معظم أحياء دمشق تقضي يومها بساعات قليلة من الكهرباء
سبت 15 أغسطس / آب 2015
روز الدمشقي - دمشق - خاص السورية نت
بلغت أزمة الكهرباء في مدينة دمشق منذ الشهر الفائت، أعلى مستوى لها منذ 2011، وعادت إلى صدارة هموم المواطن الدمشقي، الذي أصبح يترقب درجات الحرارة المتزايدة، والمنذرة بزيادة ساعات التقنين.
وحسب استطلاع لـ "السورية نت"، حول فترات وأوقات انقطاع التيار الكهربائي في بعض أحياء دمشق، بلغت ساعات التقنين بشكل وسطي في أحياء (الميدان، والزاهرة، والفحامة، وباب سريجة، وركن الدين، والمزة، والبرامكة، وكفر سوسة)، حوالي 16 ساعة خلال الـ 24 ساعة، في نظام تقنين يقوم على توفير الكهرباء لساعتين مقابل أربع ساعات بدونها.
وفي أحياء دمشق القديمة من الشاغور إلى باب توما والقيمرية وما حولها، تزداد ساعات الانقطاع ، لتصل إلى 18 ساعة باليوم، ودون أوقات تقنين محددة، بينما تعاني ضواحي العاصمة وضع الكهرباء الأسوأ، وتحديداً في قدسيا وصحنايا وجرمانا وما حولها، حيث ترتفع ساعات التقنين فيها إلى 20 ساعة على الأقل، تزيد أو تنقص، بنظام تقنين 8 ساعات بلا كهرباء مقابل ساعة واحدة.
وفي الوقت الذي تعاني فيه معظم أحياء دمشق من أزمة كهرباء خانقة، ما تزال حتى اليوم بعض الخطوط بعيدة عن انقطاع التيار، إلا في فترات تقنين لا تتعدى ثلاث ساعات، كأحياء أبو رمانة، المالكي، أجزاء من المهاجرين، والمنطقة المحيطة بمنزل رأس النظام "بشار الأسد"، إضافة لبعض الخطوط في مناطق مرتبطة إما بمشافي حكومية أو مؤسسات عسكرية وأفرع أمنية.
ويشتكي أهالي العاصمة من هذا التمييز الذي يقوم به "نظام الأسد" بين المناطق في مدينة واحدة، تتقاسم جميعها الظروف المعاشية التي فرضتها الحرب. وتقول ريم (طالبة جامعية) من سكان المزة جبل: "من غير العدل أن نرى أبنية جيراننا، وهم يتمتعون بالكهرباء24 ساعة، بالوقت الذي نعيش نحن في ظلام دامس".
وتتساءل:"إذا كانت مؤسسة الكهرباء تدعي أن انقطاع التيار الكهربائي أمر خارج عن سيطرتها، لماذا نرى خطوط مسؤولي النظام والوزراء والضباط لا تنقطع الا فترات قصيرة؟"، وتضيف: "لا نطالب أن يقطعوا الكهرباء عنهم، ولكن يقوموا بتوزيعها بشكل عادل، فبدلاً أن يتوافر التيار الكهربائي عندهم 24 ساعة، يمكنهم أن يوزعوا فترات التقنين بين الأحياء بشكل متساوي".
أما "سلمى" القاطنة بمحيط برج تالة بالمزة ترجع عدم انقطاع التيار الكهربائي في أبنيتهم، إلى كون خطهم يتبع لبنك الدم، والذي يحتاج إلى كهرباء على مدار اليوم، وهذا ما جعل بنائهم مميز عن غيره من الأبنية في المنطقة ذاتها.
من جانبها قالت "لمى" من قاطني حي أبو رمانة لـ"السورية نت": "ما يميز منطقتي أبو رمانة والمالكي، أنهما تجمعان عدداً من السفارات والقنصليات الأجنبية والعربية والدبلوماسية، إضافة إلى كونهما مسكناً للعديد من المسؤولين والوزراء، هذا ما جعل نظام الأسد يميزيها عن باقي الأحياء، حيث لا تقطع الكهرباء إلا ثلاث ساعات في اليوم".
وتضيف: "لو كان انقطاع الكهرباء في منطقتنا يخفف من ساعات التقنين بباقي المناطق، فليقطعوها، البلد بحالة حرب، ويمكننا أن نتحمل عدة ساعات من الانقطاع مقابل أن تتوفر لساعات إضافية لدى باقي المواطنين، ولكن هذا ما لا يريده نظام الأسد".
ويعتبر حيي أبو رمانة والمالكي من الأحياء الراقية في مدينة دمشق، ويقطنهما العديد من الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين، وهما الأكثر ترفاً في الكهرباء، حيث لا تكاد تتجاوز ساعات التقنين فيها الثلاث أو الأربع ساعات باليوم.
ويقول وائل أحد قاطني حي المهاجرين بدمشق: "حتى مع انقطاع الكهرباء يتعامل البعض بجبن وحسد، وينسون من يقوم بقطعها، ويشتمون من لم تنقطع عنه، فجبن حين يتحاشون صاحب القرار في قطعها، وحسد حين يريدون الشر الذي أصابهم أن يصيب كل الناس، رغم أن ذلك لا يحقق لهم أي منفعة".
ويتابع وائل في تصريح لـ"السورية نت": "القصة تكررت في كل نواحي حياتنا هذه الأيام، من طعام ومياه وغاز وكهرباء، ودائماً حين تعاني منطقة من نقص شيء، تخرج منها أصوات تشير إلى بقية المناطق التي لا تعاني، بتذمر ولوم وكأن هؤلاء لهم يد في ذلك النقص أو عدمه"، متسائلاً: "ألا يكفينا ما فينا من الفتن والفرقة"، حسب قوله.
ويرى سكان العاصمة أنه بعد استجابة عماد خميس وزير الكهرباء في حكومة نظام بشار الأسد لدعوة مجلس الشعب، والقاضية بعدالة توزيع التيار الكهربائي بين المحافظات، باتت دمشق تعيش في ظلام دامس، وبدلاً أن توزع ساعات الكهرباء الإضافية على الشعب بعدالة، وزعت على مسؤولي النظام ووزرائه، في تقنين يسعى لتفرقة الشعب حتى في فترات النور والظلام.
المصدر:
خاص - السورية نت
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.