صاروخ تستخدمه الطائرات الروسية لقصف المدن السورية
الاثنين 19 أكتوبر / تشرين الأول 2015
مضى 3 أسابيع على بدء الاحتلال الروسي ضرباته الجوية في سورية لمساندة رأس النظام بشار الأسد، ومساعدة قواته على تحقيق تقدم ميداني بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها هذه القوات لا سيما شمال وجنوب سورية.
ويرى محللون أن الضربات الروسية لم تحقق لنظام الأسد حتى الآن مكاسب استراتيجية على الأرض، وربطوا ذلك بالإرهاق الذي يعاني منه جيش النظام بعد 4 سنوات من المعارك، بالإضافة إلى رغبة موسكو في مساعدة النظام على إحكام إمساكه بمناطق سيطرته أكثر من رغبته بمساندته لاستعادة مناطق أخرى.
ويقول الباحث في الشؤون السورية في مركز "كارنيغي"، يزيد الصايغ لوكالة "فرانس برس"، إن "المساهمة الجوية الروسية وحدها غير قادرة على ترجيح الكفة لصالح النظام خصوصاً مع وجود ثغرات ونقاط ضعف كثيرة لدى القوات البرية السورية".
وعلى الرغم من التصريحات الروسية التي تقول إنها شنت 500 غارة على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية"، إلا أن ذلك لم يحقق تقدماً نوعياً للنظام على الأرض. وفي هذا السياق يوضح الصايغ أنه على الرغم من اشتداد حدة المعارك في ريف حماة الشمالي فإنها "فعليا لم تقلب الموازين".
وفي معارك حماه تكبدت قوات النظام خسائر كبيرة، وفي تصريحات سابقة لـ"السورية نت"، أفاد مركز حماه الإعلامي (المعارض) أن قوات النظام خسرت من الفترة 3 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري وحتى العاشر من الشهر نفسه، دمرت قوات المعارضة 50 آلية عسكرية للنظام، وقتلت 400 جندي، وذلك على الرغم من الغارات الجوية الروسية الكثيفة التي ساندت النظام.
وسبق أن اعترف بشار الأسد بأن العقبة التي تواجه قواته مرتبطة بشكل أساسي بـ"التعب"، فضلاً عن نقص الكوادر البشرية، حيث يقدر عدد جيش النظام عام 2011 بـ 300 ألف مقاتل، خسر نصفهم خلال المعارك، بالإضافة إلى انشقاق الآلاف عن قواته.
ولا يقتصر الأمر على إرهاق الجنود فحسب، إذ يشير خبير عسكري عمل في سورية، رافضاً الكشف عن اسمه إلى أن الطائرات الحربية للنظام "استنفدت خلال الأشهر الأخيرة معظم ذخائرها عالية التقنية"، وهو ما يبرر استخدامها للبراميل المتفجرة.
من جانبه، يوضح كريم بيطار الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس لوكالة "فرانس برس" أن "التغييرات الميدانية ضئيلة إلى حد ما" على الرغم الحملة الدعائية التي تواكب عمليات قوات النظام (سواءً في وسائل إعلامه أو وسائل الإعلام الروسية). ويرى الباحث ذاته أن الروس من الناحية العسكرية "يسعون في الغالب الى الحفاظ على الستاتيكو (الوضع) القائم وضمان إمساك الاسد بالمناطق التي لا تزال تحت سيطرة قواته".
ويتفق كريم مع رأي الصايغ في أن روسيا لا ترغب حالياً باستعادة المناطق التي خسرها النظام سابقاً في معاركه مع قوات المعارضة. ويسعى النظام بشكل خاص إلى ضمان أمن المنطقة الساحلية وخصوصاً محافظة اللاذقية - مسقط رأس بشار الأسد – سيما وأنها أصبحت مهددة من قبل فصائل "جيش الفتح" التي سيطرت على إدلب، وتقدمت في سهل الغاب، وأصبحت العديد من القرى المؤيدة تحت مرمى نيرانها. ويشير الصايغ إلى أن حماية اللاذقية تعني بالنسبة إلى النظام إبقاء منطقة سهل الغاب وطريق الإمداد المجاورة التي تربط الساحل بالعاصمة، آمنة.
بدوره يرى "كريس كوزاك" الباحث في معهد دراسات الحرب الأميركي أن "قوات النظام تكبدت خسائر فادحة في العديد والعتاد بمواجهة صمود الفصائل" على الرغم من الغطاء الجوي الروسي ودعم الميليشيات لقوات النظام في محيط سهل الغاب.
ويقول في تقرير بعنوان: "الهجوم السوري الإيراني الروسي المشترك يحقق مكاسب محدودة"، إن الجهات الداعمة لنظام الأسد قد تجد نفسها مضطرة لمضاعفة دعمها "المالي والعسكري بهدف الحفاظ على المكاسب الأولية فقط"، ولا يستبعد أن يؤدي استمرار تكبد النظام للخسائر إلى جعل "القوات الموالية للنظام عرضة لهجوم مضاد من الفصائل السورية".
وتشير وكالة "فرانس برس" نقلاً عن محللين قريبين من النظام، أنهم يرجعون البطء في تحقيق تقدم ميداني إلى أن "المواجهات ما تزال في بداياتها"، وتنقل عن أحدهم قوله: "من المبكر جداً الحديث عن إنجازات للجيش السوري، فالعملية الدائرة حاليا في ريف حماة الشمالي مثلا ستحتاج الى تسعين يوماً للحصول على نتائج فعلية".
ويشار إلى أن روسيا تدعي أنها تستهدف في سورية مواقع "تنظيم الدولة"، لكن طائراتها ضربت مواقع لقوات المعارضة السورية ومن بينها فصائل مصنفة على أنها "معتدلة" لدى الدول الغربية، فضلاً عما وثقه ناشطون سوريون ميدانيون عن قصف الطائرات لمناطق المدنيين وقتل وجرح العشرات منهم.
المصدر:
أ.ف.ب
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.