دعا المحامي والكاتب السويدي روشان ياغيت، مجلس الأمن للوقوف ضد العدوان التركي على عفرين، وقال “لقد آن الأوان لنعيد للأكراد المعروف الذي قدموه للعالم”.
وجاء ذلك في مقال كتبه المحامي روشان ياغيت بصحيفة ETC، حول العدوان الذي تشنه تركيا على مقاطعة عفرين وارتكاب المجازر بحق المدنيين والأطفال.
وأشار ياغيت، في بداية مقاله إلى أن تركيا بدأت عدوانها على منطقة عفرين التي نجت من أهوال الأزمة السورية وأصبحت ملجأ لآلاف النازحين من المدن السورية، وكتب “هذه المنطقة نجت حتى وقت قريب من أهوال الحرب الأهلية السورية وسعى العديد من المشردين داخلياً من حلب وأجزاء أخرى من سوريا إلى جعلها ملجأ لهم. يسكن المنطقة الأكراد والعرب والأرمن والإيزيديين والعلويين الذين تمكنوا في ظل الحرب الأهلية من العيش معاً”.
ولفت الكاتب أن الشمال السوري ومن ضمنه مقاطعة عفرين أحرز تقدماً في مجال المساواة بين الرجل والمرأة، قائلاً “وقد أحرزت المنطقة الكرية تقدماً هاماً في مجال المساواة بين الجنسين، حيث تشارك المرأة اليوم على نطاق واسع في الحكم الذاتي المحلي وتتعاون مع مجتمعاتها المحلية، ويهدد الغزو التركي هذا التطور، وحتى الآن، قتل ما لا يقل عن 32 مدنياً جراء الهجمات التركية”.
ويقول الكاتب في مقاله إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدّعي “أن الغزو يتعلق بالإرهاب وأنه ضروري لأمن تركيا، ولكن ينبغي للمرء أن يدعو الأشياء بمسمياتها، فالغزو ليس بسبب الإرهاب ولا الأمن، إنه هجوم موجه ضد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، حيث أن لوحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة دوراً حاسماً في مكافحة داعش، والحركة الكردية أيضاً حليفة مقربة إلى الولايات المتحدة، إنهم ليسوا إرهابيين، بل هم أبطال”.
العدوان التركي ليس ضد الإرهاب كما تزعم
وبحسب الكاتب، “لم يسبق الغزو أي استفزازات من قبل وحدات حماية الشعب التي لم تشكل أي تهديد لتركيا، كما أنه لا يمكن اعتبار الهجمات واسعة النطاق على قرى عفرين ومدنها على أنها ضد الإرهاب، بالإضافة إلى ذلك، عفرين جزء من سوريا، وبالتالي الغزو ينطوي على انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة بالتعدي على السيادة، إن هجوم تركيا على القرى والمدن يظهر أيضا عدم الاكتراث بحياة السكان المدنيين وأمنهم، مما يشكل انتهاكا لاتفاقيات جنيف والقوانين الإنسانية للحرب”.
وأوضح الكاتب ياغيت، أن مهمة مجلس الأمن الدولي تتمثل بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين، ولكن على الرغم من الاجتماع الاستثنائي على الحالة السورية، لم يتمكن مجلس الأمن حتى من إدانة غزو عفرين، وهذا يقوض شرعية مجلس الأمن عندما يتعذر عليه الوفاء بمهمته الأساسية.
على مجلس الأمن العمل لوقوف العدوان، وعلى السويديين قطع السلع التركية
ودعا ياغيت، السويد إلى استخدام نفوذها في مجلس الأمن من أجل وقف العدوان التركي على عفرين، وكتبت ”ينبغي أن تستخدم السويد نفوذها في مجلس الأمن الدولي للعمل من أجل وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات البرية التركية من عفرين وإذا لم تنفذ تركيا هذه المطالب، ينبغي على السويد أن تتجه نحو الخطوة الثانية وهي فرض عقوبات صارمة، وعلاوة على ذلك، ينبغي على السويد أن تعمل جاهدة كي يصدر مجلس الأمن تعليمات إلى المحكمة الدولية في لاهاي للتحقيق في مدى توافق الغزو مع القانون الدولي”.
وأضاف ياغيت، “وتحسباً للعمل الذي تقوم به الأمم المتحدة ودولها الأعضاء، ندعو الشعب السويدي إلى مقاطعة السلع التركية ورحلات العطلات، لأن ذلك سيؤثر على اقتصاد تركيا، وبالتالي سيكون إشارة واضحة لتركيا لإطلاق سراح السجناء السياسيين، والعودة إلى إرساء الديمقراطية واستئناف عملية السلام مع أكراد البلاد”.
وفي نهاية مقاله قال المحامي والكتاب السويدي، روشان ياغيت، “من خلال التضحيات الكبيرة، دحر الأكراد داعش التي شكلت تهديداً للبشرية جمعاء. لقد آن الأوان لأن نعيد للأكراد المعروف الذي قدموه لنا، هذه هي مسؤوليتنا الاجتماعية”.
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.