img

كافح النظام السوري الاعتصامات التي خرجت في محافظة السويداء جنوب سوريا، والتي حملت شعار «خنقتونا» بقطع شبكة الإنترنت والاتصالات عن المدينة، بهدف عزلها عن العالم الخارجي، عقب اقتحام مئات المحتجين من أبناء المدينة لبناء المحافظة احتجاجا على انقطاع الخدمات والغلاء المعيشي الكبير الذي يعانونه.
عزل المدينة عن العالم الخارجي، بحسب ما أكده ناشطوها، جاء بسبب مطالبهم لحكومة الأسد بالقضاء على الفساد، وعمليات التهريب التي تمارسها أجهزة المخابرات التي تدير المدينة، مستغلين الأوضاع الأمنية في المحافظة، كما أشارت المصادر إلى استمرارية التظاهرات فيها حتى تحقيق مطالبهم.
كما طالب المحتجون نظام الأسد بتحسين إنتاج مادة «الخبز» في الأفران، إضافة إلى إيقاف عملية تهريب مادة «الدقيق» المخصصة للمدينة، والتي تنشط في الأسواق الحرة أو «السوداء»، وارتفاع وسوء إنتاجها في الأفران المنتشرة في المحافظة.
الاعتصام أمام بناء محافظة السويداء بحسب منسقي الحملة، كان سلميا، رفعوا من خلاله لافتات احتوت على مطالبهم، ورفع العلم السوري التابع للنظام، واصفين هذه الأفعال بأنها تدل على «الرقي ووعي المتظاهرين» من أبناء المحافظة على حد وصفهم، معيدين ذلك إلى حاجتهم بعدم «استغلال الاعتصام من قبل بعض المندسين الذين يبحثون عن هذه الاعتصامات لتمرير أفكارهم وأعمالهم التي تهدف إلى الفتنة».
مسؤولو حملة «خنقتونا» كانوا قد أعلنوا عن ضرورة عزل غالبية المسؤولين الممثلين للنظام في المحافظة، وخاصة محافظها، ومدراء شركات الكهرباء والمياه، وقادة أفرعها الأمنية، إضافة إلى أمين فرع «حزب البعث»، بعد اتهامهم بالعمل والسعي إلى تهجير أبناء الجبل، بعد ممارسة الضغوط المعيشية عليهم، وفقدان أدنى مقومات الحياة فيها.
النظام السوري في إطار حملته لمنع تمدد الاعتصامات عمل على نشر عناصره وقواته بشكل مكثف في المدينة، بسبب عزم المتظاهرين للاعتصام مجددا فيها، في حين أدان الموالون للحملة والمشاركون في الاحتجاجات قيام بعض من أسموهم بـ»المندسين» بتكسير زجاج مبنى المحافظة في السويداء، متهمين من قام بأعمال التكسير بالانتماء إلى بعض «الجهات المغرضة»، موضحين أن هذه الأعمال هدفها هي خلق نقاط تماس مباشرة مع قوات النظام وتطورها تدريجيا خلال أيام الاعتصام، على حد وصف النظام.
حملة «خنقتونا» لاقت بدورها قبولا واسع بين غالبية أبناء الجبل، الأمر الذي لعب دورا في تكثيف أعداد المحتجين أمام مبنى المحافظة، وأظهرت الاحتجاجات مدى الحالة التي آلت إليها الحياة المعيشية في المحافظة، ومدى عجز النظام عن تأمين حاجياتهم، التي شهدت نقص حاد، خاصة في المواد الغذائية والخدمات، وانتشار الأسلحة بشكل فوضوي تحت رعاية الأجهزة الأمنية وتكاثر عمليات تهريب «الوقود والأسلحة».
القدس العربي

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top