السعودية.. توصية للملك لرفض رغبة روسية في عقد اجتماع طارئ بشأن سوريا

كشفت مجمل الوثائق الرسمية المسربة التي اطلعت عليها "زمان الوصل" حتى الآن، أن موقف الرياض الداعم للثورة السورية بقيادة الأمير سعود الفيصل كان "صلبا"، حتى أكثر مما يذاع عنه في الإعلام.

ومن جملة هذه الوثائق توصية أصدرها وزير الخارجية "سعود الفيصل" يقترح فيها على ملك بلاده (الملك عبدالله حينها) بأن يرفض "رغبة" روسيا في عقد اجتماع طارئ بين الدول الخليجية وروسيا.

الوثيقة الموسومة بـ"سري وعاجل جدا ويسلم حالا"، قالت إن وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" يرغب في عقد اجتماع طارئ للحوار الاستراتيجي الخليجي الروسي (على مستوى وزراء الخارجية)، في موسكو خلال الفترة من 22-23 فبراير 2012؛ لبحث الوضع في سوريا، وفي حال عدم إمكانية عقده في موسكو فإن "لافروف" على استعداد لحضور هذا الاجتماع في الرياض.

ورغم رغبة روسيا –كدولة عظمى-، و"التنازل" الذي قدمه "لافروف" بقبول الحضور إلى الرياض إن تعذر عقد الاجتماع في موسكو، فإن "الفيصل" اقترح على الملك "الاعتذار عن عقد هذا الاجتماع؛ نظر لموقف روسيا في مجلس الأمن واستخدامها حق الفيتو بشأن القرار الخاص بسوريا".

بل إن "الفيصل" تكفل بإبلاغ قرار الرفض -في حال صدروه- إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حتى تبلغه إلى دول مجلس التعاون، الذي تشكل السعودية مركز ثقله، واللاعب الأبرز في صوغ توجهاته وقراراته.

وتنضم هذه الوثيقة إلى جملة وثائق أخرى؛ معطية انطباعا واضحا عن مدى اهتمام "سعود الفيصل" شخصيا بالمسألة السورية، وتوجيهه دفة السياسة السعودية نحو القطيعة مع نظام بشار الأسد وتقليص حجم التعاون مع داعميه من الدول، إلى درجة يمكن اعتبار "الفيصل" رجلا من رجال الدبلوماسية السورية؛ لكثرة ما صدر عنه من مواقف في هذا الشأن.

المصدر . زمان الوصل