كشفت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية، يوم الأحد، أسباب شروع "نظام
الأسد" في في تحديث سجلات بعض عشرات الآلاف الذين اختفوا داخل سجنه.
وقالت
الصحيفة في تقريرٍ مطول على موقعها الإلكتروني: "إن تحديث السجلات يمثل
أول اعتراف ضمني بأن الكثيرين منهم ماتوا في حجز الحكومة السورية".
ونقلت
عن المواطنة السورية هبة الدباس، التي توفي شقيقها في أحد سجون النظام،
تساؤلها عن سبب قرار "نظام الأسد" الآن، بعد مرور عدة سنوات بالبدء في
إصدار شهادات الوفاة.
وأضافت: "كان المعتقلون أكبر مشكلة عالقة بين النظام والمعارضة. من خلال الكشف عن مصائرهم الآن، قتلت الحكومة الثورة أخيرًا، وفتحت الباب أمام حل سياسي".
وتابعت
الصحيفة: "يعتقد الخبراء أن القرار يشير إلى ثقة متزايدة لدى الحكومة،
بعدما تمكنت في الأشهر الأخيرة من استعادة مساحات شاسعة من الأراضي
الاستراتيجية حول العاصمة وفي الجنوب".
ومضت تقول: "تعد قضية السجناء
السياسيين أكثر قضايا الحرب الشائكة حساسية، وكانت نقطة الخلاف الرئيسة في
محادثات السلام- سواء التي رعتها الأمم المتحدة في جنيف أو تلك التي
انعقدت في أستانا برعاية روسية- تركية- إيرانية".
ونوهت "ديلي تلجراف" إلى أن هذه المسألة كانت أحد المطالب الأساسية للمعارضة؛ لكن النظام رفضها مرارًا وتكرارًا.
ونقلت عن "كريستيان بنديكت"، مدير الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، قوله للصحيفة "هناك الكثير من التكهنات بأن النظام وحليفته روسيا تتطلعان إلى وضع نهاية لقضية المعتقلين وإخراج هذا الملف من الأجندة السياسية، سواء في أستانا أو جنيف".
وأضافت:
"بنديكت" بقوله "إنها قضية لا يحبونها حقًا، وهم بالتأكيد لا يريدون
المطالبة بمفتشي السجون المستقلين ممن لديهم إمكانية الوصول إلى مرافق
الاحتجاز؛ حيث إنها تفتح الطريق أمام أكبر قدر من المتاعب للنظام في ظل
ظروف رهيبة".
وفي ذات السياق، رأى حسن حسن، زميل بارز في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، أنها خطوة محسوبة أكثر من كونها نوبة ضمير مفاجئ.
وأردف "حسن"، بقوله: "هذا منطقي في هذه الأيام بعد أن أمّن النظام معظم الجنوب. يستعد النظام لفترة ما بعد الحرب من خلال شرعية جديدة ، وقد يكون هذا جزءًا من ذلك".
ولفت
إلى أن روسيا كانت ستضغط على نظام الأسد لإغلاق هذه القضية، وهي الخطوة
الأولى نحو المصالحة المحتملة، وهي النهاية التي تتوق إليها موسكو للحرب.
يشار إلى أن النظام
السوري بدأ خلال الأسبوعين الماضيين بالكشف عن أسماء معتقلين لديه قضوا
تحت التعذيب، إلا أنه عمد إلى تسجيلهم متوفين في دوائر النفوس، ووصل قُرابة
الـ 3 آلاف اسم إلى مدن "داريا" و"المعضمية" بريف دمشق و"الحسكة" و"حمص"
و"حماة" و"حلب".
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.