المواد المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع...
الكاتب: 
فيليب سميث

"على مدى الأشهر القليلة الماضية، وسّع المقاتلون الشيعة العراقيون مرة أخرى من دورهم في الدفاع عن نظام الأسد في سورية. فابتداءً من أواخر عام 2012، شكّل هؤلاء المقاتلون - بعضهم من ذوي الخبرة والبعض الآخر تم تجنيده حديثاً - بعض الوحدات الأجنبية الأكثر ديناميكية في هذه الحرب. وفي الوقت نفسه، وسّعت بعض الجماعات الأكثر حداثة - العميلة لإيران والتي تتخذ من العراق مقراً لها - من عمليات التجنيد التي تقوم بها من أجل إرسال المقاتلين إلى سورية. ويشكل ذلك تحولاً مستمراً آخر، إذ يتم تسليم مسؤولية تجنيد ونشر المقاتلين الشيعة العراقيين إلى طلائع عراقية تم إنشاؤها مؤخراً ضمن الشبكة المتوسعة لمنظمات "المقاومة الإسلامية" التي تسيطر عليها إيران". هذا ما جاء في تقرير معهد واشنطن الصادر في 29 مايو شرح فيه أسباب وتداعيات وقوف الميليشيات الشيعية العراقية إلى جانب الأسد ومساندته.
الميليشيات العراقية المتورطة في الحرب السورية كما جاء في التقرير:
قوات "لواء أبو الفضل العباسالمنتشرة بأعداد ضئيلة: أول ميليشيا شيعية مكونة من مقاتلين أجانب تقيم معسكراً في سورية، مؤلفاً أساساً من العراقيين -نشطة جداً ضمن مساحات متزايدة من الأراضي السورية.
وفي الفترة بين فبراير وأوائل مارس 2015، تم نشر إحدى أكثر ميليشيات شبكة "لواء أبو الفضل العباس" نشاطاً، ألا وهي "لواء ذو الفقار"، في منطقة اللاذقية في شمال سورية. وكانت الجماعة قد خاضت معارك بالدرجة الأولى في منطقة دمشق وجنوبها منذ عام 2013.
وفي منتصف أبريل، تم نقل بعض قوات "لواء ذو الفقار" جنوباً إلى منطقة جبلية قرب الحدود اللبنانية السورية، وهذه ليست المرة الأولى التي ساعدها فيها "حزب الله" في إحدى مناطق عمليات "الحزب" الرئيسية، فخلال الهجوم المشترك الأول الذي ضم عناصر "حزب الله" وقوات من نظام الأسد في القلمون في ديسمبر 2013، شارك "لواء ذو الفقار" في معارك قرب مدينة نبق.
وفي الآونة الأخيرة - في 24 مايو، ظهر زعيم الجماعة، أبو شهد الجبوري، وهو يأمر بشن هجمات صاروخية وإطلاق عمليات المشاة في منطقة الشمال في إدلب. وعلى الرغم من تلك الجهود، فرّت بقايا قوات الأسد من المنطقة بحلول 27 مايو بعد أن تم اجتياح المستشفى.
إلى جانب ذلك، كانت المنظمة الشقيقة لـ "لواء ذو الفقار" - المعروفة بـ "لواء أسد الله الغالب" - نشطة أيضاً في معقل العلويين. ففي يناير، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تدعي أن أبو فاطمة الموسوي وفرقته، متواجدون في منطقة بانياس.
وفي الفترة نفسها تقريباً، زعم "لواء الإمام الحسين" - جماعة أخرى تابعة لـ "لواء أبو الفضل العباس" - أنه أرسل خمسين مقاتلاً لدعم العمليات في ريف اللاذقية. وتزامن ذلك مع زيارة قام بها زعيم الميليشيا الشيخ أبو كرار أمجد البهادلي، إلى (مدينة) القرداحة مسقط عائلة الأسد. وانضم إلى البهادلي في زيارته للمدينة، قائد ما يسمى بـ "قوات التدخل السريع" (أو "أفواج الكفيل") أحمد الحجي الساعدي، الذي كان يقوم سابقاً بإعداد وقيادة فروع الميليشيات التابعة له في العراق.
وثم طرأ تطور آخر داخل شبكة "لواء أبو الفضل العباس"، تجلّى في حركة تنقل متزايدة -داخل سورية -للمقاتلين والقادة الذين ينتمون إلى "قاعدة قوة أبو فضل العباس" التي تتخذ من العراق مقراً لها. وقد تم تشكيلها هناك بقيادة الشيخ أوس الخفاجي (المنشق عن التيار الصدري) والشيخ أبو كميل اللامي (التابع لجماعة "عصائب أهل الحق") -بعد تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" يونيو 2014.
ووفقاً لأخبار نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للميليشيا الشيعية، كان الخفاجي يزور المقاتلين الشيعة الأجانب في سورية منذ منتصف عام 2013، وهي فترة زمنية شهدت ترويجاً متزايداً للميليشيات الشيعية العراقية في تلك البلاد. وقد ارتفعت وتيرة زياراته في عام 2014، كما قام بهذه الرحلة هذا العام أيضاً. وعندما سؤل من قبل صحيفة "النهار" حول سبب استمرار توافد المقاتلين الشيعة العراقيين إلى سورية، أعلن أن "فشل" انخراطها في القتال في سورية "كان السبب وراء دخول [تنظيم "الدولة الإسلامية"] إلى العراق".
وفي ذكرى استشهاد السيدة زينب، ظهر مقاتلو "قاعدة قوة أبو فضل العباس" وهم يرتدون الزي الرسمي وينزلون من طائرة في دمشق. وكانوا ظاهرياً في سورية للمشاركة في الاحتفالات، ولكن نظراً إلى حاجة النظام للمقاتلين والروابط التي يتم إقامتها علناً بين جماعات "لواء أبو الفضل العباس" التي تتخذ من سورية مقراً لها و"قاعدة قوة أبو فضل العباس"، فمن المحتمل جداً أن يبقى بعض هؤلاء المقاتلين على الأقل لفترة أطول للمشاركة في جولات القتال.

تجديد التركيز على سورية
في الوقت الذي تواصلت فيه الاشتباكات المسلحة التي شملت منظمات شبكة "لواء أبو الفضل العباس"، يبدو أن عملاء إيران الآخرين الذين اتخذوا من العراق مقراً لهم قد تولوا دوراً محدوداً في الصراع السوري. فيبدو أن جماعتين آخرتين من الشيعة العراقيين، هما "كتائب سيد الشهداء" و "حركة حزب الله النجباء"، تتوليان مهاماً قيادية في سورية وتواصلان إرسال المقاتلين إليها.
"كتائب سيد الشهداء" أُعلن عنها لأول مرة في ربيع عام 2013. وفي البداية، تم تشكيل الجماعة العميلة لإيران كواجهة تربطها علاقات بـ "كتائب حزب الله" ومنظمة بدر، وتقوم منذ ذلك الحين بإرسال مقاتلين إلى سورية. وبعد مرور أقل من شهر على سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على الموصل، بدأت "كتائب سيد الشهداء" برامج تجنيد مخطط لها على الإنترنت وعلى أرض المعركة، وكل ذلك بالتزامن مع العمليات الهجومية التي تندرج الجماعة في سورية في إطارها، وقد استمر ذلك حتى كانون الأول/ديسمبر 2014.
وفي الآونة الأخيرة أصدرت "حركة حزب الله النجباء" دعواتها الخاصة للتجنيد [من أجل القتال في] سورية، وذلك ابتداءً من أواخر مارس ومنتصف أبريل 2015. وتركزت هذه الجهود على محافظة ميسان العراقية، حيث يكثر التعاطف تجاه الميليشيات الشيعية التي وفرت للجماعة العديد من مجنديها الأوائل [للقتال في] سورية.
بدءاً من سبتمبر 2014، تم إدخال مقاتلي "كتائب سيد الشهداء" إلى الجبهة الجنوبية المتغيّرة في سورية، وهم منخرطون [في القتال] منذ ذلك الحين. وقد شمل الجزء من الجبهة الموكّل إلى الجماعة مناطق شمال درعا، مع التركيز على البلدات الريفية ذات الأهمية الاستراتيجية على الطريق السريع من درعا إلى دمشق. ومع تقدم قوات الثوار نحو دمشق ابتداءً من نوفمبر، واجهتهم "كتائب سيد الشهداء" قرب بلدة الشيخ مسكين الاستراتيجية وبلدة نامر المجاورة
وعلى الرغم من أن "كتائب سيد الشهداء" لم تذكر شيئاً عن القرى المحددة التي تعمل منها، إلا أنها روّجت بشدة لأنشطتها السورية في مارس وأبريل من خلال نشر الصور وأشرطة الفيديو على شبكة الإنترنت. أما بالنسبة إلى "حركة حزب الله النجباء"، فقد كانت الجماعة تلعب دوراً قتالياً في المناطق التي تعمل فيها تقليدياً في منطقة حلب. وفي أوائل مايو، أعلنت الجماعة أنها كانت تقاتل في شرق الغوطة.
التداعيات
إن المقاتلين الشيعة العراقيين لم يتركوا سورية فعلياً، وسيستمرون في لعب دور كبير هناك. وفي غضون عامين فقط، تحوّل هؤلاء المقاتلين الأجانب من عوامل مساعدة إلى عناصر جوهرية في ساحة المعركة.
ويتم بشكل متواصل إنشاء العديد من الميليشيات الشيعية العراقية المدعومة من إيران، وقد نشأت معظم هذه الجماعات في وقت قريب من إعلان "حزب الله" اللبناني رسمياً عن وجوده في سورية في مايو 2013، وثانية في أعقاب سقوط الموصل بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" في يونيو 2014.
تظهر هذه المنظمات الجديدة كيف يمكن لإيران الانتقاء والاختيار من مختلف الفئات للقيام بمهام محددة. وفي الوقت الذي تعمل فيه عناصر من شبكة "لواء أبو الفضل العباس" على تطوير العلاقات مع المنظمات العراقية التي أنشئت وتضفي عليها الطابع الرسمي، وحيث تواصل "كتائب سيد الشهداء" و"حركة حزب الله النجباء" جهود التجنيد التي تقومان بها، قد يصبح تدفق المقاتلين الشيعة إلى سورية أكثر تنظيماً، كما أن أدوارهم القتالية في الدفاع عن الأسد يمكن أن تصبح أكثر محورية، مع مرور الوقت.
تاريخ النشر من المصدر :29.05.2015
المصدر : معهد واشنطن
الرابط: 

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top