img

مازال التخوف السوري من السياسة كما كان رغم حصوله على الحرية التي تفوق كل الثورات العربية ، ما السبب ؟
على مدى أكثر من أربعين عاماً كان التحدث عن السياسة غير سياسة البعث يعني بطاقة عبور لسجنٍ الداخلُ إليه مفقود والخارج منه مولود أو جوازُ سفرٍ لقبرٍ مجهول .
جعل ذالك من السوريين أبعد الناس عن السياسة أو محاولة لمعرفة ما يدور حولهم سياسياً ولو كان موضوع يمس قضيتهِم .
وفي ظل الثورة كان أغلب السوريين بعيدين كل البعد عن التكتلات السياسية والأحزاب إلا القليل الذي بات يزداد إبان الثورة .
حملتُ موضوع جنيف على عاتقي وسِرت به إلى عدة سوريين ، ما تعرفون عنه ؟ هل يمثلكم ؟.
ربما لن أصل لجميع الروئى لكن لطالما كان جواب الأغلبية // لا نعلم من أرسلهم أو أنتخبهم لكننا مع كل من يسعى لإنقاذنا وإيقاف نزيف دمائنا //.
رأي شخصي نابض عن معرفتي المحدودة من يعمل الآن كمعارضة سياسية للثورة هو من فرض نفسه جاهداً ليحقق طموحات أغلبية السوريين وليكون صوت السوري الحر حاضِراً في المحافل الدولية ، ولو لم نجد معارضة سياسية لما كان لدينا صوت يصدح من العقول المخضرمة في السياسة ولما وصل صوتنا للعالم .
هذا من جهة التخوف السوري سواء من تكريس النظام وتغلغله في العقول بأن السياسة خط أحمر يُرسم بدم من يتخطاه ، أو تخوفاً من التكتلات السياسية التي يخفى مؤسسها وغايتها بالنسبة للعوام .
ومن جهة أخرى يصدح صوت سوري كيف تريدني الوثوق بمن لم أعرفه وجاء الآن يمثلني !!
ولكنني بكل الأحوال لا آبه لما يُطهى في مطابخ العالم ولم أعتاد دخول السياسة ولا يهمني نوع الطبخ أريد الغذاء كي أبقى على قيد الحياة
لكن الأمر فُرض علينا ولم نختاره كما الجناح السياسي للثورة السورية يرتكب الأخطاء نعم ولكن هل هناك أحد معصوم !
وما واجبنا إتهامه بالخيانة والسرقة ! هذا يعني انجرارنا لوادي الهلاك عندما نجد البديل الافضل والمناسب لا مشكلة عندما إتهامنا يكون نقد بناء لا مشكلة وعندما يصبح نقد يزيد الداء عناء ولا منه فائدة سيزيد البلاء ومؤثراته ليست جانبية بل في صميم المشكلة فالإعتراف الدولي سيتقلص وشرعية النظام تتمدد فلا نكون إلا وضعنا فوق الزيتِ ماء.
السياسة هي الجناح الأقوى للمعارضة وتزيد عن الجناح العسكري أهمية والثورة هي حركة سياسية والسياسيين هم لسان كل شخص سوري في المحافل الدولية أيها القارء العزيز إن كنت أخرس أو لاتجيد الكلام وتتعرض للقصف والتهجير والإعتقال ومعاملة تجار البشر في السفر ، كيف سيعلم من حولك ما دار في ذهنك لولا لسانك !! فارجو أن لو أردتم النقد أن يكون غاية لمساندة الثورة ولا وسيلة لوقت مستقطع آخر وتخوين الجميع سيسقط القاعدة العامة وها هي الثورة في عامها الخامس ومازلنا نضع اللوم على الإئتلاف أو غيره من الفصائل العسكرية .
المركز الصحفي  السوري – محمد عبدالباسط الخطيب

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top