يكثف نظام الأسد وحلفائه مؤخراً من محاولة تحييد المناطق الاستراتيجية عن الصراع وإفراغ المناطق التي يعتبرها “الأسد” ضمن “سورية المفيدة” من المقاتلين المعارضين له خاصة في محافظتي دمشق وحمص. وفي سبيل ذلك يضيّق الخناق كثيراً على مدنيي سكان المنطقة التي تخضع لسيطرة الجيش الحر في قوت يومهم وأرزاقهم لإجبارهم على القبول بشروط تسوية تحقق له بسط سيطرته عليها .
وبعد اتفاق حصل مؤخراً في حي برزة الدمشقي والذي خرج على إثره 136مقاتلاً مع أسرهم إلى إدلب، عقد قبل يومين اتفاق آخر في حي الوعر وقضى بخروج جميع المقاتلين من الحي الأخير الذي تسيطر عليه قوات المعارضة في حمص مقابل فك الحصار .
واليوم يتابع النظام هذه السياسية في وادي بردى بريف دمشق الغربي والخاضع لسيطرة قوات المعارضة منذ أكثر من عامين، من خلال تقديم عرض جديد للأهالي يقضي وفق مصادر من المنطقة بتسليم المقاتلين لكافة أسلحتهم على اختلاف أنواعها للنظام مقابل فك الحصار .
وينص مشروع التسوية الجديد أيضاً على إخراج المقاتلين من المنطقة وتسوية أوضاع من يرغب، والحصول بعدها على “كف بحث” رسمي تجاه كل “السلطات الأمنية”، مقابل دخول قوات النظام إلى بلدات المنطقة للتفتيش والتأكد من خلوها من كافة الأسلحة الممنوعة والذخائر .
ويعطي النظام في هذه التسوية تسهيلات لمن يريد مغادرة سورية من أهل المنطقة من خلال منحهم وثائق سفر للخارج وتسهيل خروجهم .
وحول قضية المتخلفين عن الخدمة العسكرية من أهالي وادي بردى فيتم إلزامهم بالخدمة الإلزامية ضمن منطقتهم لحفظ الأمن، أما بالنسبة للمنشقين عن النظام فيكملون خدمتهم في أقرب قطعة عسكرية في المنطقة، بينما يتابع منشقي وزارة الداخلية باقي خدمتهم في الوزارة .
ووفق المشروع يعد النظام في هذا الاتفاق أهالي وادي بردى بإخلاء سبيل الموقوفين أمنياً ممن “لم تتلطخ أيديهم بالدماء”، ويتم دخول جميع مؤسسات الدولة إلى المنطقة ومعاودة عملها كالمعتاد لتقديم كافة الخدمات من أجل إعادة تأهيل كافة البنى التحتية، كما يتم فتح كافة الطرقات الرئيسية المؤدية للبلدات بشكل طبيعي فيما عدا المداخل ” غير الشرعية ” للضروراتالأمنية.
وكغيرها من المناطق تشكل لجنة موسعة من وجهاء بلدات المنطقة ووادي بردى وتكون هي الضامنة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق حيث يعالج أي “خلل أمني” بحسب ما ورد من قبل هذه اللجنة بالتنسيق مع مؤسسات النظام بما يتوافق مع القوانين والأنظمة المرعية .
ويعاني سكان وادي بردى البالغ عددهم 150ألفا بعضهم من النازحين حصاراً خانقاً منذ أشهر حيث تمنع حواجز النظام المنتشرة حول 12 قرية تخضع لسيطرة الجيش الحر دخول المواد الطبية و الغذائية مما اضطر الأهالي مؤخراً إلى العيش على ما تنتجه الأراضي الزراعية .
ويتوقع ناشطون أن يعرض النظام على سكان بلدتي بقين ومضايا المحاصرتين أيضاً اتفاقاً مشابهاً خلال الأيام القادمة في محاولة لإتمام سيطرته على كامل ريف دمشق الغربي بعد اتفاق الزبداني أيضاً .
السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top