img

خرج محمد الحريري من مكان كان اختبأ فيه في كنسية بمقاطعة ميونخ، بعد عدة أشهر، كان فيها سجين جدرانها بعد قرار السلطات الألمانية بترحيله خلال ثلاثة أشهر، نظرا لبصمته الموجودة في إيطاليا والتي بحسب «اتفاقية دبلن» يجب إعادته لإيطاليا للجوء هنالك حيث لا تتوافر أبسط مقومات الحياة للاجئين كما في غرب أوروبا.
يقول محمد الحريري في في حديث خاص لـ»القدس العربي» إن القرار الأخير الذي صدر عن الحكومة الألمانية بإلغاء العمل بـ «قانون دبلن» القاضي بإعادة اللاجئين السوريين لأول دولة أوروبية بصموا فيها، إنما يعبر عن مدى الإنسانية والتماشي مع ظروفنا نحن السوريين التي تعد الأسوء مقارنة ببقايا اللاجئين من أفريقيا والبلقان وأفغانستان.
وشرح الحريري قصته قائلا: «هاجرت من ليبيا إلى إيطاليا ضمن قارب صغير لأجتاز المتوسط، وقامت السلطات الإيطالية بعد وصلولي لأراضيها، بإجباري على أن أبصم رغما عني، ومن بعدها تابعت طريقي باتجاه ألمانيا، بعد سماعي بأنها تقوم في غالب الأمر بكسر البصمة، خصوصا للسورين، وتحافظ على وجودهم وفي حالات نادرة يتم ترحيلهم.
وتابع الحريري: اتجهت لمقاطعة ميونيخ، وبعد مضي ثلاثة أشهر على وجودي في ألمانيا قاموا بإجراء مقابلة معي وبصمت في المحكمة، وفي الشهر الخامس أتاني الرد من دبلن، وفي الشهر السادس أتى قرار الطرد، بعدها قمت بتوكيل محام، ولجأت إلى كنيسة استقبلتني، وقدمت لي كامل الخدمات من الأكل والشرب والمنامة والإنترنت، وبقيت فيها شهرا ونصف الشهر، وكان عليّ البقاء فيها لمدة ثلاثة شهور، حتى تنتهي مدة التسفير، وفي تلك الفترة أتاني بريد من الشرطة مفاده أنه من غير المسموح لي بالخروج من الكنيسة، ولو خرجت سوف يتم احتجازي ومن بعدها تسفيري خارج ألمانيا. وأوضح الحريري أنه بعد صدور قرار السلطات الألمانية بإيقاف العمل بـ»قانون دبلن» للاجئين السوريين بأيام أخبره المحامي أن بريد من المحكمة الخاصة قد وصله، وفيه أن الحريري أصبح قادرا على الخروج من الكنسية حيث شاء، وأنه خلال الأيام القليلة القادمة سوف يحدد له موعد مع البلدية، ليعيد فرزه إلى المكان الذي كان فيه.
وقال الحريري: «كان علي أن أستمر في البقاء بالكنسية إلى أن تنتهي فترة ترحيلي بالقانون، إلا أن هذا القرار فك هذا القيد عني، ولا أستطيع أن أعبر عن مقدار سعادتي بعد صدوره».
ويضيف الحريري أن معاملة الألمان مع السوريين جيدة جدا، «والحديث عن أنهم يتعاملون بعنصرية كلام كاذب، شعب ألمانيا شعب طيب، وخدوم، وبالنهاية يجب علينا أن نعامل الناس كما نحب ان نعامل، وإن شاء لله سنثبت لهم اننا، نحن السوريين، جيدون وأتينا إلى هنا هربا من الموت في سوريا، لا طمعا بالمال والراحة».
قصة الحريري تختصر قصص مئات اللاجئين السوريين عبروا إلى أوروبا متحدين الموت، بحثا عن حياة أفضل، والذين بصموا في دول «الدبلن» بانتظار رسائل البريد الإلكتروني التي تحمل الخبر السعيد بإنهاء قرار ترحيلهم، والبدء من جديد لبناء حياة في ألمانيا.
القدس العربي

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top