المواد المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهةالموقع...

ثورة أشعل شرارتها أطفال سورية حينما كتب أطفال درعا على جدران مدارسهم عبارات" إسقاط النظام"؛ أطفال كان لهم حضورهم القوي ليصبحوا رموزاً من رموز أعظم ثورة -ضد الاستبداد والظلم والقمع- شهدتها الإنسانية. ثورة دفع ثمنها الباهظ أطفال سورية من اعتقال وتعذيب وحشي وممنهج، ومن قتل وتهجير، منهم من استشهد فسلم روحه إلى خالقه وانتهى، وبقي من يعاني ويلات الحرب وآثارها من دمار وقهر وجوع ومرض، فتنوعت المعاناة سواء من معايشة الحرب أو من آثار اللجوء والنزوح؛ نفسية (أصبح الطفل مثقلاً بالأزمات النفسية كالقلق والخوف والاضطراب...)، وصحية (يعاني من الأمراض السارية وعرضة للأمراض المزمنة)، واجتماعية (كالإقصاء والتهميش والعزلة التي تحد من نموه الاجتماعي)، وتعليمية (حرمان من حق التعلم وتدهور في وضعه التعليمي).
إننا أمام مشكلة كبيرة وخطيرة إن لم نع أبعادها المدمرة، وإن لم تلتفت المنظمات والمؤسسات الإنسانية والمعنيين من الأفراد والأحزاب (رغم وجود بعض الجهود إلا أنه تبين أنها غير قادرة على سد الاحتياجات الأساسية) إلى ضرورة إيجاد حلول سريعة وناجعة وإلا فإننا سنكون أمام جيل كامل مدمر معاق على كافة الأصعدة، بالتالي لن يقوم لمستقبل سورية قائمة.
وفي إحصائية عن وضع أطفال سورية صادرة عن مركز بحوث للدراسات (أواخر عام 2014) تبين حجم الكارثة الإنسانية التي يواجهها أطفال سورية:
- فعدد المدارس التي تدمرت أو تستخدم كملاجئ في سورية= 4.072
- الأطفال السوريين غير القادرين على الذهاب إلى المدرسة في سورية والدول المجاورة= 3 مليون طفل.
- عدد الأطفال السوريين اللاجئين ممن هم خارج المدارس في لبنان= 200 ألف طفل.
- نسبة الأسر السورية اللاجئة في لبنا التي لديها طفل واحد على الأقل لا يتعلم= 46%.
- نسبة الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن ممن لا يتلقون تعليماً نظامياً= 56%.
- نسبة الأطفال السوريين ممن هم خارج سورية= 50%.
- عدد الأطفال السوريين ممن هم بحاجة إلى العناية العاجلة= 5 مليون طفل.
- عدد الأطفال الذين أصيبوا بشلل الأطفال بعد بداية الحرب= 80 ألف طفل.
- عدد الأطفال ممن يعانون من سوء التغذية= 10 آلاف طفل.
- عدد الأطفال المصابون بسوء التغذية وهم بحالة حرجة= 1800 طفل.
- عدد الأطفال السوريين غير المصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم في لبنان= 2.440 طفل.
- عدد الأطفال السوريين غير المصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم في الأردن= 1.320 طفل.
وقد اقترح البحث آليات لتطوير دعم الأطفال في الثورة السورية نأمل أن تجد لها طريقاً للتطبيق، منها:
  1. دعم وتوفير مراكز وعيادات نفسية ومكاتب اجتماعية ثابتة ومتنقلة لتقديم الدعم النفسي للأطفال في الداخل والخارج.
  2. إقامة وسائل تواصل مباشرة لتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية.
  3. إقامة حملات إعلامية مكثفة لإبراز الجوانب الإيجابية للثورة السورية وبث ثقافة التفاؤل وتعزيز الصحة النفسية الاجتماعية.
  4. التنسيق مع الهيئات الدولية ذات الخبرة في مجال الدعم النفسي الاجتماعي في تنفيذ المشاريع والاستفادة من خبراتهم.
  5. تدريب الأطفال السوريين على آليات وطرق التعلم الذاتي.
  6. دعم مشاريع صغيرة ومثرة للأطفال يقوم بالتفاعل من الأطفال اللاجئين لإدخال البهجة إلى قلوبهم ومساعدتهم على الشعور بالأمل بالمستقبل الجميل....

لابد للإنسانية جمعاء أن تشعر بالخزي والعار لصمتها وأن تدفن نفسها خجلاً عن ما لحق بنفوس أطفال سورية الصغيرة البرئية من أذى ودمار وتخريب والذي سيقتضي جهوداً جبارة من كوادر وأدوات ووسائل، للخروج بهم من تحت أنقاض ويلات الحرب، وكارثة النزوح واللجوء، والشتات في دوائر حسابات سياسية ومصالح إقليمية ودولية لا ترحم ولا تقيم للأبرياء من الأطفال والضعفاء وزناً أو قيمة! 
تاريخ النشر من المصدر : 15.03.2015
المصدر: مركز بحوث للدراسات

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top