معارك إدلب نكسة استراتيجية واقتصادية لروسيا

رأت مصادر عسكرية، أن معارك إدلب حملت لروسيا صدمة من العيار الثقيل، حيث قدّرت الكلفة الاقتصادية التي أنفقتها موسكو على المواجهات بعشرات ملايين الدولارات.
وقال العميد مصطفى الشيخ  "أن المعارك الدائرة في إدلب كانت أكبر صدمة عسكرية تلقتها روسيا منذ دخولها سوريا، حيث فوجئت بأمور خطيرة من الناحية الاستراتيجية، وقدّر الكلفة الاقتصادية التي أنفقت لاحتلال تلك القرى بعشرات الملايين، إن لم تزد على المئة مليون دولار والتي ذهبت أدراج الرياح بثلاث ساعات عقب استعادة فصائل الثوار لتلك المناطق، وهو الذي صعق العسكريين الاستراتيجيين".
وأضاف "الشيخ" رئيس المجلس العسكري السابق للجيش السوري الحر في منشور له على الفيس بوك "أعتقد جازمًا أن الأسلحة المغتنمة تكفي لمعركة أخرى بهذا الحجم شريطة أن تحقق المفاجأة في الزمان والمكان، فمعارك من هذا النوع لا يحدد نجاحها باحتلال أرض هنا أو التخلي عن أرض هناك، إنما هي فرض واقع إرادي يقول إن الزمن مع التخطيط وتوحد الجهود سيعطي نتائج غير مسبوقة في التاريخ".

نكسة استراتيجية واقتصادية

واعتبر مراقبون ان المعارك شكلت نكسة استراتيجية واقتصادية لروسيا ولمؤتمر سوتشي الذي تنوي موسكو إجراءه نهاية الشهر الحالي، حيث أسفرت المواجهات عن تحرير عدة قرى وقتل العشرات لقوات النظام وأسر أكثر من 70 من جنوده ومن الميليشيات المحلية التابعة له على يد فصائل الثوار.
وفي ذات السياق رأى العميد "الشيخ" أن النظام وروسيا في أسوأ مرحلة على الاطلاق نظرًا لتوفر عدد من المعطيات.
وأوضح أن "الأحداث الإيرانية، وانسحاب قسم من مليشياتها من سوريا والباقي يعيش حالة قلق على بلده، وانسحاب جزء كبير من حزب الله تحت جنح الظلام الى لبنان، وتجهيز نفسه لمعركة الربيع والحسم مع اسرائيل"
وأضاف "انعكس هذا على ما تبقى من جيش الأسد المنهار أصلاً وبالتالي تضاعف انكسار الإرادة القتالية، نظرًا لاستقدام شباب بالمعركة من المعتقلات والشورارع والمشافي والحواجز، وبدون تدريب مسبق والقيادات وقعت في أزمة بين ضغط بشار من بوتين، وليس لديها أي خيار إلا دفع الشباب للموت المجاني وهذا واضح تمامًا من معارك حرستا وادلب".
وتابع "الفصائل ونتيجة خطأ حسابات الروس وتهجير أهل الريف بادلب أجبرت الفصائل على التوحد، كنتجة محتمة لانعدام وانسداد الأفق بأي حل منطقي، والأهم من كل هذا أدركت الفصائل وخاصة الجيش الحر أن الحالة تستوجب التصعيد العسكري، وتحقيقي انتصارات بالجملة وبسهولة نظرًا لحالة الانهيار بارادة القتال عند العدو، وبالتالي لن يتوقفوا حتى تغيير جوهري على الأرض، وربما فصائل درعا أدركت أن الوقت متاح لاستثمار الحالة، وبالنتيجة نحن في مفصل أكثر من خطير من الناحية الاستراتيجية والتكتيكية والاقليمية والدولية".
وخلص إلى أن "روسيا أمام خيار صعب هو إنزال قوى برية لسد الانهيارات البرية، وعدم قدرة قوات الأسد سد هذه الثغرة القاتلة، وهذا ليس قرارًا صائبًا ونتائجه أكثر كارثية عليها".
وكانت عدة فصائل ثورية أعلنت أول أمس انطلاق معركتي "إن الله على نصرهم لقدير" و"رد الطغيان"، لاستعادة السيطرة على المناطق التي تقدم عليها قوات النظام خلال الأيام الماضية في ريفي إدلب وحماة.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top