يلعب اللواء علي مملوك دور اليد الطليقة للنظام السوري، المقيد
بالعقوبات الأمريكية والأوروبية، فرغم حظر السفر على عدد من المسؤولين
السوريين، يُعتقد أن مملوك اجتمع مع عدد من مسؤولي دول تفرض عليه عقوبات،
من بينهم الأمريكيون أنفسهم.
علي مملوك من مواليد دمشق عام 1946، وشغل منصب رئيس فرع أمن الدولة، قبل
تبوئه قيادة الأمن القومي خلفًا لهشام بختيار، الذي قتل في تفجير دمشق عام
2012، وهو ينحدر من منطقة لواء اسكندرون.
رغم النفي الأمريكي.. حوار متأصل
ونفت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء 29 من آب، التقارير التي تفيد
بقيام مسؤولين أمريكيين بزيارة دمشق، في حزيران الماضي، للقاء مسؤوليين
سوريين على لسان المتحدثة باسمها، هيذر ناروت، التي قالت، “لا يعبر
(التقرير) عن أي حقيقة نعلمها بالتأكيد (…) اطلعنا على التقرير، لا يعبر
عما تتبعه الحكومة الأمريكية في هذه المرحلة. لست على علم بأي اجتماع مثل
هذا”.
وكانت جريدة “الأخبار” اللبنانية أوردت، الثلاثاء 28 من آب، أن وفدًا
أمريكيًا يضم مسؤولين في مجال الأمن والمخابرات عقد اجتماعًا لمدة أربع
ساعات، في تموز الماضي، مع رئيس مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك بالقرب
من مطار العاصمة دمشق الدولي.
ونقلت “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين، طلبا عدم الكشف عن اسميهما، قولهما
إنه يوجد “حوار متأصل مع أعضاء من نظام الأسد”، بشأن طرد تنظيم “الدولة
الإسلامية” من سوريا، واستخدام دمشق للأسلحة الكيماوية ومخزونها من تلك
الأسلحة، بما في ذلك الكلور، وكذلك مصير الصحفي أوستين تايس الذي يعتقد
المسؤولون أنه محتجز لدى دمشق أو حلفائها”.
قضية أوستن تايس
وفي حزيران 2017، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرًا يتحدث
عن تواصل سري جرى بين رئيسي المخابرات الأمريكية (CIA)، ومكتب “الأمن
القومي السوري”، بغية تحرير الصحفي الأمريكي.
وذكرت الصحيفة، أن الإدارة الأمريكية الجديدة، سعت منذ أيامها الأولى
لبحث طرق من شأنها تحرير الصحفي، الذي كان ضابطًا سابقًا في قوات البحرية
(مارينز) في ولاية تكساس، مشيرةً إلى أن قضيته أحبطت المحققين
والدبلوماسيين، كونه اختفى فجأة وهو في أثناء مهمة منذ خمس سنوات، وفق
ترجمة عنب بلدي.
ووفقًا للصحيفة، تواصل رئيس “CIA” آنذاك (وزير الخارجية حاليًا)، مايك
بومبيو، مع رئيس مكتب “الأمن القومي السوري”، علي مملوك، في شباط 2017،
بهدف بحث طريقة لتحرير تايس، منوهةً إلى أن الاتصال الهاتفي، كان الأعلى
على مستوى الحكومتين منذ سنوات.
زيارات تحت الطاولة
وفي الوقت الذي تنفي به واشنطن زيارة المسؤولين لدمشق، يبقى علي مملوك
العنوان الأبرز لزيارات من تحت الطاولة لدول حليفة وأخرى أوروبية، وكانت
بداية الزيارات من موسكو، ومن أشهرها إلى إيطاليا والسعودية، ما سبب حرجًا
لتلك الدول بسبب العقوبات المفروضة على مملوك والدعاوى القضائية.
زيارة العاصمة الروسية موسكو، في أيلول 2015، كانت من أولى جولاته،
وصرحت بها آنذاك مصادر أمنية روسية لوكالة “نوفوستي”، وتزامنت الزيارة مع
الحراك السياسي ومساعي الأمم المتحدة إلى استئناف محادثات جنيف بين الأطراف
السورية لوضع حد للنزاع السوري.
كما زار مملوك الأردن، في زيارة غير معلنة، في كانون الأول 2015، التقى
خلالها بمسؤوليين أمنيين أردنيين، قالت وسائل إعلام، من بينها وكالة “آكي”
الإيطالية، إن رئيس مكتب الأمن القومي السوري زود الأردن بقائمة بفصائل
المعارضة المسلحة التي ترغب دمشق في إدراجها بـ “قوائم الإرهاب”، والتي كلف
مؤتمر “فيينا” الأردن بتحضيرها لتصنيف المجموعات السورية المعارضة.
وكشفت صحيفة “الحياة” اللندنية عن لقاء جمع علي مملوك مع وزير الدفاع
السعودي آنذاك، محمد بن سلمان، إذ جرى حول مبادرة السعودية “لإجراء
انتخابات رئاسية سورية بإشراف دولي”.
واستضاف مسؤولون سعوديون اللواء مملوك في جدة، في السابع من تموز من عام 2015، ورتب لعقده بوساطة روسية، وفق ما قالت الصحيفة.
ولم تقف زيارة علي مملوك عند حد الزيارات السرية غير المعلنة، عندما
التقى بنائب رئيس جهاز الأمن القومي في مصار اللواء خالد فوزي، في تشرين
الأول من عام 2016، إذ كانت الزيارة تلبية لدعوة من الجانب المصري، وما
تخللها من اتفاق بين الجانبين على “تنسيق المواقف سياسيًا بين سوريا ومصر،
وتعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان”.
معاقب أوروبيًا
مدير أمن الدولة السابق ورئيس مكتب الأمن القومي الحالي، فرض عليه
الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية، في أيار 2011، بسبب تورطه بأعمال العنف
ضد المتظاهرين السلميين الذين خرجوا ضد النظام السوري في آذار من نفس
العام.
وبموجب تلك العقوبات، يمنع على دول الاتحاد الأوربي التعامل مع مملوك
والسماح له بدخول أراضيها، ولكن وعلى الرغم من ذلك زار إيطاليا والتقى مع
نظيره الإيطالي، ألبرتو مانينتي، في آذار الماضي، فيما يعد خرقًا لتلك
العقوبات.
وعلى اختلاف مضامين تلك الزيارات واللقاءات السرية والقضايا المناقشة
فيها، يبقى مملوك، أحد أكبر أركان النظام السوري، بعيدًا في تحركاته عن
وسائل الإعلام وعدسات الكاميرات.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.