صالة جامعية ـ أرشيف
الثلاثاء 18 أغسطس / آب 2015
أحرزت الطالبة حنان السيد المركز الأول في امتحان شهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي على مستوى محافظة حلب الحرة للعام الدراسي 2014/ 2015 بمجموع قدره 212 درجة من أصل 220.
وحنان تعيش في مدينة الأتارب في ريف حلب، في بيت ريفي بسيط لم يسلم من قصف طيران النظام وصواريخه مع أخوة فقدوا الأم وحنانها بعد أن غيبها الموت، وأب فقير يشكو حاله إلى الله.
تقول حنان ذات 18 عشر ربيعاً لـ"السورية نت": "إن متابعتي للدروس بشكل متفانٍ بالإضافة إلى الدراسة اليومية العادية كانت وصفة حقيقة لنجاحي وتفوقي بالرغم من الظروف الصعبة التي ممرنا بها أثناء العام الدراسي جراء الوضع الأمني غير مستقر والخوف الكبير من طيران النظام، بالإضافة إلى انعدام التدفئة في الشتاء حيث كنت أتدفأ بالبطانيات بالإضافة إلى عدم قدرة والدي على توفير مستلزمات الدراسة لفقره ومع ذلك فقد قطفت ثمرة تعبي وجهدي وحصلت على المركز الأول".
وتكمل حنان بقولها: "لا بد أن يفرح الإنسان بعد عام كامل من التعب يتوج بنجاح وتفوق".
وتضيف والدموع في عينيها بأنها ترغب في دراسة الأدب الفرنسي ولكن "أين سأكمل دراستي وأين الجامعات التي سألتحق بها؟" وتستطرد: "كنت أتوقع سقوط النظام وأن تفتح الجامعات أبوابها لي وللطلاب الذين حرموا من الدراسة بسبب ملاحقة النظام لهم بالإضافة الى عدم قدرة والي على ابتعاثي للدارسة إلى خارج سورية".
وطالبت حنان الجهات التعليمية باتخاذ خطوات جدية لافتتاح جامعة في الداخل المحرر، فهناك الكثير من الطلاب ممن حرموا من إكمال المرحلة الجامعية، وقالت: "النظام يريده حرماننا من التعليم ويسعى للإبقاء على أطفالنا في ظلام وجهل، لمني أهدي نجاحي لشهداء هذه الثورة وأتعهد بالسعي بكل الطرق لإكمال تحصيلي العلمي والحصول على شهادة الجامعية في الأدب الفرنسي وخدمة وطني سورية".
اما والدها الشرطي المنشق زياد السيد فقد اصطدم بالواقع الذي يعيشه في سورية حيث أن الفقر لا يبرح منزله، فهو يبيع الحلويات للأطفال على بسطة صغيرة.
ويقول زياد لمراسل "السورية نت": "لم أتخيل أن تحصل ابنتي على الدرجة الأولى على مستوى المحافظة فقد فقدت والدتها في سن 15 وهي من تقوم بتربية أخوتها والقيام بواجبات المنزل بالإضافة إلى دراستها".
وتساءل والأسى يرتسم على وجهه: "ما فائدة تفوقها وعن أي مستقبل سأتحدث وأنا لا أملك مالاً لإرسلها للدراسة في تركيا كغيرها من الطلاب وأصحاب الأموال؟"
وتوجه والد حنان للحكومة المؤقتة قائلاً: "ألا نستحق نحن الذين مازلنا صامدين في الداخل اهتمامكم؟ ألا تعلّمون أبناءكم في الجامعات؟ أما نحن فبالرغم من تفوق أبنائنا ما زلنا نبحث لهم عن الخبز لنطعمهم فقط".
وختم حديثه بالقول: "إن نجاح ابنتي إن لم يلقَ اهتماماً فهو نجاح سيمر مرور الأيام التي نعيشها، وسيموت كما ماتت أحلامنا".
المصدر:
خاص ـ السورية نت
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.