img
قال التلفزيون السوري السبت إن الرئيس بشار الأسد أصدر مرسوما تشريعيا يقضي بمنح “عفو عام عن جرائم الفرار الداخلي والخارجي والجرائم المنصوص عليها في قانون خدمة العلم”.
وقال المرسوم “أصدر الرئيس بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم 32 لعام 2015 القاضي بمنح عفو عام عن جرائم الفرار الداخلي والخارجي والجرائم المنصوص عليها في قانون خدمة العلم المرتكبة قبل 25-7-2015″.
ويتعرض الجيش السوري -وهو من بين أكبر الجيوش في المنطقة- لارهاق بالغ نتيجة المعارك التي يخوضها منذ أربع سنوات على عدة جبهات رئيسية ضد إسلاميين متشددين وجهاديين استولوا على مساحات كبيرة من أراضي البلاد.
وفر كثير من الشبان من سوريا أو وجدوا سبلا لتجنب التجنيد الإجباري.
ويرى مراقبون أن هذا القرار موجه بالأساس إلى الموالين للأسد خاصة من الطائفة العلوية التي شهدت غضبا كبيرا من سياسة التجنيد الإجباري التي راح ضحيتها العديد من الشبان العلويين.
وأكد هؤلاء أن الأسد يريد احتواء الغضب العلوي بالعفو عن جرائم الفرار من الخدمة العسكرية، في ظل شعوره ببداية خسارة أقرب الموالين له.
وخرج العديد من الموالين للأسد في وقت سابق في تظاهرات احتجاجية تنديدا بدفع ابنائهم إلى الموت قسرا على الرغم من مساندتهم للنظام.
واضطر العديد من الشبان الى الفرار خوفا من الوقوع في قبضة قوات الأسد واخضاعهم للتجنيد الإجباري.
ويرى متابعون أنه مع تتالي العزائم العسكرية للنظام لا يريد الأسد خسارة ولاء أقرب الموالين له، خاصة أن اغلب المناطق السنية خرجت من سيطرته.
واضطر الجيش في الشهور القليلة الماضية إلى الانسحاب من أجزاء كبيرة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا في مواجهة هجوم تحالف ألوية إسلامية ولم يتمكن من الدفاع عن مدينة تدمر الأثرية بوسط البلاد عندما اجتاحها مقاتلو التنظيم المتشدد.
وتعرض نظام الأسد الى خسائر كبيرة. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قتل اكثر من ثمانين الف عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم 47 الف عسكري، في النزاع الذي ادى الى مقتل اكثر من 220 الف شخص.
وأشارت تقارير أخبارية أجنبية إلى أن 686 عسكريا من قرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، في محافظة اللاذقية، هربوا من الجيش خلال ستة أشهر الأولى من العام 2015، وأغلبهم ضباط وقادة كبار.
ويقول بعض الدبلوماسيين إن الجيش يركز الآن على الدفاع عن مناطق استراتيجية مثل دمشق وحمص ومناطق ساحلية لا تزال معاقل للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
وسبق أن حاولت الحكومة شراء ولاء الجنود بصرف مكافأة شهرية مقدارها عشرة الاف ليرة سورية (37 دولارا) للجنود الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية.
ولا تبدو نهاية في الأفق للحرب فبرز النقص في عدد أفراد الجيش السوري في الشهور القليلة الماضية بسبب الاعتماد المتزايد على التجنيد في جماعات موالية بمحافظات تحت سيطرة الدولة إذ يجني المتطوعون ربحا وفيرا.
وقامت جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية بدور أبرز في قتال المتشددين السوريين خلال الأسابيع القليلة الماضية في المعركة على القلمون ومدينة الزبداني القريبة التي تقع في منطقة جبلية على الحدود مع لبنان وقرب العاصمة السورية.

ميدل ايست أونلاين

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top