبك، المعقل الأكثر أهمية للحزب، ومن ثم تابعت القافلة نحو الجبال الحدودية مع سوريا. في الطريق كان مقاتلو الحزب يشيرون بفخر لعربات متفحمة يقولون إنها تابعة لجبهة النصرة-الميليشيا الجهادية السنية التي تقاتل ضد قوات الأسد- وأنها دمرت بفعل دفاعات حزب الله. الإنطباع الأول لدى الصحفيين يظهر سيطرة حزب الله على مناطق الحدود، ابتداء ببلدة “بريتال” في شرق لبنان، حتى الجنوب، فيما لم يُلاحظ أي تواجد للجيش اللبناني أو السوري، من كان يحمي الحدود من اقتحام داعش هم جنود لحزب الله. حيث “يصطف العديد من الجنود المسلحين المستعدين وقف أي تقدم بأجسادهم وعدد كبير من الأليات الثقيلة” حسب وصف أحد الصحفيين. تخلل الجولة، المرور في عدة بلدات شيعية، أظهر السكان بها إمتنانهم للحزب الذي “حافظ على رؤسهم من القطع” بالرغم من وجود داعش على مقربة من قراهم. يقول أحد المواطنين: “سأكون سعيداً لو إن الجيش اللبناني هو من يقوم بحمايتي. لكن إسرائيل والولايات المتحدة تمنع نقل أي سلاح فعال للجيش اللبناني، خوفاً من مهاجمة إسرائيل له، وبذلك يصبح الجيش قوة ضعيفة غير قادرة على حمايتنا، وهنا تكمن أهمية وجود حزب الله في محيط البلدات”. هذه هي الرسالة التي يحاول اليوم حزب الله بثها للعالم؛ هو القوة الوحيدة في المنطقة التي تقف في وجه الإسلام المتطرف، وهو القوة الوحيدة القادرة على منع سقوط “بلاد الأرز” في أيد التكفيريين، لذلك وبالرغم من كل تعقيدات العداء لإسرائيل، يريد الحزب أن يظهر بمظهر السد المنيع في وجه التيارات المتطرفة. تحديداً، أن يرسل رسالة مفادها، نحن مع الغرب في مكافحة الخطر التكفيري. لكن، وعلى عادة الحزب، فإن ذلك جزء من الحقيقة فقط، فحزب الله لم يظهر للصحفيين حجم خسائره البشرية الهائلة وقبور المقاتلين المنتشرة في أنحاء الجنوب اللبناني بفعل الحرب السورية، كما أنهم لم يتحدثوا عن الضغط الداخلي الذي يعانيه حزب الله، والذي يترافق مع فترة هي من أصعب الفترات التي يواجهها منذ تأسيسه. أيضاً، لم يطلعوا الصحفيين أثناء جولتهم على الجهود المتسارعة التي يقوم نصرالله بإعدادها لحرب لبنان الثالثة، والذي يخطط خلالها أبعد من القصف الصاروخي والمدفعي على إسرائيل. ضمن دوائر الإستخبارات الإسرائيلية، هناك من يطلق على حزب الله الأن لقب “حزب الله 3.0″. أي حزب الله الجيل الثالث، فقد بدأ الجيل الأول من حزب الله في الفترة التي كانت بها إسرائيل تحتل مناطق في جنوب لبنان، والجيل الثاني تأسس في الفترة التي سبقت حرب لبنان الثانية، أما الأن فإن حزب الله هو قوة جديدة تماماً عما عرفته المنطقة… “الجيل الثالث”، من ناحية فإن مقاتليه باتوا عميقاً في المستنقع السوري، لكنهم من ناحية أخرى يكتسبون خبرات هائلة في القدرات القتالية والتدرب على أسلحة جديدة متطورة، ويبقى الحديث عن إستخدام تلك القدرات مسألة وقت لا أكثر. وبواسطة تقارير إحصائية، ووثائق استخبارية، ستقوم يديعوت أحرونوت برسم تفاصيل داخلية للقوة العسكرية التي كانت وما زالت العدو الأول لإسرائيل…. نعم، حتى لو أصبحت داعش تماماً على الحدود. قتل التكفيريين قبل عام، كان حزب الله يعمل جاهداً لإخفاء أي أثر أو دليل يدل على إشتراك قواته في الحرب السورية. الحزب الذي اعتاد على الإحتفال بأي قتيل له أمام إسرائيل بجنازات ضخمة، فجأة، أصبحت مراسم دفن مقاتليه الذين يسقطون في سوريا سرية وغير علنية، وتحت جنح الظلام، وكان صعباً على حزب الله الرد على الإنتقادات التي بدأت تظهر والإتهامات الموجهة لقياداته بأنهم يحاربون مسلمين أخرين بدل محاربتهم لإسرائيل والتي هي السبب الرئيسي لتواجد حزب الله أساساً. لم يكن أحد من الصحفيين الغربيين يحلم بمثل تلك الجولة التي أعدها لهم حزب الله: وفيق صفا، المسؤول عن الإرتباط والتنسيق في الحزب -وصاحب الصيت السيء في إسرائيل بعد صفقة إعادة جثث الجنود غولدڤاسر وريغيڤ- قام بإرسال رسائل محددة وموجهة تحديداً للجمهور اللبناني، تلك الرسائل نقلت عبر وسائل إعلامية يمولها الحزب، كالمنار وبعض مواقع الكترونية واخبارية ومن خلال عدد كبير من الإعلاميين الخاضعين لسيطرة حزب الله. مسؤول وحدة العلاقات الإعلامية في حزب الله إبراهيم الموسوي، رفض كل الطلبات للتوضيح أو مرافقة عمليات الحزب القتالية، حتى محاولة بعض الصحف توثيق الجنازات الليلية كانت تواجه بالكثير من العنف. وكذلك محاولات تطرق مجلس النواب اللبناني لموضوع عمليات حزب الله كانت تقمع بشدة. بعدها فهم نصرالله أنه من غير الممكن التستر كل هذه المدة على تورطه في الحرب السورية، بل حتى بات عليه أن يقوم باستغلال ذلك التدخل لصالحه. حدث ذلك عندما بدأت تظهر ڤيديوهات داعش التي قامت بها بقطع رؤس العديد من المعتقلين لديها وتحولها “للشيطان” في نظر الغرب، وبات حزب الله هو الوحيد المتواجد في مواجهة ذلك “الشيطان”. قلب نصرالله التوجهات، فحزب الله الجديد لم يعد يخجل بحقيقة سقوط جنوده في سوريا، بل على العكس بات يفخر بذلك ويجاهر به: “هم يسقطون اليوم من أجل الإنسانية جمعاء”…. بين ليلة وضحاها تحولت جنازات الجنود المقتولين في سوريا إلى مراسم جنائزية ضخمة، ومناسبة لاستعراض مدروس جداً للقوة العسكرية. وهنا كانت الإشارة للتغييرات في مظاهر الحزب الخارجية، فقد تم إستبدال إبراهيم الموسوي بمحمد عفيف الذي كان مديراً للأخبار في قناة المنار، والمطلوب من عفيف اليوم هو إعادة صياغة جذرية لصورة الحزب المتطرف. هذا الأمر لم يكن سهلاً، لكن حقيقة تواجد طرف آخر أشد تطرفاً، مع ولع شديد بتنفيذ علني لعمليات إجرامية مقززة، تصب حتماً في مصلحة هدف محمد عفيف. أحد الإعلاميين الغربيين المتواجدين في بيروت، قال “إن عفيف يهمه إظهار أن داعش وجبهة النصرة، هم العدو المشترك لنا جميعاً، حزب الله، الشعب السوري واللبناني والشعوب الغربية” “يقولون أنكم أنتم الغرب تروننا نحن العرب كتلة واحدة متطرفة، لكن ذلك غير صحيح، هناك الإسلام المتنور والمتطور، وهو ما يمثله حزب الله الشيعي، وفي الجانب الأخر هو الإسلام الظلامي المتخلف الذي يمثله السنّة المتطرفون. ضده يجب علينا أن نحارب جميعاً” لكن ليس لإسرائيل أي شك تجاه نوايا “المدافعين الجدد عن الغرب”، فحزب الله الذي يلعب على وتر الدفاع عن الإنسانية، هو العدو الأكثر حضوراً اليوم لإسرائيل طوال الـ 30 عاماً الماضية. هذا ما يعتقده الجنرال المتقاعد رونين كوهين، الذي شغل سابقاً منصب في وحدة مكافحة الإرهاب ونائب رئيس وحدة الدراسات في جهاز “أمان”. كوهين اليوم أحد المالكين لشركة Inspiration، التي تدير مشاريع أمنية، وتقوم بتوفير وتحليل خدمات إستخبارية عن دول الشرق الأوسط والخليج الفارسي. يقول كوهين: ” إن حماس هي الأخرى عدو لا يستهان به بالنسبة لإسرائيل، لكنه يعتبر ضمن هذه المنظومة الأخ الأصغر الذي يقف في الظل الأكبر لحزب الله منذ اتفاق الطائف عام 1989 الذي أجاز ضمنياً لحزب الله البقاء كقوة مسلحة في الساحة اللبنانية”. “فهمنا من ناحيتنا”، يقول كوهين “أنه التهديد الإستراتيجي والمركزي، فالمنظومات الإدارية والقتالية من صواريخ ودفاعات، والخطط التدريبية الإيرانية جميعها تم تدريجياً نقلها واستنساخها في غزة” باتت اليوم المجموعات الإستخبارية في إسرائيل تفهم أن وضع حزب الله أصبح مختلفاً عما كان قبل حرب لبنان الثانية، في أيار الماضي تحولت لهجة حسن نصرالله نحو إسرائيل لأكثر عدائية، حتى أنه في ثلاثة خطابات متلاحقة ظهر بها حسن نصرالله خلال أسبوع واحد، تضمنت كلها تهديدات واضحة نحو إسرائيل. حتى الأن، وحسب التحليلات الإستخبارية، ليست هناك نية لدى نصرالله لبدء هجوم قريب على إسرائيل، وتحديداً بسبب غرق قواته في المستنقع السوري. لكن ما هو مستقبل الأوضاع هناك؟هناك من يتوقع وبالرغم من الدعم الهائل من إيران وحزب الله أن ينهار النظام السوري بشكل كامل، وإن كان ذلك يحدث الآن بشكل بطيء. حينها سيعود نصرالله لموقعه على الحدود الشمالية جرياً وراء عنوان “الدفاع عن لبنان ضد العدو الإسرائيلي“. بعض التقديرات تقول إن نصرالله لن ينتظر إنتهاء المعارك في سوريا، وسيقوم بخطوة عدائية تجاه إسرائيل حتى قبل سقوط نظام الأسد، لكن وحسب تقديرات الجنرال المتقاعد د.شمعون شاپيرا، ففي كلا الحالتين، حزب الله اليوم هو في أسوأ الأوضاع منذ تأسيسه. الجنرال شاپيرا، صاحب المرتبة العالية في جهاز الأمن “أمان” والمستشار العسكري لنتانياهو في دورة رئاسته الأولى، والذي يعد من أهم الخبراء في إسرائيل بكل ما يتعلق بحزب الله، دار الحديث معه قبل تعيينه مؤخراً كمدير لمكاتب وزارة الخارجية حول خطابات نصرالله التي حملت تهديدات واضحة لإسرائيل، وعن عمق أزمة حزب الله في الوحل السوري التي دُفع إليها بفعل أوامر إيرانية. لكن هذا التدخل يقول شاپيرا “حصد أثماناً عالية في الأرواح البشرية من مقاتلي الحزب، يقدر عددها حسب جهاز الأمن آمان بـ 1300 مقاتل من مجموع 8000-6000 مقاتل أرسلوا للقتال في سوريا، وهذا الرقم يعتبر نسبة عالية جداً، بالنظر أن غالبية القتلى هم من مقاتلي النخبة في صفوف الحزب” ويقدر شاپيرا عمق الأزمة التي يمر بها الحزب بالأشد سوءاً، فهو لم يدفع مثل هذا العدد من القتلى في جميع حروبه مجتمعة مع إسرائيل، وهذا ما يدفع للتململ في محيط الحزب وداخل قياداته. في المقابل فإن الحزب يعمل جاهداً على إسكات تلك الأصوات التي بدأت تؤثر على حريته في إتخاذ القرارات، فالأمين العام السابق للحزب صبحي الطفيلي، صرح استناداً لمراجع دينية شيعية، أن “جميع من سقطوا في سوريا هم ليسوا شهداء، وبالتالي لن يكون نصيبهم الجنة”….. لا يمكن التساهل مع مثل هذه التصريحات، وخاصة أنها أحدثت هزة ليست بالقليلة في صفوف أبناء الطائفة الشيعية عامة وفي صفوف الحزب خاصة. يتابع شاپيرا، “بحسب مصادر إستخبارية، فإن التصريحات التي أطلقها الطفيلي، تلقى على إثرها زيارةً في بيته ببريتال أدت به لالتزام الصمت. لكن الطفيلي ليس الوحيد الذي انتقد تدخل الحزب في سوريا، فهناك العديد من المثقفين الشيعة الذين ينتقدون بشدة هذا التدخل” أيضاً بدأ الحزب مؤخراً استشعار عدم رضى المقاتلين وأهالي المقاتلين من التدخل في القتال السوري، ودفعه ذلك، يقول شاپيرا: “ليصدر قراراً فريداً بعدم تجنيد أي مقاتل من عائلات سقط منها قتلى في سوريا، بعد أن كان الحزب يفاخر بإستعداد الأهالي للدفع بأولادهم للقتال في صفوف الحزب حتى بعد سقوط قتيل لنفس العائلة في الحروب السابقة مع إسرائيل” اليوم يصعب ويندر أن يحدث ذلك في صفوف الأهالي، فقد فهم البعض الأبعاد التي تقف خلف هذه الحرب، وباتوا اليوم غير معنيين بالدخول في صراع سني شيعي بدل حرب ضد إسرائيل. لن نضع حرابنا لكن الانتقادات الأشد قسوة هي تلك التي توجه من خارج الحزب ومن خارج الطائفة الشيعية تحديداً؛ السؤال عن الطائل من هذه الحرب بدأ يتردد في صفوف عموم الشرائح في لبنان، فحزب الله من ناحية يصرّ على الاحتفاظ بقوته المسلحة بحجة الدفاع عن لبنان ضد إسرائيل، لكنه من ناحية أخرى يقوم باستعمال هذا السلاح في عمليات الإبادة التي يرتكبها الأسد في سوريا، حتى أن هذا الدعم لقوات الأسد، دفع لوقوع العديد من العمليات الهجومية التي نفذتها جماعات سنية سورية متطرفة -ينتمي قسم منها لحركات الجهاد العالمي- ضد حزب الله تحديداً. من ناحيتها جبهة النصرة لا توفر مناسبة إلا وتذكر بأنها ستنتقم عاجلاً أم آجلاً وبكل السبل من تدخل حزب الله في سوريا، فقد وردت العديد من التغريدات التي أطلقها قائد القوات التابعة لجبهة النصرة بالقلمون في 7 تموز الماضي والتي وجهت لحزب الله، يهاجم بها الحزب ويتهمه بالوقوف في صف الأسد (النصيري) ويحمل الحزب مسؤولية ما يحدث للاجئين السوريين في لبنان من اعتداءات طالت النساء والأطفال ويعد بالانتقام حتى لو بعد سنوات طويلة، ويعد الشيعة بالمصير الذي حل ببني إسرائيل عندما تحولوا لعبادة الأصنام، وتابع يقول: “إننا لن نضع حرابنا حتى يتم إحلال الشريعة في هذا البلاد ونسترد حقنا وكرامتنا“…. وبهذا فقد فتح حزب الله لنفسه جبهة أخرى. في البداية حاول حزب الله تأسيس جماعات أطلق عليها “حزب الله سوريا” كان الهدف منها التقليل من الاحتكاك بين مقاتلي جنوب لبنان وبين أولئك الذين يقتلون السنة في سوريا، حتى أن الحزب قام بتصميم راية خاصة بهم، كتب عليها عبارات الشوق لزينب (إبنة علي الذي يطلق اسمها على مقام شيعي مقدس في ضواحي دمشق) والذي ادعى حزب الله بداية دخوله سوريا حماية لمقامها. كانت الفكرة أن يؤسس حزب الله- سوريا تجمعاته على الحدود مع الجولان، ويقوم مستقبلاً بفتح جبهة أخرى مع إسرائيل. وأوكلت مهام تأسيس تلك الجبهة لجهاد مغنية، إبن عماد مغنية، قائد أركان قوات حزب الله الذي إغتيل في دمشق عام 2008، في عملية نسبت لإسرائيل والولايات المتحدة. نصرالله أراد أن يؤسس لرمزية يقوم بها الإبن بالإنتقام لمقتل أبيه “الشهيد” من خلال المتابعة في ذات الطريق، لكن الإبن الذي سار حقاً في ذات الطريق كما خطط نصرالله، تم إغتياله برفقة جنرال إيراني. وأيضاً تم نسب عملية الإغتيال لإسرائيل. قام نصرالله بتعيين سمير القنطار في مكان مغنية الإبن، قاتل عائلة “هاران” في مدينة نهاريا، ليدير عمليات التنظيم. د.شاپيرا يرى بذلك “محاولة لحزب الله لزج الدروز في الجولان السوري – والذين يدفعون ثمناً غالياً أمام تطرف المتمردين السنة- في الاقتتال” حالياً، في الجبهة الإسرائيلية لا يستطيع الحزب أن يسجل أي إنتصارات تذكر، فمنذ موت عماد مغنية تلقى الحزب العديد من الضربات المؤلمة، نسبت غالبيتها لإسرائيل، اغتيالات طالت العديد من القيادات، بينهم حسن اللقيس، مدير وحدة تطوير الوسائل القتالية في حزب الله، و تفجيرات غامضة في عدة مواقع سرية تابعة لحزب الله، و غارات وتفجيرات لقوافل عديدة تنقل أسلحة من سوري لحزب الله. في عرف حزب الله فإن هذه العمليات تعني تغلغلاً عميقاً للإستخبارات الإسرائيلية في مفاصل الحزب القيادية، وهذه ضربة ليست بسيطة لنصرالله فيما لو صدقت الإدعاءات بإن اسرائيل هي من نفذت كل تلك العمليات. كيف استطاعت إسرائيل الوصول عميقاً في بنية حزب عقائدي مغلق وأيديولوجي كحزب الله؟ مؤخراً إدعى حزب الله القبض على أحد عناصره المتعاملين مع إسرائيل، محمد شوربة الذي ينحدر من بلدة محرونة الجنوبية، بدأ العمل مع الموساد عام 2007، حسب التصريحات. الشكوك بدأت تدور داخل قيادات حزب الله بعد الفشل في خمس محاولات انتقامية أعدها الحزب للإنتقام من عملية إغتيال عماد مغنية. شوربة كان في المجموعة الموكل لها الحفاظ على أمن نصرالله، وبعد ذلك تسلم عدة مواقع هامة في الوحدة 910، المسؤولة عن عمليات حزب الله الخارجية. وحسب التصريحات فإن تجنيد محمد شوربة تم خلال سفره إلى الخارج ضمن مهامه الخارجية، وتحديداً خلال مهمة في آسيا. حسب ادعاءات الحزب فإنهم وبعد الشكوك التي دارت حول محمد شوربة، قاموا بالإيقاع به من خلال إخباره عن عملية “مخطط” القيام بها ضد إحدى السفارات الإسرائيلية، والتي ستنطلق خلال 48 ساعة من داخل إحدى الشقق التي قام رجال حزب الله بمراقبتها، وبعد أن قام رجال شرطة محليين بتطويق تلك الشقة، استطاع حزب الله التأكد من شكوكه، وألقى القبض على محمد شوربة. يذكر أن جهاد مغنية تم إغتياله بعد شهرين من إلقاء القبض على محمد شوربة “الجاسوس الإسرائيلي”، مما يعني أنه لو صحت الإدعاءات بإن إسرائيل هي من يقف وراء عملية الإغتيال فإن حزب الله ما زال مخترقا، بشكل واضح من قبل إسرائيل. لا تنتهي بهذا مصائب حزب الله، فما زالت محكمة العدل الدولية الخاصة بمقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري عام 2005، توجه إتهامات ضمنية ضد أعضاء في تنظيم حزب الله، كما يضج الحزب بعدة قضايا فساد، قسم منها غير معروفة التفاصيل ، أدت لتقليص تدفق الأموال الإيرانية للحزب، وخلقت إزمة مادية لا يستهان بها في الوقت الحالي، ومعلوم أن الأيديولوجيا وحدها لا يمكن أن تشتري الصواريخ. هذا الأمر غاية في الحساسية بالرغم من الوضع السيء لحزب الله -وربما بسبب ذلك- يعمل نصرالله ورجاله بجهد واضح للإعداد للحرب القادمة مع إسرائيل. يقول مصدر رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، “أن حزب الله يقوم بالإستعدادات للحرب كأنها ستندلع غداً”. بعد مرور سنتين من انتهاء العمليات العسكرية في حرب لبنان السابقة، أعلن نصرالله أن قواته أصبحت على أتم الجاهزية العسكرية واللوجستية لخوض حرب جديدة، كمان أعلن أن مخازن الصواريخ لديه عادت لجاهزيتها، وأن أعدادها يفوق ما كانت قبل حرب 2006. ولم تتوقف من ذاك الحين عملية تطوير السلاح وتعاظمه في مخازن الحزب. يتابع المسؤول العسكري الإسرائيلي رفيع المستوى: “لم يتسلم السكان مفاتيح بيوتهم الجديدة بدل تلك التي هدمت نتيجة القصف الإسرائيلي، إلا بعد الإنتهاء التام من بناء جميع المواقع والتحصينات العسكرية، وهنا يتضح سلم أفضليات الحزب”. حسب التقديرات، فإن مخزون حزب الله من الصواريخ وصل إلى 100-80 ألف صاروخ، غالبيتها موجهة نحو إسرائيل. بالإضافة لذلك، طوروا وسائل أخرى أهمها الطائرات بدون طيار، التي تستطيع الوصول للعديد من المناطق الإسرائيلية، وإحداث التفجيرات. بالعودة للصحفي الأجنبي في بيروت، فيقول: “لحزب الله مصلحة في الوقت الحالي بتشتيت إنتباه العالم عما يحدث في سوريا. هم اليوم يحاولون بث رسائل مفادها أن الحرب في سوريا لن تعيقنا في حال وجوب الدخول في حرب مع إسرائيل”. مؤخراً سمح لأحد الصحفيين اللبنانيين، الدخول لأحد أهم التحصينات العسكرية الحديثة التي أقامها حزب الله، حيث اقتيد معصب العينين، وفقط سمح له برفع الغطاء بعد أن دخل إلى الحصن العسكري. حسب تقرير الصحفي، فإن التجهيزات داخل الحصن العسكري حديثة ومتطورة للغاية، شبكات التهوئة والكهرباء من أكثرها تطوراً. أجهزة الإتصال مع القيادة في الضاحية حديثة ومشفرة وجاهزة للعمل. كل ذلك هو من ضمن الإستعدادات للعمليات العسكرية القادمة مع إسرائيل، حسبما قيل لذلك الصحفي. مع ذلك فإن عيون إسرائيل ليست بعيدة عن كل ما يحدث هناك، فهي تتابع بدقة وكثافة وعن كثب أي تحرك للقوات العسكرية للحزب بفضل قدراتها الإستخبارية وأذرعها المختصة بجمع المعلومات في لبنان. فالطائرات من دون طيار العديدة التي نسبت لإسرائيل فوق الأراضي اللبنانية، ومنها تلك التي تحطمت يوم الجمعة الماض فوق البحر، هي من دون شك أحد أهم الأمثلة. كما أن موضوع الأنفاق في شمال البلاد هو أحد أكثر المواضيع التي تشغل جيش الدفاع الإسرائيلي “ت.س.هـ.ل”. فبعد عدة شكاوى من مواطنين إسرائيلين عن ضجة غير معلومة المصدر، تأتي من الأرض، أقام الجيش عدة أبحاث في مناطق محاذية للحدود لتقصي وجود أنفاق محتملة أقامها حزب الله عبر الحدود الشمالية لإسرائيل. ليس واضحاً بعد ما أفضت إليه تلك الأبحاث التي تفتقد حالياً لوسائل تكنولوجية تثبت صحة وجود تلك الإنفاق من عدمها، ففي الحدود الجنوبية مع غزة بدأ الجيش بإستخدام تكنولوجيا متطورة جداً للكشف عن تلك الأنفاق، وهو ما تفتقد إليه الحدود الشمالية لإسرائيل في هذه المرحلة. مصادر جيش الدفاع الإسرائيلي نفت وجود أي دلائل على قيام حزب الله بحفر أنفاق، لكن الأبحاث الحالية لم تنفِ بشكل تام وجود تلك الأنفاق. لكن السؤال هو، في حال وجود تلك الأنفاق، ما الذي يمكن للحزب أن يفعله من خلالها..؟ يقول رونين كوهين : على إثر هجوم القوات الأمريكية على العراق عام 1991، ترسخت لدينا نظرية أثبتت فعاليتها، وهي إستعمال سلاح الطيران بشكل كثيف جداً، يرافقه تدخل لقوات النخبة، وأقل ما يمكن من التدخل البري في مجريات الأحداث. هذه النظرية جاءت بعد تبلور أفكار ونتائج من قبل ضباط كبار في الجيش، “أننا لا نملك في الوقت الحالي القدرة التامة على حسم المعركة، لذلك نحاول أن نطيل الفترة الزمنية بين كل جولة من جولات المواجهة”. يتابع: “واليوم أصبح حزب الله على معرفة بذلك. فبعد ست جولات من الحروب بين إسرائيل وحزب الله، لم تستطع إسرائيل حسم المعركة، فهم نصرالله أن الثمن السياسي والشعبي الذي يثيره عدد الجنود القتلى في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي، عامل هام في عدم قدرة إسرائيل على حسم المعركة”. “نصرالله استطاع الوصول لنتيجة أخرى، أن النظرية الأمنية لدينا، تستدعي نقل المعركة بأسرع وقت ممكن لأراضِ العدو، وهو ما يحاول نصرالله إتباعه في حروبه ضد إسرائيل مستقبلاً، وهو الهدف القادم لنصرالله. لذلك فإن الحرب التي يخطط لها قد تتكون من عدة محاور تبدأ بالهجوم البري، وعن طريق الأنفاق. ثم هجوم لوحدات الكوماندو، ومضادات الدروع، وعمليات تخريبية في مناطق الجليل الأعلى المحاذية للشريط الحدودي، بهدف الصمود أكبر وقت ممكن. في الهجوم ستقوم الوحدات المهاجمة باستخدام كثيف لمضادات الدروع كصواريخ “كورنيت” التي يصل مداها نهاراً حتى 5 كيلومترات، وليلاً حتى 3 كيلومترات. بواسطة هذه القذائف تتمكن الوحدات المهاجمة الوصول من خلال هضاب الجليل لإصابة وسائل النقل في الجليل الأسفل، وشارع عكا-صفد، المؤدي لمنطقة إصبع الجليل. فالمبنى الطوبغرافي، والنباتي المتوزع في الجليل يشبه تماماً تلك التي جاء منها مقاتلي حزب الله من الجهة المقابلة، وهي تماماً ذاتها التي يكتسب منها اليوم مقاتلي حزب الله خبرة هائلة في القلمون ومناطق مختلفة من سوريا، أكثر بكثير من تلك الخبرة التي يملكها جنود وضباط الجيش الإسرائيلي”. “من الواجب الإنتباه جيداً لما يقوله نصرالله في هذا السياق. فقبل حرب لبنان الثانية وعد بتحرير سمير القنطار وباقي المعتقلين اللبنانيين. عندما خطف الجنديين ريغيڤ وغولدڤاسير في 12 حزيران 2006، دعى لمؤتمر صحفي حينها، وأطلق إسم “الوعد الصادق” على عملية الخطف. مجريات الأحداث تتكرر اليوم بنفس السياق عن “تحرير الجليل”. فما هي أهداف نصرالله إذاً؟ “لا يهدف نصرالله إحتلال مناطق كاملة بشكل دائم. لكن يكفيه دخول خلية لحزب الله وانتشارها في المنطقة، الإختباء لفترة محددة وإحداث ضربات تخريبية، تدمير عدد من الأليات وتجمعات القوات الإسرائيلية المعدة لدخول لبنان، وبذلك يقوم بنسف مخططات جيش الدفاع الإسرائيلي لأي عمليه في العمق اللبناني”. هذا السيناريو الذي يرويه كوهين، يجد كثير من المؤيدين له في دوائر الجيش والإستخبارات. هناك من يدعي أيضاً أن نصرالله سيحاول الوصول لإنجازات “إعلامية” من خلال صور لراية حزب الله فوق إحدى مدن وبلدات ونقاط إسرائيلية تم “احتلالها”. حتى لو قام بعدها بدقائق جيش الدفاع الإسرائيلي بالقضاء وسحق القوة المهاجمة، فإن تأثير تلك الصورة التي ستنتشر بكثافة هائلة، هو ما سيحدث الضرر الحقيقي. يقول كوهين “جزء من المشكلة يكمن في أن جيش الدفاع الإسرائيلي، تحول أمام حزب الله وحماس لعنصر لصد الهجوم، فقد تنازل الجيش عن اتخاذ زمام المبادرة في الهجوم، وبدأنا بالبحث عن وسائل دفاع أمام القوة الصاروخية لحماس وحزب الله”. لكن بالرغم من ذلك هناك في جيش الدفاع الإسرائيلي من يؤكد بأن حرب لبنان الثانية أحدثت حالة ردع قوية، بات حزب الله في حالة يصعب عليه القيام بأي عمليات عدائية، وهذه الحالة هي ما تقف عائقاً أمام نصرالله من تنفيذ تهديداته. قد تبدو هذه الحالة واقعية نوعاً ما، لكن هناك في الأوساط الإستخبارية من يرون سبباً أخر لذلك، فمع بداية العمليات الحربية في 2006، كما علمت الإستخبارات في إسرائيل، وصلت إلى بيروت بعثة إيرانية رفيعة المستوى، يترأسها ممثلون عن الحرس الثوري الإيراني، الجهة التي تدير حزب الله. هذه البعثة قامت بتوبيخ نصرالله بشكل عنيف. المحادثات مفادها: “إن المساعدات والتدريبات التي يقدمها الإيرانيون للحزب، هي معدة للإستخدام في وقت أخر تماماً عن الوقت الذي حدده نصرالله. فالقوة العسكرية لحزب الله أعدت لتكون اليد التي تستطيع بها إيران ضرب إسرائيل في أي وقت تقوم إسرائيل بالهجوم على مفاعلات إيران النووية. وكشف الأوراق بهذه البساطة، بسبب خطف غير مسؤول لجنود إسرائيليين (حسب الإيرانيين) كي يقوم نصرالله فقط بتحقيقي ما وعد به بإرجاع القنطار وباقي المعتقلين”. ومن هو القنطار (أضاف أحد القياديين الإيرانيين) هو مجرد درزي ملعون..! ومنذ تلك الجلسة الغير ودودة التي كاد نصرالله أن يفقد مكانته في قيادة الحزب، كبح نصرالله قواته، ليس بسبب خوفه من فتح جبهة مع إسرائيل، بل خوفاً من إيران. وإذا كان هذا هو الوضع حالياً، سيكون واضحاً لدى الإيرانيين أن إسرائيل لن تقوم بالهجوم على مفاعلاتها النووية، وبذلك سيرخون الحبل لنصرالله للقيام بما يراه مناسباً، يقول كوهين. ومن لحظة التوقيع على الإتفاق النووي سيفتح المجال أكثر لإيران بتحويل الأموال والدعم لحزب الله وبسهولة أكبر. وهناك بعض النقاط التي يجب أن تأخذها إسرائيل بالحسبان: التغييرات الديموغرافية في الجيش اللبناني نفسه. تقليدياً، يتكون جيش لبنان من تمثيل متساوٍ لجميع أطياف اللبنانيين. لكن بعد حرب ال 2006 أمر نصرالله الشيعة بتكثيف الإنخراط في صفوف الجيش، وبذلك يمكنه من إنشاء قوة مواليه داخل الجيش اللبناني، ومن ناحية أخرى ذلك يمنع أي هجوم يمكن أن يقوم به الجيش اللبناني على حزب الله لمحاولة نزع سلاحه مستقبلاً. لا توجد معطيات دقيقة عن عدد المنتسبين الشيعة لصفوف الجيش اللبناني، لكن التقديرات تشير لغالبية شيعية بدأت تتركز في وحدات الجيش المفصلية، أو على الأقل بأعداد موازية لأعداد المسيحيين. فالدروز والسنة هم الأقل نسبة من مجموع تعداد الجيش اللبناني حالياً. كما أن بعض الشبان الشيعة الباحثين عن أجر ثابت وموارد ثابتة وتأمينات صحية، ولم يتم قبولهم في صفوف حزب الله، يرون بالإنتساب للجيش اللبناني فرصة جيدة، يباركها نصرالله بنفسه. في الحرب المقبلة، يقول كوهين، أن إسرائيل عليها أخذ هذا الأمر بالحسبان، فالجيش اللبناني يتحول مع الوقت لقوة مؤازرة لحزب الله وسيكون أحد الأعداء لإسرائيل في الحروب المقبلة. في المقابل فإن الأوساط اللبنانية تقول أن من سيقوم بالمبادرة في الهجوم هي إسرائيل، لتسترد هيبتها التي خسرتها في حرب ال 2006. لكن الطرفان يجتمعان على أمر واحد حالياً، هو أن الحرب القادمة ستكون عنيفة ودموية بشكل غير مسبوق، وإن الدمار التي ستحدثها تلك الحرب سيكون هائلاً وأكثر من كل المواجهات التي مضت في السابق. في رد متحدث الجيش على ما ورد في هذا التقرير قال: “ينفذ جيش الدفاع الإسرائيلي عمليات أمنية واسعة النطاق على طول الحدود الشمالية، مع التركيز على وسائل الحماية ووسائل جمع المعلومات، من خلال وعي تام بأن الأنفاق تعد بالإضافة لعدة عوامل أخرى من التهديدات الخطبرة، وننفذ عمليات واسعة ميدانية واستخباراتية لكشف وجود أي أنفاق، في حال وجدت أساساً. حتى الأن، في كل الشكواى المقدمة عن الشك بوجود بناء أو أصوات قادمة من باطن الأرض، تم فحص الأمر من قبل قوات مختصة وتم التأكد من عدم صحته، وحتى اليوم لم يتم إكتشاف أي نفق أو بئر في المنطقة. ويقوم الجيش بالعمل بشكل كثيف على تطوير قدرات تكنولوجية حديثة تساعد بكشف أي تواجد لتلك الأنفاق مستقبلاً.”
رونين برغمان: يديعوت احرنوت
ترجمة: إياد عماشة-السوري الجديد
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.