حراك روسي مكثف حيال سورية ومحللون يشككون في نجاحه
سبت 15 أغسطس / آب 2015
تتصدر روسيا مشهد الحراك السياسي حول الملف السوري مع تحركات مكوكية واتصالات ولقاءات يجريها مسؤولو موسكو مع الأطراف العربية والغربية والسورية بهدف بحث التوصل إلى حل، فيما يبدو ألا جديد قد طرأ حتى الآن، وهو ما دفع محللين للقول إن الجهود الروسية مضيعة للوقت على حساب السوريين.
ويعزو الخبير والمستشرق الروسي "ألكسندر شوميلين" دوافع التحرك الروسي حيال سورية إلى 3 أسباب، أولها الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع دول 5+1 (أمريكا، وبريطانيا، والصين، وروسيا، وفرنسا، إضافة إلى ألمانيا) في يوليو/ تموز الماضي. إذ تخشى روسيا على نفوذها في الشرق الأوسط والذي تمثل القضية السورية مكسباً لهذا النفوذ، فنجاح طهران في التوصل إلى الاتفاق المذكور يثير مخاوف موسكو من توصل طهران إلى توافق مع الغرب حيال سورية يجعل روسيا خارج اللعبة، وهو قد ما تسعى إليه إيران فيما لو رأت في ذلك مكسباً لها.
وبحسب "شوميلين" الذي صرح لوكالة الأناضول فإن التغيرات الحاصلة على مستوى المعارك في سورية تقدم قوات المعارضة على صالح قوات النظام، حرك الدبلوماسية الروسية، وقد يعزى ذلك إلى خشية موسكو من تطورات متلاحقة قد لا تكون في حسبانها. ناهيك عن أن موسكو قد لاحظت الانهيارات المتسارعة لقوات النظام على الرغم مما تقدمه من دعم.
وتحاول روسيا أن تظهر في صورة الدولة المنفتحة على كافة أطراف القضية السورية، بهدف تعزيز دورها كلاعب أساسي في الشأن السوري، فهي على تواصل مع نظام الأسد من جهة، ومن جهة أخرى تستقبل المعارضين السوريين على أراضيها. واستقبلت موسكو مؤخراً وفوداً من المعارضة كان من بينهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بالإضافة إلى الوفد المنبثق من "مؤتمر القاهرة 2" برئاسة هيثم مناع.
واللافت أن كلا الوفدين لمسا موقفين مغايرين من روسيا، فبينما أشار رئيس الائتلاف خالد خوجة إلى وجود تغيير في الموقف الروسي الذي لم يعد متمسكاً بنظام الأسد، خرج مناع ليقول إنه "لا جديد لدى موسكو، وهي تحافظ على التواصل مع المعارضة بحثاً عن وزن بدأت تفقده بالمنطقة".
ولعل السعي التركي لإقامة منطقة آمنة شمال سورية وسط تحليلات عن تأثير هذا التطور على سير القضية السورية، كان دافعاً آخر للتحرك الروسي المكثف حيال القضية السورية، فقبول تركيا في التعاون الفعلي مع التحالف الدولي – الذي ما تزال روسيا خارجه – لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية" يضعف من الدور الروسي في مكافحة الإرهاب في سورية من جهة، ومن جهة أخرى تزداد مخاوفها على حليفها الأسد من نتائج المنطقة الآمنة.
ويشكك محللون في أن تحدث التحركات الروسية الأخيرة تطوراً هاماً في القضية السورية لأسباب عدة، أهمها إصرار روسيا على المضي في سياسية إعادة تأهيل الأسد عبر طرحها إنشاء تحالف لمواجهة الإرهاب يضم تركيا، والسعودية، والأردن، إلى جانب نظام الأسد، وهو ما ترفضه أنقرة والرياض بالإضافة إلى المعارضة السورية.
وفي هذا السياق، يشير دبلوماسيون أوروبيون في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن المساعي الروسية لإحداث تقارب جدي بين السعودية وإيران من شأنه تسهيل المقاربات المشتركة لتبريد النزاعات في المنطقة وصولاً إلى إيجاد تسويات لها "ليس بالأمر القريب المنال" في الوقت الحاضر، ذلك أن طهران لم تغير من موقفها حيال الأسد، ويبدو أنها ليست بصدد قبول تغيرات سريعة على موقفها من القضية السورية.
وقد عكس وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" وجهة النظر هذه، حيث أكد أن طهران متمسكة ببقاء الأسد على رأس السلطة، ناهيك عن أن المبادرة المعدلة التي طرحتها تنص على في أحد بنودها على إقامة حكومة وحدة وطنية يكون للأسد حصة فيها، وهو ما يعني العودة إلى نقطة الصفر حيث ترفض المعارضة ودول إقليمية وغربية عدة وجود مستقبل للأسد في السلطة.
المصدر: 
السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top