لم يمضِ يوم واحد على احتجاجات أصحاب الأكشاك في طرطوس، حتى استجاب لها المحافظ، وأذعن مجلس المدينة بدوره للتعليمات التي تنص على تخفيض الضرائب المفروضة على إشغالات الأرصفة بالأكشاك التجارية.
وشهد يوم الأحد الماضي، 21 كانون الثاني، احتجاجات لأصحاب الأكشاك أمام مبنى محافظة طرطوس نتيجة تطبيق قرار زيادة رسوم إشغال الأملاك العامة على أكشاكهم التي بنوها بموجب عقود إشغال على حسابهم الخاص.
ونتيجة لذلك أصدر محافظ طرطوس، صفوان أبو سعدى، توجيهات لمجلس المدينة بإعادة النظر بالضرائب والرسوم المفروضة من قبل المجلس على شاغلي الأكشاك ضمن المدينة وتخفيضها للحد الأدنى.
وأعادت سرعة استجابة المحافظ للمطالب الحديث عن العلاقة الإشكالية التي تجمع أبو سعدى بمجلس مدينة طرطوس الذي أصدر القرار نهاية العام الماضي ليدخل حيّز التنفيذ بداية العام الجاري.
وتعود خلافات أبو سعدى مع مجلس المدينة إلى صيف العام 2016 حين انهال عليه المحافظ بسيل من الانتقادات اللاذعة نتيجة التساهل مع موضوع العقارات المخالفة، إذ دعاهم حينها إلى “مخافة الله”، واتهمهم بمحاولة إقامة “مخيم يرموك ثان” على خاصرة طرطوس، في إشارة إلى انتشار العشوائيات والمخالفات.
وكان أبو سعدى وصل نهاية عام 2014 إلى طرطوس محافظًا جديدًا محملًا بعشرات المشاريع الإنمائية التي لم يتمكن من تحويل أغلبها إلى واقع.
وبعد نحو عام من تعيينه، أثار المحافظ ما قالت وسائل إعلام موالية للنظام إنه “بلبلة” عقب إزالة عشرات “الشاليهات” المخالفة في منتجع “الرمال الذهبية”، تعود ملكيتها إلى أمنيين ومسؤولين في النظام، كما تسبب من بإعفاء عدد من الموظفين والمسؤولين المشتبه في تغطيتهم المخالفات المزالة.
وإثر ذلك أصبح صفوان أبو سعدى “روبن هود” طرطوس في عيون الطبقة الوسطى، كونه “يحارب فساد المسؤولين” ويدافع عن حقوق الفقراء، ويظهر فجأة في المخابز ومحطات الوقود للتأكد من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
مشروع أبو سعدى تغير بين عام 2013، حين كان محافظًا لإدلب، وعام 2014 حين أصبح محافظًا لطرطوس، فبينما كان ينادي بـ “درء الظلم الوطني عن إدلب”، تحول في طرطوس إلى محاولات “محاربة الفساد”.
وقبل طرطوس وإدلب، شغل منصب رئيس مجلس مدينة السويداء، مسقط رأسه، في الفترة بين عامي 2003، و2010.
ويشار إلى المحافظ أنه بدأ عمله في المجال الخدمي في سن مبكرة، كونه من مواليد عام 1972، كما لم يعمل مطولًا في المجال الحقوقي، بعد أن تخرج من كلية الحقوق في جامعة دمشق.
ويعتبر أبو سعدى نفسه أنه تمكن من “تجنيب محافظة طرطوس الكثير من محاولات العبث بأمنها من قبل الإرهابيين”.
كما يحاول أن يستغل مناسبات عدة لمدح “التدخل الروسي في سوريا”، معتبرًا أن روسيا هي “الراعية لسيادة القانون الدولي، والدولة التي تدافع عن الحق وعن سيادة الدول وشعوبها، ضد غطرسة القطب الواحد، والإمبريالية العالمية”.
ونتيجة لذلك تمكن أبو سعدى من حصد “وسام البسالة والشرف والمجد الروسي من الدرجة الأولى”، من قبل مركز المصالحة الروسي في حميميم، في تشرين الثاني 2016.
وفيما ينال الرضا الروسي، تجمعه مع حكومة النظام علاقة لا تخلو من المشاكل، تجلت مؤخرًا في اتهامات وزير التجارة، عبد الله الغربي، له برفض الاستجابة أو الرد على عشرات الكتب المقدمة من الوزارة، والمتضمنة طلب تخصيص أراض في ريف محافظة طرطوس لإقامة مجمع تنموي عليها.
وكان الغربي تحدث عن “انزعاجه”، خلال لقائه لجنة برلمانية بداية الشهر الجاري، كما ألمح إلى قيام المحافظ بعمليات تصدير غير مدفوعة إلى دولة أذربيجان.
ولم يرد صفوان أبو سعدى على تساؤلات الغربي، لكنه يصر دائمًا أن “طرطوس بخير”، ويذيلها مقتبسًا من الأسد بـ “سوريا بخير”، فيما يبدو أن علاقته الوثيقة مع الروس، تعوضه عن علاقاته “الإشكالية” بالمسؤولين المحليين داخل طرطوس، وعلى مستوى الحكومة.



0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top