عقب يومين فقط من خطاب رئيس النظام السوري بشار الأسد أمام مؤيديه في العاصمة السورية دمشق، وتأكيده على اقتصار الدعم الإيراني لقواته على «االلوجستي»، وعدم مشاركة القوات الإيرانية في الأعمال العسكرية على جبهات القتال، وجهت قوات الحرس الثوري الإيراني أمس، تكذيبا علنيا لما ورد في الخطاب، ونعـت اثنـين من مقاتـليها قتـلوا على يد تنظيم الـدولة الإسـلامية في مديـنة تـدمر وسـط سـوريا.
وتحدثت تقارير إعلامية باللغة الفارسية أول من أمس عن مقتل الأخوين ﻣﺼﻄفى وﻣﺠﺘبيﯽبختي» القناصين ضمن قوات الحرس الثوري الإيراني، في معارك مدينة تدمر بريف محافظة حمص. وتؤكد مصادر مطلعة على الدور البارز للقوات الإيرانية في معظم جبهات سوريا، التي تبلغ قرابة 340 جبهة على امتداد الرقعة السورية، ولكن اللافت أعداد القتلى الإيرانيين الذين تنعيهم حكومة طهران بين كل وقت وحين، ويتم تشيعهم بحضور رسمي، من المقاتلين التابعين للواء «فاطميون»، و»لواء «زينبيون» الذي يضم الميليشيات الشـيعية من الأفغان والباكستانيين لدى إيران، و»فيلق القدس» وقوات «الباسيج»، وغيرها من القوات التابعة للحرس الثوري الإيـراني. وكانت حكومة طهران قد نعت في حزيران/يونيو الماضي، أعلى رتبة في قوات الحرس الثوري الإيراني (هادي كجباف) وهو ضابط برتبة عميد في الحرس قتل قرب بلدة بصرى الحرير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر إلى الجنوب من دمشق، وقالت وكالة «فارس» الرسمية للأنباء إن ثلاثة إيرانيين آخرين قتلوا مع كجباف بينهم رجل دين شيعي، بينما نعت هيئة الدفاع الباكستانية ولواء «زينبيون» للاجئين الباكستانيين في إيران، مقتل أربعة عناصر من مقاتليها، في 26 حزيران/يونيو الماضي، وهم محمد حميدي وحسن غفاري وعلي أمرائي المعروف بحسين ذاكري، بالإضافة خمسة مقاتلين من لواء «فاطميون» الذي يضم المهاجرين الأفغان. وأشارت تقارير إعلامية باللغة الفارسية إلى حضور شخصيات حكومية بارزة في تشييع القتلى الباكستانيين، منهم نائب رئيس مجلس الخبراء آية الله هاشمي شاهرودي بحسب المصدر. ودفنت الجثث في القطعة 31 المخصصة للمهاجرين الباكستانيين لدى إيران، ضمن مقبرة «جنة المعصومة» في مدينة قم الإيرانية. وشيعت القوات نفسها قبل نهاية نيسان/أبريل الماضي أحد قياديي قوات التعبئة المعروفة «الباسيج»، محسـن كمال. وحضر مراسم العزاء آنذاك ممثل مستشار رأس هرم النظام السياسي للدولة الإيرانية مستشار المرشد الأعلى في الحرس الثوري الإيراني الذي زار منزل القتيل، بالإضافة إلى حضور رسمي من المحاربين القدماء، وقيادات عسكرية من الحـرس الثـوري الإيراني. وذكرت مصادر إيرانية أن مقاتليها قتلوا أثناء معارك «الدفاع المقدس» وهي ذريعة يتخذها النظامان السوري والإيراني لتعبئة اللاجئين الشيعة لدى إيران، وتحشيدهم بشكل طائفي، وتجنديهم ضمن فيالق وألوية، وإيهامهم بأنها حرب للدفاع عن المراقد، واستهلاكهم للقتال بالنيابة عن قوات النظام السوري، في الحرب التي يشنها بشار الأسد على الشعب السوري. وأشار المصدر إلى وصول جثث 65 عنصرا من قتلى الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية والباكستانية الذين سقطوا أثناء معارك بصرى الحرير واللجاة، خلال الفترات الماضية. قائمة طويلة للقتلى الإيرانيين أعلنت عنها مؤخرا وكالة «إرنا» الرسمية في طهران، وتضم قرابة 400 مقاتل إيراني وأفغاني قضوا في سوريا منذ اندلاع الحرب فيها، حيث تأخذ محافظة خراسان شمال شرقي إيران الصدارة بأعداد القتلى بين شبانها ويبلغ عددهم 79 قتيلا أغلبهم من اللاجئين الأفغان من سكان مدينة مشهد، المتطوعين ضمن «لواء فاطميون».
«القدس العربي» هبة محمد
|
الصفحة الرئيسية
»
مواقـع
» الحرس الثوري الإيراني يكذب ما جاء في خطاب الأسد الأخير وينعي مقاتلين إيرانيين شقيقين قتلا في تدمر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.