سبت 08 أغسطس / آب 2015
كرم منصور - مراد القوتلي - خاص السورية نت
يتعاظم اعتماد نظام بشار الأسد على الميليشيات الأجنبية في معاركه ضد قوات المعارضة المستمرة منذ نحو 4 سنوات، وعزز ذلك النقص البشري الكبير الذي تعاني منه قوات النظام، سواءً بسبب تزايد أعداد القتلى أو جراء فرار آلاف الجنود رفضاً للقتال في صفوف الأسد.
وبرز دور الميليشيات الشيعية بشكل كبير خلال العامين الماضيين، إذ قاتلت في بعض المناطق إلى جانب جيش النظام، فيما تفردت لوحدها في القتال بمناطق أخرى وكانت بمثابة الأمر الناهي، وبات تواجدها يؤثر بشكل أو بأخر على نتائج المعارك الدائرة على الأرض.
ويمتد عمل هذه المليشيات الشيعية التي تقول المعارضة إنها تقاتل على أساس طائفي في عدد كبير من المناطق السورية أبرزها العاصمة دمشق، حيث تتولى ميليشيا "حزب الله" السيطرة والانتشار في مناطق دمشق القديمة بالقرب من المسجد الأموي، لكونه يحوي مقام رأس الإمام "الحسين"، ويجاوره مقام السيدة "رقية"، لتكون المنطقة الممتدة من قلعة دمشق حتى باب شرقي تحت سيطرة الحزب والمليشيات الشيعية بشكل مباشر.
ويشهد ريف العاصمة أيضاً تواجداً كبيراً للميليشيات الشيعية، وكان أول تواجد لها في منطقة "السيدة زينب"، حيث ظهرت بحسب شهادات الأهالي كتائب "أبو الفضل العباس" العراقية مع بداية عام 2012. ويمتد عمل هذه الميلشيا إلى الجنوب الشرقي من منطقة "السيدة زينب" حيث يقع مطار دمشق الدولي، الذي يعد المعبر الرئيسي للمقاتلين الشيعة إلى سورية.
وتتولى المليشيات إضافة لقوات النظام حماية المطار والطريق المؤدي إليه والمعروف باسم "طريق المطار"، الذي يحده من الجانبين بلدات البويضة والذيابية والنشابية ودير سلمان، والتي سيطرت عليها المليشيات الشيعية وهجرت أهلها، في أواخر 2012 وبداية 2013. بينما حولت مناطق السبينة وحجيرة والديابية، إلى مستوطنة للمليشيات الشيعية وأسرهم بحسب ما ذكرت مجلة الدراسات الفلسطينية.
كما شاركت ميليشيا "حزب الله" و"لواء أبو الفضل العباس" في معركة المليحة التي استمرت 135 يوماً، وأدت إلى تدمير 85 بالمئة من المدينة، فضلاً عن مشاركتها في معارك حي جوبر، وحصار الغوطة أثناء مجزرة الكيماوي الذي ارتكبها النظام في أغسطس/ آب 2013. ويضاف إلى هذا مشاركة ميليشيا "حزب الله" في معارك الزبداني المستمرة منذ شهر.
ومن بين أبرز الميليشيات الأخرى المتواجدة قرب دمشق،  عصائب أهل الحق، والتي شاركت بتأسيس لواء "أبو الفضل العباس"، وتعرف أيضاً باسم "لواء كفيل زينب" وقد ادعت هذه العصابات على لسان قائدها "قيس الخزعلي" أن سبب قتالها في سورية هو لحماية المراقد الشيعية ومنع امتداد المشروع الوهابي التكفيري إلى العراق.
وقد تم الإعلان عن "لواء كفيل زينب" في يوليو/تموز 2013، وامتد قتاله إلى طريق المطار الدولي والغوطة الشرقية، كما أنه يتواجد في مناطق حلب والقلمون وهو يتسم بالتعددية القومية فيه.
وأيضاً تتواجد ميليشيا "أسد الله الغالب" التي أعلن عن تأسيسها في يناير/ كانون الأول 2013، وبالإضافة إلى وجودها بمنطقة السيدة زينب فان أغلب أعمالها باتت تتركز في السبينة بقيادة (أبو فاطمة الموسوي) ويقدر عدد عناصرها بين 300 و500 عنصر، ولذلك فإن تسليحها الجيد ولباسها مشابه لملابس قوات التدخل السريع العراقية.
ويضاف إلى هذه الميليشيات ميليشيا "الإمام الحسين" التي يتواجد يتواجد عناصرها  في مناطق مختلفة من ريف دمشق وفي حلب، وبدأت بالظهور في منتصف العام 2013، بقيادة "أمجد البهادلي" ويزيد عدد عناصره عن ألف مقاتل من العراقيين، كما أن لها صلة بجيش المهدي العراقي الذي يقوده "مقتدى الصدر" وقد نعت قائدها العسكري "كاظم جواد" الملقب بالخال بعد أن تمكن عناصر الجيش الحر من قتله بالاشتباكات التي جرت في منطقة زبدين بداية العام الجاري، وهو عراقي الجنسية معروف بتطرفه الطائفي، ومسؤول عن عدة جرائم في مخيم الحسينية والذيابية.

شمال سورية

وفي المنطقة الشمالية من البلاد، تشكل كل من بلدتي "نبل" و"الزهراء" في ريف حلب مناطق رئيسية للمليشات الشيعية والتي تشترك مع سكان هذه المناطق، حيث ينتمي سكانها إلى ميليشيا "حزب الله" وكتيبة "قمر بني هاشم".
وفي بلدتي "كفريا والفوعة" شمال إدلب، تتواجد ميليشيات شيعية تحظى باهتمام إيراني مركز، ومن دلائل هذا الاهتمام اشتراط إيران أثناء تفاوضها من الجبهة الإسلامية عند إخلاء قوات المعارضة في حمص 2014، إدخال الغذاء إلى بلدتي "نبل" و "الزهراء" المحاصرتين من قبل قوات المعارضة، بالإضافة إلى دخول البلدتين في المفاوضات التي جرت مؤخراً بين "أحرار الشام" والإيرانيين حول الزبداني وكان مصيرها الفشل.

وسط البلاد

ولا تخلو مناطق وسط سورية من تواجد للميليشيات الشيعية أيضاً، وتتمركز في قرى ريف حمص التي يصل عدده إلى 50 أهمها "أم العمد، وأم جبات، وأم جنيينات"، وتشكل هذه القرى مورداً بشرياً هاماً في دعم الميليشيات بالقتال، وبرز دورها بشدة خلال معركة القصير عام 2013، وفق مركز الجمهورية للدراسات.
وفي حماه أيضاً، لعبت المليشيات الشيعية دوراً كبيراً في معركة مورك والتي بدأت في شهر فبراير/ شباط عام 2013، واستمرت تسعة أشهر قبل سيطرة النظام عليها.

المناطق الجنوبية

وإلى الجنوب من سورية، يتواجد عدد لا بأس به من الميليشيات الشيعية، كانت تتمركز في بصرى الشام، وتتخذ من مناطق في درعا قواعد لها، قبل أن تسيطر قوات المعارضة قبل أشهر على مساحات واسعة من ريف المحافظة، وتطرد منها الميليشيات وتقتل العشرات من عناصرها.
وكان لميليشيا "حزب الله" دور واضح في معارك درعا، إضافة إلى كتائب شيعية أخرى أبرزها "لواء الفاطميون" ويضم في صفوفه مقاتلين أفغان. و كانت المعارضة أسرت عنصراً من عناصره وبثت تسجيل مصوراً لاعترافاته، بينما قتل زعيمه الأفغاني "علي رضا توسلي" في معارك درعا.
أما المنطقة الأشد تواجداً للمليشيات الشيعية، فهي المثلث الرابط بين ريف دمشق وريف درعا وريف القنيطرة بمساحة 7 كيلو متر مربع، حيث تتواجد ميليشيا "حزب الله" وقوات من "الحرس الثوري" الإيراني، وهي المنطقة التي قتل فيها العقيد الإيراني "عباس عبد الإله" في فبراير/ شباط 2015.
ويشار إلى أنه على الرغم من حماية هذه الميليشيات لنظام الأسد ومساعدته في تحقيق الانتصارات ببعض المعارك، إلا أنها في نفس الوقت تشكل خطراً على جيشه، لا سيما وأن تقارير صحفية أكدت وجود حالة استياء بين جنود النظام السوريين الذين بات بعضهم يتحرك بأمر من الميليشيات الأجنبية، التي تجاوزت صلاحيات بعضها الحدود المتوقعة، وباتت تؤثر في القرار السياسي الصادر عن نظام الأسد.
المصدر: 
خاص - السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top