مقاتل من المعارضة السورية - A F P
الاثنين 21 سبتمبر / أيلول 2015
أربك تحرك المعارضة السورية قرب دمشق نظام بشار الأسد، لا سيما مع سيطرة "جيش الإسلام" على نقاط عسكرية في غاية الأهمية لدى قوات النظام، ومهاجمته لضاحية حرستا أو ما يطلق عليها النظام اسم "ضاحية الأسد" والتي تعيش فيها غالبية مؤيدة للنظام، ما عكس رسالة مفادها أن الأسد لم يعد قادراً على حماية المؤيدين له حتى في أكثر معاقله تحصيناً.
وتحمل العملية العسكرية التي أسماها "جيش الإسلام" "الله غالب" في طياتها أبعاداً استراتيجية من الممكن أن تقلب موازين القوى وأن تحول الحصار المفروض على مدن وبلدات الغوطة الشرقية منذ نحو عامين إلى حصار على دمشق حيث توجد فيها مؤسسات النظام الهامة وأجهزته الأمنية.
ويشير الخبير العسكري في الجيش السوري الحر العقيد جميل عمران إلى أن المعركة التي حشد لها "جيش الإسلام" قوة قوامها يزيد عن 5 آلاف مقاتل تحمل أبعاداً هامة، تتمثل في "فك الحصار عن الغوطة الشرقية المحاصرة وربطها بمنطقة القلمون الغربي إن استمرت، وتهديد وقطع طريق الإمداد البري لقوات الأسد باتجاه مواقعه في حمص وحماه والساحل السوري بعد سيطرته على ثلاثة كيلومترات من الأوتوستراد الدولي دمشق حمص".
ولعل أكثر ما يخشاه نظام الأسد هو سيطرة المعارضة على طريق دمشق – حمص، إذ يعتبر هذا الطريق بمثابة شريان الحياة لدى قوات النظام في جبهات بغاية الأهمية. ويبدو أن "جيش الإسلام" قد أحكم سيطرته على المساحة التي سيطر عليها من الأوتوستراد، إذ أكد في بيان له أول أمس جهوزية مقاتليه لتأمين العبور من الأوتوستراد خصوصاً مع سيطرته على الجبال المطلة عليه.
وأضاف البيان أن "طريق دمشق – حمص الدولي أصبح آمنا وتحت سيطرة جيش الإسلام بالكامل من جسر ضاحية حرستا وحتى مفرق مخيم الوافدي (...) وهو سالك لعبور المدنيين والبضائع غير العسكرية بدءاً من الأحد 20 سبتمبر/ أيلول".
ويحدد الخبير العسكري في تصريح لـ"السورية نت" 3 سيناريوهات محتملة لفرض قوات المعارضة حصاراً على دمشق، وهي:
- تمدد فصائل المعارضة بشكل أكبر باتجاه القلمون الغربي عبر مدن التل، وتلفيتا، وصولاً إلى مدينة الزبداني الواقعة على طريق دمشق – بيروت".
- التوغل أكثر باتجاه العاصمة دمشق للوصول إلى أحياء القابون وبرزة الخاضعين للمعارضة وربطهما ببقية المناطق في الغوطة الشرقية.
- استمرار فصائل المعارضة بقطع الطريق الدولي دمشق _ حمص من شأنه أن يشكل ورقة ضغط على نظام الأسد لفك الحصار عن الغوطة المحاصرة منذ أكثر من عامين.
ومن جانبه يوضح المتحدث الرسمي باسم "فيلق الرحمن" محمد أبو عدي لـ"السورية نت" أن هنالك طرق رئيسية فيما لو سيطرت عليها المعارضة تكون قد حاصرت دمشق، وهي طريق دمشق – حمص الدولي الذي بات حالياً في يد قوات المعارضة، واعتبر محمد أن المعارضة بسيطرتها على هذا الطريق حاصرت دمشق بنسبة 35 بالمئة.
ويضيف أن هذه السيطرة قد تدفع النظام إلى أن يكثف من إمداده عبر طريق دمشق – بيروت وطريق مطار دمشق الدولي، وتابع: "لذلك على الثوار قطع طريق مطار دمشق الدولي من ببيلا والمناطق المحيطة، كذلك أن يقوم مقاتلو وادي بردى بقطع طريق دمشق – بيروت".
من ناحية ثانية، يشير الخبير عمران إلى أن معارك المعارضة وسيطرتها على مناطق هامة قرب دمشق، قد يعرقل المخطط الروسي والإيراني بإنشاء دويلة علوية تمتد من دمشق مروراً بالقلمون إلى حمص وصولاً إلى الساحل السوري. لافتاً أن المعارضة أرادت إخبار النظام بأن هذا المخطط لن يمر مرور الكرام، منوهاً إلى القصف الذي تعرض له مطار حميميم العسكري في جبلة من قبل "جيش الإسلام".
وكان "جيش الإسلام" قال في موقعه الرسمي إنه استهدف المطار بعد حصوله على معلومات استخباراتية من داخل المطار تفيد بتواجد ضباط روس ومستشارين عسكريين.
السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top