نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقالاً بعنوان "لماذا لن تنتهي الحرب في سوريا قريباً"، أشارت فيه إلى أنّه "على الرغم من النجاحات العسكريّة التي يحققها جيش نظام الأسد إلا أنّ الواقع المحلّي والدولي يوضح أنّ الحرب مستمرة.
وقالت الصحيفة إنه بعد سيطرة جيش النظام على المحور الرئيسي من دمشق الى حلب، عادت ضاحية دمشق والعاصمة إلى قبضته أيضًا، ليأتي دور الهجوم الحاسم على درعا في جنوب سوريا، والتي شهدت في 2011 انطلاق أولى الاعتصامات الشعبية.
وأضافت أن سيطرة النظام على تلك المناطق أدت لإخلاء سكان من تلك المناطق، كما أشارت إلى حجم الدمار الهائل، الذى تسببت بمعظمه الضربات الجويّة الروسية، محوّلةً تلك المناطق إلى حقول كبيرة من الدمار، مؤكدة أنه من المستبعد أن يُطلق نظام الأسد عمليّة إعادة إعمار تتيح عودة السكان المعادين له، بالإضافة إلى أن القانون رقم 10 الذي أصدره بشار الأسد بشأن الملكية، يسمح بمصادرة جماعية لأملاك السوريين الذين أبعدتهم المعارك عن مناطق سكنهم.
وتقدر المفوضية العليا للاجئين عدد النازحين السوريين بـ5.6 مليون سوري، ما يعني أنّ التقدّم الذي يحققه الأسد لا يشير إلى نهاية للحرب، مع هذه الزيادة في النزوح.
واعتبرت لوموند في تقريرها أنّ المعركة التي تشنّ في جنوب غرب سوريا تؤكّد أنّه حتّى مع اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية والأردن، فإنّ نظام الأسد مستمرّ بهجومه، لا سيّما مع إظهار  روسيا عدم قدرتها للتوصل إلى دعم سياسيّ للنظام، لافتة إلى أن التطوّرات الأخيرة التي تؤثّر على الوضع السوري، لا سيّما فرض إسرائيل لـ"خطوط حمراء" على إيران، وصولاً إلى هدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتوصّل إلى حلّ يقضي بتقليص الحكم الذاتي الكردي في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أنّ المستفيد من التناقضات في سوريا هو تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي لا يزال محافظاً على منطقة صحراويّة،  وأن غياب الحلّ السياسي للصراع، لن يؤدّي سوى إلى عودة  التنظيم المتطرف واستبعاد أفق الاستقرار في البلاد. 

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top