من داخل مخيم اليرموك المحاصر - أرشف
الخميس 30 يوليو / تموز 2015
تصاعدت في جنوب دمشق مؤخراً الأمراض الفصلية وعلى رأسها الحمى بأنواعها وخاصة "الحمى التيفية" المعروفة "بالتيفوئيد". وقال الطبيب المختص في مخيم اليرموك "عبد الرحمن" إنهم وثقوا مئات الحالات خلال الشهر الجاري لأنواع مختلفة من الحالات وبالتحديد الحمى التيفية والمالطية.
كما أصدرت الهيئة الطبية العامة في جنوب دمشق بيان استغاثة قبل نحو أسبوع حذرت من خلاله من تصاعد هذه الأمراض. ووثقت الهيئة في بيانها 5844 حالة حمى خلال شهر يوليو/ تموز من العام الجاري منها 938 حالة حمى تيفية.
ووصفت "الهيئة" هذا التصاعد بـ"المقلق والمخيف" مقارنة بالشهور السابقة، وحمل البيان المسؤولية الأولى في ذلك على الحصار الذي تفرضه قوات النظام على جنوب العاصمة ومنع دخول الأدوية اللازمة للمنطقة.
وأضاف الطبيب عبد الرحمن من ريف دمشق أن" السبب الرئيس في ذلك يعود إلى المياه المستخدمة من قبل المحاصرين وعدم الاعتناء بالنظافة العامة وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى شبه انعدام المضادات الحيوية المناسبة بسبب الحصار المفروض على مخيم اليرموك ومناطق جنوب العاصمة، هذه الأسباب مجتمعة تأتي في مقدمة الأسباب التي أدت إلى تفاقم هذه الأمراض.
وشهد مخيم اليرموك خلال الفترة الماضية تصاعد حالة "اليرقان" لدى جزء كبير من المحاصرين، فيما انخفض مؤخراً بشكل ملحوظ، وذلك يعود إلى توفر المواد الغذائية والسكريات التي كان نقصها هو العامل الأكبر المسبب لليرقان.
وذكر الطبيب عبد الرحمن أن حوالي 35 بالمئة من المحاصرين في مخيم اليرموك أصيبوا بالحمى بأنواعها خلال الشهرين الماضيين وخاصة لدى الأطفال، فيما انخفضت النسبة بشكل جزئي في أوساط البالغين، محذراً في الوقت نفسه من تفاقم هذه الأمراض ووصولها إلى معدلات وبائية تهدد حياة المئات من المحاصرين، كما طالب الأمم المتحدة و"منظمة التحرير الفلسطينية" بالإسراع بإدخال العقاقير الطبية والمضادات الحيوية إلى مخيم اليرموك للحيلولة دون تفاقم هذه الأمراض.
يذكر أن مخيم اليرموك يشهد انقطاعاً في المياه تفرضه قوات النظام منذ نحو سنة، كما أن المناطق المحيطة بالمخيم مثل الحجر الأسود وحي التضامن تعيش ذات الحالة الإنسانية، حيث يلجأ المحاصرون إلى استخدام مياه الآبار كبديل عن مياه الشرب.
ومما زاد الطين بلة في تدهور الحالة الإنسانية، حسب مراقبين، هو هروب الكادر الطبي من مخيم اليرموك والمتمثل بـالهيئة الطبية العامة في جنوب دمشق باتجاه البلدات المجاورة التي تعيش حالة مصالحة مع قوات النظام، وذلك منذ الشهر الرابع بعد اقتحام تنظيم "الدولة الإسلامية" للمخيم. فيما لم يتبقَّ في المخيم إلا بضعة أطباء (أقل من 5) وعدد من الممرضين والمتدربين يديرون 3 مراكز طبية في المخيم، كما يفتقر مخيم اليرموك للمعدات والأدوية الطبية.
ويقول الطبيب عبد الرحمن إن جميع العقاقير والأدوية التي تدخل إلى جنوب دمشق تذهب إلى "الهيئة الطبية العامة" التي تتموضع مراكزها في بلدات المصالحة، مؤكداً أن جزءاً كبيراً من أبناء المخيم لايستطيعون الذهاب إلى تلك البلدات للحصول على العلاج وذلك "لأسباب تخصهم"، حسب وصفه.
وفي سياق متصل قال مدير الدائرة السياسية لمنظمة "التحرير الفلسطينية" في دمشق السفير أنور عبد الهادي إن حكومة النظام وافقت على دفن من يتوفون خارج مخيم اليرموك من سكانه النازحين في مقبرة مخيم اليرموك، وقال إن قرارها جاء لتخفيف "معاناة شعبنا النازح من مخيم اليرموك."
وتحاصر مخيم اليرموك جنوب دمشق قوات النظام ومقاتلين من فصائل فلسطينية موالية للنظام وخاصة الجبهة "الشعبية القيادة العامة"، وتحظر دخول وخروج الأشخاص والمساعدات الإنسانية والحياتية اليومية إلا بصعوبة كبيرة، فيما يعاني نحو 20 ألفاً ممن رفضوا الخروج من المخيم من ظروف معيشية غاية في السوء.
المصدر:
اقتصاد - السورية نت
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.